"لوفيجارو": تركيا جندت دواعش للحرب ضد الأكراد
مرتزقة سوريون وآخرون تابعون لداعش قامت تركيا بتدريبهم وتجهيزهم للقتال في صفوفها ضد الأكراد مقابل المال
كشفت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، الخميس، أن تركيا جندت ودربت مرتزقة سوريين للقتال في صفوفها ضد الأكراد ومنشقين عن داعش مقابل المال، مستفيدة من درايتهم بالمواقع على أرض الواقع.
- واشنطن بوست: مخيم الهول السوري قد يسقط في يد داعش
- صحف غربية: العدوان التركي يزيد خطر سجناء داعش في سوريا
وتحت عنوان "هؤلاء السوريون يقاتلون من أجل تركيا"، قالت الصحيفة الفرنسية، في تقرير لها، إنه بالنسبة إلى تركيا فإن تدريب وتجهيز هؤلاء السوريين يعد ميزة حقيقية في مسرح العمليات العسكرية على الأرض في الشمال السوري لمواجهة الأكراد.
وأوضحت أن الميزة في الاستعانة بهؤلاء السوريين أنهم يعرفون كل شيء عن الحرب السورية وعايشوا جميع مراحلها، ووصلوا إلى مرحلة التحالف مع تركيا لضمان بقائهم.
وأضافت "لوفيجارو" أنه "في خضم السنوات الثماني من الأزمة السورية استغلت تركيا الأوضاع في المنطقة بإعادة تشكيل المعارضة السورية لصالحها بينهم متمردو ما يسمون أنفسهم (ثوار الجيش الوطني السوري)".
ووفقاً للصحيفة فإن ما يطلق عليهم "ثوار الجيش الوطني السوري" إحدى فصائل المعارضة هم "عبارة عن الآلاف من المرتزقة الذين يقاتلون إلى جانب القوات التركية في العدوان الأخير الذي تنفذه أنقرة في منطقة شمال شرقي سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية".
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن أحد السوريين، لم تسمه، قوله: "بعد 8 سنوات من الصراع لم تعد الحرب حرباً سورية"، موضحاً أنه تحول إلى مقاتل لصالح تركيا "من أجل الحصول على المال".
وأضاف أن "العرب السوريين أصبحوا يقتلون إخوانهم الأكراد بعدما كانوا يقاتلون في صف واحد"، مشيراً إلى أنه يفكر في "التخلي عن السلاح للأبد، لكنه لا يستطيع بسبب تهديدات الأتراك".
ووفقاً للصحيفة فإن مصطلح "الجيش الوطني السوري" اسم مضلل، فهو ليس جيش الرئيس السوري بشار الأسد، لكنه عبارة عن آلاف من المرتزقة السوريين يقاتلون إخوانهم الأكراد مقابل المال في صفوف الأتراك، بعضهم من المعارضة من أهالي المنطقة، والبعض الآخر من المنشقين عن التنظيمات الإرهابية مثل (داعش)".
ونقلت الصحيفة عن أستاذة الجغرافية السياسية بجامعة "ليون2" فابريس بالانش، قولها إن "المتمردين السوريين المحليين يلعبون دورا رئيسيا في العملية التركية، لأنهم يتمتعون بميزة معرفة المنطقة جيدا".
وأوضحت أن جزءا كبيرا من السوريين منشقون عن "داعش" أعادت تركيا تدريبهم في معسكرات التدريب على الحدود التركية، وعادوا لينتقموا من الأكراد الذين كانوا يكافحون التنظيم الإرهابي.
وأضافت الباحثة الفرنسية أن هناك سوريين أيضاً في الصفوف التركية قادمين من إدلب التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة والتنظيمات الإرهابية المسلحة، أبرزها "هيئة تحرير الشام المنشقة عن تنظيم القاعدة الإرهابي (جبهة النصرة سابقاً) المدعومة من تركيا".
وفقًا لفابريس بالانش، يتم دفع 400 دولار شهريًا لمقاتلي التنظيم المسلح الملقب بـ"الجيش الوطني السوري"، موضحة أن هذا المبلغ كبير حال مقارنته مع راتب مسؤول محلي في شمال سوريا (نحو 100 دولار)، أو المقاتل الكردي الذي يتلقى (نحو 200 دولار).
وأضافت أن مليشيا "الجيش الوطني السوري" مجهزة تجهيزا جيدا، على الرغم من كونها أسلحة أكثر كلاسيكية (بنادق الكلاشنيكوف الهجومية وقاذفة القنابل اليدوية "آر بي جي -7") ولكنهم استلموا ناقلات جنود مدرعة تركية، بالإضافة إلى "البيك آب" الذي يستخدمه الأتراك كمشاة على الأرض بالطريقة نفسها التي تستخدم بها وحدات حماية الشعب ضد داعش.
كما يسمح الاستعانة بالمليشيات السورية للأتراك بالحفاظ على قواتهم النظامية وتجنب الخسائر المفرطة في الأرواح، والتي قد يكون لها تأثير سلبي من حيث شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبدأت القوات التركية هجوما عسكريا، الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول، على شمالي سوريا، وسط انتقادات ومخاوف دولية من أن يتسبب الاعتداء في إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي الذي دُحر مطلع العام الجاري على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.
وفي السابع عشر من الشهر الجاري أعلن مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي أنه تم التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وأنقرة لوقف إطلاق نار مؤقت في شمال شرقي سوريا، وإيجاد حل مناسب للمنطقة الآمنة.
ويقضي الاتفاق بين موسكو وأنقرة بانسحاب قوات سوريا الديمقراطية لنحو 30 كيلومترا عن طول الحدود التركية البالغ 440 كيلومترا.
كما ينص الاتفاق على أن تقوم الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السورية بـ"تسهيل انسحاب" عناصر وحدات حماية الشعب الكردية وأسلحتهم من منطقة تمتد حتى عمق 30 كلم على الحدود بين سوريا وتركيا.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4yNyA=
جزيرة ام اند امز