صدمة الإنسان الكويتي وكل عربي كان في ذلك الابتزاز السياسي لمنتمي هذا التيار لتغيير بوصلة الحكومة تجاه ما يمثل تهديداً لوطنهم.
لم يعد مقبولاً من أي فرد في المجتمعات الإنسانية التي تؤمن بقيمة الوطن التعاطف مع جماعة "الإخوان المسلمين" ومن يدعمهم من المؤثرين السياسيين وغيرهم، بعدما تكررت مواقفهم التي تؤكد أن ولاءهم الحقيقي ليس لبلدانهم.
هذا الحكم له ما يبرره حالياً حتى قبل عقد، بعدما اعتقلت السلطات الكويتية خليه تابعة "للإخوان المسلمين" - ارتكبت أعمالا إجرامية وإرهابية في مصر وهربت إلى الكويت، واتخذت مقراً لها بمساعدة من إدارة مدرسية يفترض أنها تزرع قيمة حب الوطن- فإن ما فعله البعض من مؤيدي تيار الإخوان المسلمين في مجلس الأمة الكويتي من محاولة ابتزاز الحكومة، في صورة أزعجت المجتمع الكويتي والخليجي، كي تتراجع عن اعتقالهم وتسليمهم للسلطات المصرية، وضعهم في خانة داعمي الإرهاب وربما تكون أقرب إلى صورة من يخون وطنه، من حيث حجم المسؤولية والجهة السياسية التي يعمل فيها.
وإذا اعتبرنا أن دعم الرئيس التركي أردوغان في الدول العربية لتيار "الإخوان المسلمين" وتدخله في الشأن العربي من أجل تحقيق أطماعه في حلم الإمبراطورية إنما هو: نوع من العبث السياسي، لأن هناك وطنيين من أبناء الدول العربية أدركوا خطر ذلك، فإن الغريب والشيء الذي يحتاج إلى البحث عن "النية الخفية" هو ذلك الموقف من بعض من ائتمنوا على مصير الوطن والدفاع عنه خاصة عندما يكونون في إحدى السلطات السيادية، فهذا ما لم يخطر على بال أحد من أبناء أي وطن في العالم وليس في الكويت فحسب.
علينا ألا نتوقع من يحمل ولاءً بعيداً عن وطنه أن يكون أحد رجالات الدولة؛ لأن العمل الوحيد الذي يخلصون له أن يجعلوا كل الدول تنتمي لـ"جماعة الإخوان المسلمين"، والشيء المخيب للآمال أن يكونوا مسؤولين يحملون أحلام شعوبهم ويمثلونهم في البرلمان ولكنهم يسلمون قرارات وطنهم السيادية إلى دول أخرى تعاديهم.
صدمة الإنسان الكويتي وكل عربي كان في ذلك الابتزاز السياسي لمنتمي هذا التيار السيء السمعة لتغيير بوصلة الحكومة تجاه ما يمثل تهديداً لوطنهم وذلك كنوع من الضغط على الحكومة. وقد ذكرنا هذا الموقف بذلك الذي تم في عام 2008 في دولة الإمارات لمعلمين لحشد الرأي العام ضد وزارة التربية والتعليم وإجبارها على التراجع عن قرار نقلهم من هيئة التدريسية إلى إداريين كي لا يؤثروا بفكرهم على الطلبة، وهو ما ينبغي أن يدركه الكثيرون من أبناء العرب لما يفعله هؤلاء خدمة لجماعتهم وهذا دليل كافٍ على شيوع منطقهم لدى كل من يحمل هذه الأيديولوجية وانتصارها على كل ما هو وطني.
هم، الإخوان المسلمين، قرروا منذ بداية مشروعهم القذر قبل سبعة عقود أن يضحوا بالوطن لحساب الجماعة سواءً كانوا في مصر أو أي دولة في العالم، بما فيهم في الغرب، حيث انتشر في كل أرجاء العالم، وقد أكدتها مشاهد ومواقف لهم مثل موقفهم مع هذه الجماعة الإرهابية التي تعد أحد المؤشرات الكاشفة لفكرهم وقناعتهم بل إن الشهادات التي قيلت عنهم ممن كانوا أعضاء وقيادات في هذا الحزب وبالتالي ينبغي ألا نستغرب منهم الموقف بقدر استنكارنا لعدم إدراكهم بأنهم بهذه الأفعال يستفزون مشاعر المواطنين في بلدانهم ويشترون عدواتهم.
من هذا التصرف والسلوك غير المقبول وطنياً سيظهر بلا شك موقفاً حكومياً ضد منتمي هذا التيار لتقود موقفاً ورأياً مجتمعياً يختلف عما هو معروف عنه في دولة الكويت التي أعطت لهم مساحة تحرك وتناست موقفهم أثناء الغزو العراقي للكويت، بل إن حالة الاعتقال وإصرار الحكومة الكويتية لعدم الرضوخ لضغوطهم مع المطالبة باعتقال من حاول تغيير "البوصلة" السياسية اتجاههم هي خطوة إلى الأمام في ناحية التضييق على الجماعة ومرحلة جديدة نحو انهيار وانكسار حلمهم الذي بدأ يتلاشى في كل دول العربية.
علينا ألا نتوقع من يحمل ولاءً بعيداً عن وطنه أن يكون أحد رجالات الدولة؛ لأن العمل الوحيد الذي يخلصون له أن يجعلوا كل الدول تنتمي لـ"جماعة الإخوان المسلمين"، والشيء المخيب للآمال أن يكونوا مسؤولين يحملون أحلام شعوبهم ويمثلونهم في البرلمان ولكنهم يسلمون قرارات وطنهم السيادية إلى دول أخرى تعاديهم.
لا شك أن أعضاء هذا التنظيم متغلغلون بشدة في المجتمع وفي عملية صنع القرار، ويجب العلم أن وجودهم في المؤسسات الحكومية خاصة الحساسة هي فرصة يستغلونها لتعود بالفائدة على مشروعهم السياسي فكلهم جنود قد يبدوا وطنيين في لحظة ما باستخدام التقية، ولكن عندما تستدعي مصلحة "الجماعة" يصبح كل شيء مباحا وقابلا "لبيعه"، لذلك سيظل عنوان هذا المسلسل صالحاً في كل مكان طالما تواجد من يقدم أي مصلحة على وطنه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة