مجلس الأمة الكويتي.. محطات هامة بمسيرة الديمقراطية عبر 57 عاما
مسيرة حافلة لمجلس الأمة الكويتي منذ أول انتخابات للمجلس في تاريخ البلاد في 23 يناير/كانون الثاني عام 1963، وحتى انتخابات اليوم.
ويقف مجلس الأمة الكويتي، السبت، شاهدا على أهم محطات المسيرة الديمقراطية في الكويت منذ تأسيسه قبل ٥٧ عاما.
ويتكون مجلس الأمة من 50 عضوًا، يتم اختيارهم عن طريق الانتخاب العام السري المباشر، ومدة الدورة البرلمانية 4 سنوات من تاريخ أول اجتماع له.
ويعتبر الوزراء غير المنتخبين في المجلس أعضاء فيه بحكم وظائفهم ولا يزيد عدد الوزراء على (16 وزيرا) جميعا يمثلون ثلث البرلمان.
وحدد الدستور سلطات مجلس الأمة بتشريع القوانين، فلا يصدر قانون في الدولة إلا بعد إقراره منه وتصديق الأمير عليه حتى يكون نافذاً.
ويقع على عاتق أعضاء البرلمان الكويتي مهمة تطوير وتشريع القوانين التي تسهم في دفع التنمية بالبلاد.
كما يتمتع مجلس الأمة بدور رقابي على الأداء الحكومي، وحدد الدستور أدوات للمجلس لممارسة هذا الحق من خلال توجيه الأسئلة البرلمانية واستجواب الوزراء بمن فيهم رئيس الحكومة.
شروط الترشح
ويلعب مجلس الأمة الكويتي دورا مرموقا في تعزيز علاقات الكويت مع الدول العربية والأجنبية وتقوية المصالح المشتركة معها في ضوء التحديات التي تفرضها المستجدات الإقليمية والدولية.
ويشترط في من يرشح نفسه لعضويته أن يكون كويتياً بصفة أصلية، ولا يقل عمره يوم الانتخاب عن 30 عاماً، ويكون اسمه مدرجاً في جداول الانتخاب، ويجيد القراءة والكتابة.
كما يشترط القانون في المرشح ألا يكون قد سبق الحكم عليه بعقوبة جنائية أو في جريمة مخلة بالشرف أو بالأمانة ما لم يكن قد رد إليه اعتباره.
ويُحرم من الانتخابات كل من أُدين بحكم نهائي في جريمة المساس بالذات الإلهية، أو الأنبياء، أو الذات الأميرية.
الدوائر الانتخابية
بدأ مجلس الأمة مسيرته بنظام انتخابي يُقسّم البلاد إلى 10 دوائر انتخابية، يختار الناخبون في كل دائرة منها 5 من المرشحين لعضويته وهو النظام الذي استمر أول ٤ فصول تشريعية.
وفي 16 ديسمبر/كانون الأول 1980 صدر مرسوم أميري بإعادة تحديد الدوائر الانتخابية لعضوية مجلس الأمة؛ حيث قسمت الكويت إلى 25 دائرة انتخابية وتمت على أساسها انتخابات الفصول التشريعية من الخامس حتى الـ11.
لكن بحلول أغسطس/آب 2006 صدر قانون بإعادة تحديد الدوائر الانتخابية على أن تنتخب كل دائرة 10 أعضاء للمجلس وأن يكون لكل ناخب حق الإدلاء بصوته لأربعة مرشحين في الدائرة المقيد فيها ويعتبر باطلا التصويت لأكثر من هذا العدد.
وقد تمت الانتخابات ضمن تقسيم الدوائر الخمس لأول مرة في 17 مايو/أيار عام 2008 وأجريت الانتخابات في عام 2009 تلتها آخر انتخابات وفقا لنظام الأربعة أصوات.
وبحلول فبراير/شباط 2012 جرت انتخابات مجلس الأمة وفق نظام الأربعة أصوات إثر حل مجلس الأمة 2009 لكن بعد إبطال المجلس (فبراير 2012) عدل قانون الانتخاب.
وبات لكل ناخب حق الإدلاء بصوته لمرشح واحد فقط في الدائرة المقيد فيها ويعتبر باطلا التصويت لأكثر من هذا العدد مع الإبقاء على تقسيم الدوائر الانتخابية لعضوية البرلمان إلى خمس دوائر انتخابية.
محطات هامة
لم تكن تجربة الممارسة الديمقراطية في الكويت بلا مشاكل أو أزمات بل احتاجت إلى المرور ببعض المحطات المؤثرة والهامة في تاريخها لكي تنضج وتتطور طبيعياً.
