اقتراع الكويت في رمضان.. «غبقات» انتخابية وتصويت على وقع مدفع الإفطار
تشهد الكويت، الخميس المقبل، استحقاقا برلمانيا يصادف شهر رمضان، الذي ألقى بتأثيراته على العملية الانتخابية وحملات المرشحين.
وتعد الانتخابات المقرر إجراؤها 4 أبريل/نيسان الجاري هي أول انتخابات برلمانية في عهد أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وثاني انتخابات تجري في شهر رمضان في تاريخ الكويت بعد الانتخابات التي جرت عام 2013.
حملات رمضانية
أجواء الشهر الكريم كان لها تأثيرها الواضح على العملية الانتخابية، خصوصا خلال الحملات الدعائية للمرشحين.
وكثف المرشحون لخوض الانتخابات جهودهم باستغلال الأجواء الرمضانية في عرض برامجهم الانتخابية من خلال الغبقات الرمضانية.
والغبقة الرمضانية هي عادة اجتماعية متأصلة ومتوارثة عن الآباء والأجداد يحييها أهل الكويت في أمسيات شهر رمضان المبارك لتبادل التهاني بالشهر الفضيل ولقاء الأهل والأحبة والضيوف.
والغبقة عبارة عن وليمة تقام بعد صلاة التراويح في رمضان للأهل والجيران وتتخللها أنواع كثيرة وأصناف متنوعة من المأكولات الشعبية.
ونظرا لتزامن شهر رمضان مع انتخابات مجلس الأمة 2024 في الكويت، اتجه عدد من المرشحين للاستفادة من تلك العادة الاجتماعية للترويج لأنفسهم وبرامجهم، عبر إقامة الغبقات داخل مقراتهم الانتخابية، أو استغلال الغبقات التي يدعون إليها للترويج لبرامجهم عبر التواصل المباشر مع الناخبين في تلك المناسبة.
أيضا نظراً إلى الطبيعة الإيمانية لشهر رمضان، وانشغال المواطنين بأداء العبادات خصوصا خلال العشر الأواخر من رمضان، الأمر الذي يؤثر على فرص حضورهم الندوات الانتخابية للمرشحين، لجأ كثير من المرشحين لمواقع التواصل الاجتماعي للترويج لبرامجهم والوصول لعدد أكبر من الناخبين.
لا توقف للتصويت
أيضا سيلقي شهر رمضان بتأثيره على عملية الاقتراع المقرر إجراؤها الخميس المقبل، حيث سيتواصل التصويت حتى بعد انطلاق مدفع الإفطار.
ونقلت جمعية الشفافية عن اللجنة الاستشارية العليا للانتخابات، أن التصويت سيستمر منذ فتح باب اللجان حتى نهاية الاقتراع، بلا توقف حتى وقت آذان المغرب وحلول وقت الإفطار.
ونقل نائب رئيس الجمعية رئيس المفوضية الأهلية للديمقراطية الدكتور فهد الرقيب، عن اللجنة التأكيد أن "الإشراف على العملية الانتخابية سيكون بشكل مستمر، من بداية الاقتراع وحتى الإعلان النهائي للنتائج دون توقف (وسيتم توزيع وجبات الإفطار داخل كل اللجان)"، بحسب جريدة "الرأي" المحلية.
200 مرشح
ويتنافس 200 مرشح لخوض غمار انتخابات مجلس الأمة في الفصل التشريعي الـ18 (أمة 2024).
ويأتي انخفاض عدد المرشحين بعد انسحاب 44 من المرشحين في اليوم النهائي للتنازل يوم الخميس الماضي.
وبعد أن أسدلت محكمة التمييز الستار على الطعون الانتخابية للمرشحين المشطوبين أمس الأحد ليصبح إجمالي المرشحين والمرشحات لانتخابات مجلس الأمة المقبل 200 مرشح.
وتعد هذه ثاني انتخابات تشهدها الكويت خلال 10 شهور، بعد الانتخابات التي جرت في 6 يونيو/حزيران الماضي.
وصدر مرسوم أميري يوم 15 فبراير/شباط الماضي بحل مجلس الأمة الذي أسفرت عنه انتخابات يونيو/حزيران الماضي.
جاء مرسوم الحل بسبب "ما بدر من مجلس الأمة من تجاوز للثوابت الدستورية في إبراز الاحترام الواجب للمقام السامي وتعمد استخدام العبارات الماسة غير المنضبطة".
حل البرلمان جاء بعد نحو شهر من تشكيل أول حكومة في عهد أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح يوم 17 يناير/كانون الثاني الماضي.
وشهدت الحكومة تغييرا شاملا في الوزارات السيادية والمهمة مثل وزارات: الداخلية والدفاع والخارجية والنفط.
تغيير واسع يُعد ترجمة للتوجيهات التي تضمنها أول خطاب وجهه أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بعد توليه مقاليد الحكم، الذي رسم فيه خارطة طريق لبلاده خلال الفترة المقبلة، كشف فيها عن ملامح تغيير كبير ستشهده البلاد على صعيد السياسة الداخلية، التي احتلت الجانب الأكبر من خطابه.
جاء ذلك عقب أداء الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح اليمين الدستورية يوم 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي في مجلس الأمة (البرلمان)، ليكون الأمير السابع عشر للبلاد، خلفا لأخيه الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي وافته المنية في الـ16 من الشهر ذاته.
وشملت كلمة أمير البلاد انتقادات للحكومة والبرلمان ودعوة للمراجعة، وتأكيدا على الوحدة الوطنية، وتعهدا بمحاربة الفساد، وتنفيذ لالتزامات السياسة الخارجية.
ويأمل الكويتيون أن تقود نتائج الانتخابات القادمة إلى برلمان يسهم في تحقيق طموح الوطن والقيادة في غد أفضل تكون فيه الكويت في مصاف الأمم المتقدمة.
ويملك مجلس الأمة الكويتي صلاحيات واسعة، أبرزها قدرته على استجواب رئيس الحكومة أو وزرائه، فضلا عن قدرته على التصويت لحجب الثقة عن الوزراء، أو "عدم التعاون" مع رئيس الوزراء.
aXA6IDMuMTM4LjEzNS4yMDEg جزيرة ام اند امز