انتخابات مجلس الأمة الكويتي.. 5 مشاهد إيجابية
رسائل إيجابية عدة حملتها 5 مشاهدة تبدو لافتة في انتخابات مجلس الأمة الكويتي 2020 التي جرت، اليوم السبت.
المشاهد الخمس التي رصدتها "العين الإخبارية" تتمثل في الإقبال الكبير على التصويت رغم تقلب الأحوال الجوية من جانب وانتشار جائحة كورونا من جانب آخر، والإقبال النسائي اللافت، وتصويت المصابين بكورونا، فضلاً عن توفير ضوابط صحية في كافة لجان الاقتراع، والتنسيق والتعاون الكبيرين بين مختلف أطراف العملية الانتخابية.
وحملت تلك المشاهد عدة رسائل إيجابية تعكس في مجملها روح التحدي لدى الحكومة الكويتية التي أقامت انتخابات مجلس الأمة في موعدها ووفرت كل الإجراءات للتيسير على الشعب القيام بواجبهم.
كما أكدت روح التحدي والإصرار لدى الكويتيين بمختلف فئاتهم رجالا ونساء، وحتى المصابين بكورونا، للقيام بدورهم في اختيار نواب يمثلونهم بمجلس الأمة خلال الفترة المقبلة لتحديد مستقبلهم من الناحية التشريعية والرقابية واختيار الأفضل بالنسبة لهم، رغم انتشار جائحة كورونا.
أيضا من الرسائل الإيجابية التي حملتها الانتخابات رغبة الجميع في المشاركة في صنع مستقبل أفضل للوطن، والتعاون لمواجهة التحديات في المرحلة المقبلة، وإدراك الجميع أهمية تلك الانتخابات حيث أنها الأولى التي تجري في عهد أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.
أهمية خاصة
وعن أهمية تلك الانتخابات، قال المحلل السياسي الكويتي مساعد المغنم، لـ"العين الإخبارية" إن تلك الانتخابات تحمل أهمية خاصة حيث أنها أول انتخابات برلمانية في عهد أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وأشاد المغنم بالإقبال التي شهدته الانتخابات، لافتا في هذا الصدد إلى الجهود التي تقوم بها وزارة الصحة الكويتية، حيث وفرت مناخا شجع على ارتفاع الإقبال على التصويت، رغم جائحة كورونا، إضافة إلى ارتفاع وعي الناخبين بالتحديات الراهنة وإصرارهم ورغبتهم في التغيير، وخصوصا أن مجلس 2016 لم يحقق طموحات الشارع الكويتي، وفق قوله.
بدوره قال الخبير الكويتي الدكتور عواد النصافي، أستاذ المحاسبة والتمويل في الجامعة الأمريكية الدولية لـ" العين الإخبارية"، إن تلك الانتخابات تجري في ظروف غير عادية نتيجة الإحباط من مجلس 2016، وفق وقوله.
وأضاف "في تصوري أن تلك الانتخابات ستكون غير عادية بكل المقاييس، سواء من خلال الاختيار أو نسبة المشاركة، وأتوقع أن نسبة المشاركة ستصل إلى 80%، كما أن نسبة التغيير ستتجاوز 70% في بعض الدوائر".
تصويت المصابين بكورونا
من المشاهدة اللافتة خلال انتخابات 2020 حرص الحكومة الكويتية على ممارسة جميع الكويتييين بما فيهم المصابون بكورونا على الحصول على حقهم في الانتخاب، لذلك خصصت مدرسة في كل دائرة خاصة بالمصابين بكورونا.
وفي المقابل كان لافتا حرص الناخبين المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) على الإدلاء بأصواتهم وسط إجراءات تتوافق مع الأعراف والبروتوكولات الطبية.
كما حرصت وزارة الداخلية الكويتية بالتعاون مع وزارة الصحة في البلاد على تسهيل عملية تصويت الناخبين المصابين ومخالطيهم وإتاحة الفرصة لهم لممارسة حقهم على أكمل وجه وبشكل آمن.
وأشاد المحلل السياسي الكويتي مساعد المغنم، في هذا الصدد، بتخصيص الحكومة مدراس خاصة لتصويت المصابين بفيروس كورونا، وفق ضوابط محددة، وحرصها على مممارستهم حقهم في التصويت، والمشاركة في صناعة مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.
إقبال نسائي لافت
أيضا رغم انتشار جائحة كورونا، كان لافتا أن حضور العنصر النسائي في انتخابات مجلس الأمة الكويتي 2020 ، وذلك من خلال التواجد بشكل لافت في مراكز الاقتراع بجميع الدوائر الانتخابية.
وشمل الحضور النسائي جميع الفئات العمرية حيث بدأ التوافد إلى صناديق الاقتراع منذ الصباح الباكر للإدلاء بأصواتهن وممارسة حقهن السياسي.
واعتبر مراقبون أن هذا الإقبال يعود إلى ارتفاع الوعي السياسي لدى المرأة الكويتية وزيادة إيمانها بأهمية وجود امرأة في المجلس للتعبير عن قضايا المرأة.
كما لفتوا إلى أن القيادة الكويتية تدعم ملف تمكين ودمج المرأة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، مشيرين في هذا الصدد إلى أن الكويت تسارع الخطى لتحقيق الهدف الخامس من التنمية المستدامة الذي ينص على المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة بما يتناغم مع الأجندة الأممية 2030 ويتسق مع رؤية الكويت 2035.
لكن المحللين بينوا أن هناك عدة تحديات تقف أمام تحقيق المرأة نجاحا كبيرا في البرلمان المقبل، أبرزها المنافسة القوية في الانتخابات، وفي هذا الصدد توقع المحللان، المغنم والدكتورالنصافي، أن المرأة ستحصل على مقعد أو مقعدين في مجلس الأمة المقبل.
إصرار على مواجهة التحديات
أحد الرسائل الهامة التي حملتها مشاهد الاقتراع هي الإصرار على مواجهة التحديات، ولا يتمثل في ذلك فقط في نجاح الحكومة على تنظيم الانتخابات رغم كورونا، أو إقبال الناخبين على الاقتراع لاختيار النواب الذين سيمثلونهم على مدار 4 سنوات مقبلة.
بل تجاوز ذلك ليصل إلى مواجهة تحديات المرحلة المقبلة وعلى رأسها التحدي الاقتصادي، وتعاون الجميع للمشاركة في صناعة مستقبل أفضل.
وفي هذا الصدد عاد الدكتور عواد النصافي، مؤكداً أن الملف الاقتصادي سيفرض نفسه في أروقة البرلمان الكويتي الجديد، خاصة في ظل تراجع أسعار النفط، وتداعيات انتشار جائحة كورونا.
وقال النصافي إن أهم تحدّ أمام مجلس الأمة الجديد هو الملف الاقتصادي، والقدرة على الموازنة بين "دولة الرفاه" وإعادة هيكلة الموازنة الحكومية وإعادة هيكلة الدخل الحكومي وتخفيف الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي لتمويل الميزانية العامة.
أما المحلل السياسي الكويتي مساعد المغنم فرأى أن مجلس الأمة المقبل، ينتظر منه إنجاز قانون العفو الشامل، وزيادة المحافظة على الوحدة الوطنية، والقيام بإصلاحات اقتصادية وإدارية تحتاجها البلاد في المرحلة المقبلة.