وعلى مدار ٥٧ عاما منذ تأسيس مجلس الأمة مر بالعديد من المحطات والأحداث الهامة لعل أبرزها:
برلمان 1963:
شهد بداية الحياة البرلمانية في البلاد، ومن إنجازاته وضع اللائحة الداخلية لمجلس الأمة التي صدر بها القانون رقم 12 لسنة 1963 وتضمن 183 مادة تناولت تأليف المجلس وأحكام العضوية والجلسات وأعماله والأحكام العامة التي تم العمل بها منذ 19 مايو/أيار عام 1963.
برلمان 1975:
تم حله بأمر أميري في عام 1976 بعد أن قدمت الحكومة استقالتها على خلفية تعطيل مشروعات القوانين التي تراكمت منذ مدة طويلة لدى المجلس.
برلمان 1981:
شهد تغيير تقسيم الدوائر الانتخابية من 10 دوائر إلى 25 دائرة.
برلمان 1985:
تم حله بأمر أميري في يوليو/تموز 1986 على خلفية ما عرف بأزمة المناخ وما أعقبها من استجوابات عديدة عطلت التعاون بين السلطتين.
برلمان 1992:
أول مجلس بعد انقطاع العمل النيابي لمدة 6 سنوات بعد الغزو العراقي للكويت وحرب التحرير.
برلمان 1996:
تم حله عام 1999 وهي المرة الأولى التي يحل فيها المجلس دستوريا بسبب تعسف بعض الممارسات النيابية في استعمال الأدوات الدستورية.
برلمان 1999:
رغم ما شهده من كثرة استجوابات أكمل مدة الفصل التشريعي.
برلمان 2003:
في هذا الفصل بايع المجلس الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أميرا للبلاد والشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولياً للعهد عام 2006.
ونالت المرأة الكويتية حقوقها السياسية في جلسة تاريخية بمجلس الأمة يوم 16 مايو/أيار 2005 وانتهت بموافقة 35 عضوا على تعديل المادة الأولى من قانون الانتخاب بما يسمح لها ممارسة حق الترشح والانتخاب وهو اليوم الذي عرف منذ تلك اللحظة بيوم المرأة الكويتية.
َكما تم حل المجلس دستوريا عام 2006.
برلمان 2006:
شاركت المرأة للمرة الأولى في الانتخابات النيابية وقد حل المجلس عام 2008 دستوريا.
برلمان 2008:
أول مجلس تجرى انتخابات أعضائه وفق نظام الدوائر الخمس وقد حل عام 2009 لعدم التعاون بين السلطتين.
برلمان 2009:
شهد طلب استجواب لرئيس مجلس الوزراء للمرة الأولى، كما انتخب الشعب الكويتي ضمن نوابه الخمسين أربع نساء فزن بمقاعد نيابية عن ثلاث دوائر انتخابية هي الأولى والثانية والثالثة، وبهذا يكون مجلس 2009 قد رسم خارطة طريق ورؤية جديدة لدور المرأة ليس فقط في العمل البرلماني بل في حياة الكويتيين السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وقد حل ذلك المجلس عام 2011.
برلمان 2012:
تم إبطاله بعد عدة أشهر إذ قضت المحكمة الدستورية ببطلان المجلس وأعادت مجلس 2009 المنحل.
برلمان 2012:
أول مجلس يتم انتخاب أعضائه بنظام الصوت الواحد بعد إصدار مرسوم ضرورة بتعديل قانون الانتخاب وقد أبطل المجلس عام 2013 بعد حكم المحكمة الدستورية ببطلانه.
برلمان 2013:
أول مجلس بعد تحصين المحكمة الدستورية لمرسوم الصوت الواحد وشهد الكثير من طلبات النواب لاستجواب الوزراء وقد حل المجلس لعدم التعاون بين السلطتين.
برلمان 2016:
في هذا الفصل بايع المجلس الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميرا للبلاد في نهاية مدته عام 2020.
برلمان 2020:
تجري الانتخابات بشأن اليوم وتحمل أهمية خاصة كونها الأولى في عهد أمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي تولى مقاليد الحكم، في 29 سبتمبر/أيلول الماضي.
كما أنّها تأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد، على غرار أغلب اقتصادات العالم، بسبب تراجع أسعار النفط، وتبعات تفشي وباء كورونا.
ويأمل الكويتيون في أن يكون هناك توافق وتعاون بين تركيبة البرلمان الذي سينبثق عن الانتخابات المقبلة وحكومة البلاد لتجاوز تحديات المرحلة الراهنة.
aXA6IDE4LjIxNy4yMjQuMTY1IA== جزيرة ام اند امز