الكويت تحتفل بأعيادها الوطنية... إنجازات رغم التحديات
تحت شعار "عز وفخر"، تحتفل الكويت، السبت والأحد، بأعيادها الوطنية، في ظل جهود متواصلة من قيادة البلاد لتجاوز التحديات وتعظيم الإنجازات.
وتحتفي الكويت في 25 فبراير/شباط من كل عام بعيدها الوطني وهو ذكرى استقلالها من الاستعمار البريطاني قبل 62 عاما، وتحتفل في 26 فبراير/شباط بذكرى تحريرها عام 1991 من الغزو العراقي.
ويعد هذا ثالث عيد وطني يحل في عهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي تولى مقاليد الحكم في 29 سبتمبر/أيلول 2020، وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي تولي منصبه في 8 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.
ويحتفل الكويتيون بأعيادهم الوطنية وسط التفاف شعبي حول قيادة البلاد الحكيمة، وآمال ودعوات أن يوفقها الله في تعظيم الإنجازات التي تشهدها البلاد، وتجاوز تحديات المرحلة الراهنة.
وأعرب أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في برقيات تهاني متبادلة بتلك المناسبة عن أمنياتهم أن يحفظ الله بلادهم ويديم عليه نعمة الأمن والأمان وأن يحقق رفعته وازدهاره، وأن يبارك في كافة الجهود المخلصة للارتقاء بمسيرته التنموية الطموحة لتحقيق المزيد مما ينشده الوطن الغالي من تطور ونمو وازدهار.
تشكيل حكومة جديدة
تحل الاحتفالات فيما يجري ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، خلال الفترة الحالية، مشاورات لتشكيل حكومة جديدة، بعد قبول الاستقالة التي تقدم بها رئيس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، يوم 26 يناير/كانون الثاني الماضي، وتكليف الحكومة بتصريف العاجل من الأمور.
جاءت استقالة الحكومة "وذلك نتيجة لما آلت إليه العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية"، بحسب كونا.
وسبق أن أصدر أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمرا أميريا بتاريخ 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 بالاستعانة بولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لممارسة بعض اختصاصات الأمير الدستورية.
جاءت استقالة الحكومة بعد 3 شهور من تشكيلها في 16 في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وشهدت الكويت انتخابات برلمانية 29 سبتمبر/أيلول الماضي، عقب حل مجلس الأمة السابق في 2 أغسطس/آب الماضي على خلفية أزمات متواصلة بين الحكومة والبرلمان.
ويأمل الكويتيون أن يكون هناك تعاون بين الحكومة المرتقب تشكيلها والبرلمان، تحت مظلة قيادة تدعم وتوجه، بما يسهم في تجاوز تحديات المرحلة الراهنة ورسم مسار مستقبل أفضل للبلاد.
إنجازات متنوعة
تحديات لم تعق تحقيق البلاد إنجازات في مجالات عدة على مدار الفترة الماضية، من أبرزها نجاح الكويت قبل شهر بإطلاق أول قمر صناعي كويتي، في خطوة تؤسس انطلاقة لمزيد من الإنجازات الكويتية المستقبلية القادمة في مجال علوم الفضاء.
وتم إطلاق القمر الاصطناعي الكويتي الأول (كويت سات 1) إلى الفضاء 3 يناير/كانون ثاني الماضي من قاعدة (كيب كانافيرال) للقوات الجوية بولاية فلوريدا الأمريكية، وذلك عبر صاروخ (فالكون 9) التابع لشركة (سبيس إكس).
ويأتي المشروع التابع لجامعة الكويت والممول من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تحت شعار (الكويت إلى الفضاء) بعد عمل دؤوب استمر ثلاث سنوات وبفريق كويتي شاب إذ هدف المشروع إلى بناء قدراتهم في مجال بناء وتصميم إدارة الأقمار الاصطناعية وإكسابهم الخبرات التدريبية والميدانية اللازمة.
يأتي هذا المشروع أيضا نتاج تعاون إقليمي مع مركز محمد بن راشد للفضاء، وتعاون عالمي مع جامعة بولدر في ولاية كولورادو إضافة لعدة أقسام في كليتي العلوم والهندسة والبترول في جامعة الكويت.
ويعد المشروع خطوة مهمة على طريق بناء قدرات الكوادر الوطنية وتدريبها على تصميم الأقمار الاصطناعية، بما تتماشى مع رؤية كويت 2035 الهادفة لدعم رأس المال البشري الإبداعي.
