الكويتيات في يوم المرأة العالمي.. إنجازات من رحم التحديات
تشارك الكويت العالم احتفالها باليوم الدولي للمرأة، 8 مارس/آذار، في وقت تخوض فيه البلاد حربا ضارية للقضاء على جائحة "كورونا".
حرب يشكل الدور البارز للسيدات فيها، موضوع احتفالية اليوم العالمي للمرأة هذا العام، الذي يأتي تحت شعار "المرأة في الصفوف القيادية لتحقيق مستقبل من المساواة في عالم كوفيد- 19".
وفيما يحتفي العالم بجهود المرأة في سبيل تشكيل مستقبل ينعم بمزيد المساواة والتعافي الأفضل من جائحة "كوفيد- 19"، تقف المرأة الكويتية في الخطوط الأمامية لجبهة التصدي لجائحة "كوفيد- 19".
وعشية ذكرى الاحتفاء بيوم المرأة، بدأت الحكومة الكويتية تطبيق فرض حظر تجول جزئي، يبدأ من الأحد ويستمر إلى 8 أبريل/نيسان المقبل، بداية من الساعة الخامسة مساءً حتى الخامسة صباحًا، وذلك في إطار التدابير الاحترازية لمواجهة كورونا.
وتواصل المرأة الكويتية جنبا إلى جنب مع الرجل دعم جهود الدولة لمواجهة الجائحة، في وقت تواصل فيه تحقيق إنجازات ومكاسب متتالية، رغم التحديات الناتجة عن مواجهة جائحة كورونا.
أحدث تلك الإنجازات التي تكشف ثقة القيادة في قدرات المرأة، كان منح الدكتورة رنا عبدالله عبدالرحمن الفارس حقيبة وزارة الدولة لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التي تم استحداثها في التشكيل الوزاري الأخير 2 مارس/ آذار الجاري لتعزيز الأمن السيبراني والارتقاء بالخدمات الحكومية الإلكترونية وتنمية قطاع الاتصالات.
واستبق ذلك تعيين 8 نساء في يونيو/ حزيران الماضي كقاضيات لأول مرة في تاريخ الكويت.
أيضا ورغم التحديات التي فرضتها الجائحة، حلت 4 كويتيات في قائمة مجلة "فوربس" لأقوى سيدات الأعمال في الشرق الأوسط عام 2021.
مواجهة كورونا
ووقفت المرأة الكويتية في الصفوف الأمامية بين العاملين الصحيين والمهندسين وجميع المتطوعين لمواجهة الجائحة والتحديات التي نتجت عنها.
ومنذ اللحظة الأولى للتصدي للجائحة، برز دور العنصر النسائي، حيث ساهمت المتطوعات في حملة المسحات العشوائية لوزارة الصحة، فضلا عن دورهن البارز الآن في حملة التطعيم، إضافة لدورهن في توزيع الوجبات الجاهزة، والسلال الغذائية على الأسر المتعففة، وفي المناطق التي حظرت بالكامل، كما حضرت المرأة، في القطاع الصحي، كطبيبة وممرضة وفنية.
الأمن الغذائي كان ميداناً آخر أثبتت خلاله المرأة جدارتها، إلى جانب العمل الإنساني والخيري، الذي كان بوابة أخرى للنساء للمساهمة في العمل للتصدي للجائحة وآثارها.
على الصعيد الاقتصادي واصلت المرأة دعم جهود البلاد التنموية، في مختلف المواقع التي شغلتها، وتأتي قائمة مجلة "فوربس" لأقوى سيدات أعمال في الشرق الأوسط لعام 2021، تأكيداً لتميّز المرأة الكويتية.
وحلت 4 كويتيات ضمن القائمة، هن: وضحة الخطيب، نائبة الرئيس التنفيذي لمصفاة ميناء عبدالله في شركة البترول الوطنية الكويتية، التي جاءت في المركز السابع، وشيخة البحر، نائبة الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني، التي حلت في المركز الحادي عشر.
وجاءت هنادي الصالح، رئيسة مجلس إدارة شركة أجيليتي، في المركز الثاني عشر، في حين حلّت إيمان الروضان، الرئيسة التنفيذية لشركة زين الكويت، في المركز الخامس عشر.
رؤية الكويت 2035
ويعد احتفال الكويتيات بيوم المرأة العالمي هذا العام الأول في عهد أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي تولى مقاليد الحكم في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، خلفا لأمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ليكمل مسيرة النهضة والبناء والتنمية التي شهدتها البلاد عقب الاستقلال.
وتعول الكويتيات على تحقيق المزيد من الإنجازات في عهد الشيخ نواف الذي يعد خير نصير للمرأة، خصوصا أن رؤية الكويت 2035 (كويت جديدة) تركز في أهدافها على تمكين المرأة.