إطلاق القمر الصناعي، جاء بعد أسبوعين، من تحقيق شركة البترول الوطنية الكويتية إنجاز تنموي جديد للقطاع النفطي الكويتي، يتمثل بتشغيل مشروع خط الغاز المسال الخامس بمصفاة ميناء الأحمدي، في خطة من شأنها دعم اقتصاد الدولة، وتحقيق رؤية كويت جديدة 2035، وتعزيز قدرة البلاد على الوفاء بالمتطلبات الراهنة والمستقبلية لصناعة الغاز.
أيضا تأتي الاحتفالات فيما تتواصل المشاريع التطويرية في مطار الكويت الدولي انطلاقاً من اهتمام الدولة بتحديث البنية التحتية لقطاع النقل الجوي في وقت بلغت نسبة الإنجاز بمشروع الحزمة الثالثة 76.4 في المئة.
ويضم مشروع الحزمة الثالثة 4 مكونات رئيسية، أولها إنشاء برج مراقبة جديد وتجهيزه بأحدث الأنظمة الملاحية والمكون الثاني إنشاء مدرج ثالث والمكون الثالث إعادة إنشاء المدرج الشرقي وتحديثه وتطويره والمكون الرابع فيختص بخدمات البنية التحتية للمنطقة الجنوبية في المطار.
ولاء ووفاء
وتحتفي الكويت في 25 فبراير/شباط من كل عام بعيدها الوطني وهو ذكرى استقلالها من الاستعمار البريطاني قبل 62 عاما، وتحتفل في 26 فبراير بذكرى تحريرها عام 1991 من الغزو العراقي.
والتاريخ الحقيقي لاستقلال الكويت كان في 19 يونيو/حزيران عام 1961 في عهد الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، لكن في مايو/أيار عام 1964 تقرر تغيير ذلك اليوم ودمجه مع يوم 25 فبراير/شباط الذي يصادف ذكرى تولي الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح مقاليد الحكم؛ تكريما له ولدوره المشهود في استقلال البلاد وتكريس ديمقراطيتها، ومنذ ذلك الحين والكويت تحتفل بعيد استقلالها.
ومنذ استقلال الكويت وهي تسعى إلى انتهاج سياسة خارجية ومتوازنة أخذة بالانفتاح والتواصل طريقا وبالإيمان بالصداقة والسلام مبدأ وبالتنمية البشرية والرخاء الاقتصادي لشعبها هدفا في إطار من التعاون والتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية ودعم جهودها وتطلعاتها وأهدافها.
وحرصت الكويت على إقامة علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة بفضل سياستها الحكيمة ودورها المميز في تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي وتعزيز التعاون العربي ودعم جهود المجتمع الدولي نحو إقرار السلم والأمن الدوليين والالتزام بالشرعية الدولية وفي إطار الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز.
فعاليات متنوعة
ويحيي الكويتيون احتفالهم بعيدهم الوطني وسط التفاف شعبي حول قيادة البلاد الحكيمة.
وتوشحت المباني والمؤسسات والمرافق العامة والخاصة في البلاد بعلم الدولة وصور أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وولي عهده؛ تعبيرا عن الوفاء والولاء للكويت وقيادتها.
وقالت اللجنة الدائمة للاحتفال بالأعياد والمناسبات الوطنية، إن رزنامة احتفالات البلاد بذكرى العيد الوطني الـ62 وعيد التحرير الـ 32 فبراير/شباط الجاري ستشهد فعاليات زاخرة ومتنوعة بالتعاون مع مختلف وزارات الدولة ومؤسساتها والقطاع الخاص.
وسيكون في طليعة هذه الأنشطة عرض للألعاب النارية ويمكن للجمهور متابعته في المساحة الكائنة بين موقعي الجزيرة الخضراء وأبراج الكويت على شارع الخليج العربي.
وسيصاحب عرض الألعاب النارية عدد من الفعاليات الترفيهية باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية منها عروض الليزر والصوت والضوء عبر الشاشات المائية التي ستزين بها أبراج الكويت.
وستتضمن الاحتفالات كذلك عرضا جويا وآخر للطائرات المسيرة (الدرونز) إضافة إلى عروض للمعدات العسكرية والآليات ولإدارة الأثر علاوة على عروض للفرق الموسيقية التابعة لوزارة الداخلية والجيش الكويتي والحرس الوطني.
وتتضمن الاحتفالات أيضا إقامة معرض للإطفاء وعروض الزوارق البحرية إضافة إلى تقديم فرق كويتية وخليجية للفنون الشعبية عروضها الفلكلورية الأصيلة على مدار أيام الاحتفالات.