وحرصت خطة التنمية على أن تكون جزءا من مستهدفاتها زيادة أعداد القياديين من العناصر النسائية بنسبة 30% فضلا عن العمل على تمكين المرأة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
وحققت دولة الكويت بالفعل بعض الجوانب من تعزيز دور المرأة في تنمية المجتمع الكويتي، حيث أن المناصب القيادية للنساء تشهد زيادة مضطردة، إذ كانت نسبتهن في الماضي 12% في القطاع العام أما الآن 15% كذلك زادت في القطاع الخاص إلى 18% وهي نسب يتطلع الجميع إلى رفعها.
بطولات لا تنسى
وبينما تحتفل الكويتيات بيوم المرأة، يستذكرون بفخر واعتزاز دور المرأه الكويتية إبان الاحتلال العراقي عقب الغزو في 2 أغسطس/آب 1990.
وكان للمرأة الكويتية وقفة مميزة قدمت من خلالها أجمل صور المقاومة والتضحية، الأمر الذي أسفر عن استشهاد 83 امرأة كويتية، كانت أولهن الشهيدة سناء الفودري.
وبعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي في 26 فبراير/ شباط 1991، كانت سارة أكبر وأول مهندسة بترول كويتية تشارك في إطفاء حرائق الآبار التي أشعلها جنود النظام العراقي السابق.
وأكد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح في الكثير من المناسبات ضرورة منح المرأة كل حقوقها السياسية لا سيما بعد مواقفها البطولية خلال الغزو سواء في عمليات المقاومة داخل الكويت أو من خلال تنظيم الفعاليات الإعلامية والتظاهرات بالخارج لحشد التأييد الدولي لقضيتها العادلة.
وبالفعل بدأت تتولى المرأه الكويتية مناصب قيادية، فكانت الدكتورة رشا الصباح أول امرأة تشغل منصب وكيل وزارة لوزارة التعليم العالي وذلك في عام 1993، كما كانت نبيلة الملا أول سفيرة للكويت في الخارج في عام 1993، بينما كانت الدكتورة فايزة الخرافي أول امرأة تشغل منصب مدير جامعة الكويت في العام نفسه.
وعلى طريق دعم حقوق المرأة، وقعت الكويت اتفاقية حقوق المرأة (سيداو) الخاصة بالقضاء على التمييز ضد المرأة في عام 1994 التي جاءت منسجمة مع الدستور الكويتي الذي يؤكد أن كل الكويتيين سواسية.
الدور البطولي للمرأة الكويتية كان محطة مهمة في مسيرة نضالها، التي توجت بنيلها حقوقها السياسية في 16 مايو/ أيار عام 2005 بإقرار مجلس الأمة مرسوم منح المرأة حق الترشيح والانتخاب، لتحقق بذلك نصرا كبيرا.
وفي يونيو/ حزيران من العام ذاته عينت الحكومة أول وزيرة في تاريخ البلاد هي معصومة المبارك.
وتواصلت مسيرة الإنجازات في عهد أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حيث حققت المرأة الكويتية في عهده إنجازات بارزة.
وفي أبريل/ نيسان 2006، سجلت الانتخابات التكميلية للمجلس البلدي حدثا فريدا في تاريخ المرأة السياسي؛ إذ مارست حقها لأول مرة ترشيحا وانتخابا، وسجلت خلاله المرشحة جنان بوشهري أول عملية ترشيح للمرأة الكويتية وحصلت على المركز الثاني.
وفي يونيو/ حزيران من العام نفسه، وافق مجلس الوزراء على تعيين امرأتين من بين 6 شخصيات لعضوية المجلس البلدي لأول مرة في تاريخ الكويت، هما الشيخه المهندسة فاطمة الصباح والمهندسة فوزية البحر.
ثمَّ تُوجّت سياسته الإصلاحية تلك بدخول المرأة لأوّل مرة عضوًا في مجلس الأمة في ثالث انتخابات نيابية تجرى في عهده عام 2009، وقد سمح للمرأة بدخول السلك العسكري.
وزيرات وقاضيات.. ثقة متزايدة
واستمرت المرأة الكويتية في خوض غمار العملية السياسية في البلاد إذ أصبح وجود المرأة في التشكيل الوزاري أمرا ضروريا فلم يخل تشكيل وزاري منذ عام 2006 وحتى التشكيل الأخير الذي جرى قبل أيام من وجود وزيرة أو اثنتين ضمن أي حكومة.
واحتفظت الدكتورة رنا عبدالله عبدالرحمن الفارس بمنصبها وزيرة للأشغال العامة، وأضيفت لها وزارة الدولة لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي تم استحداثها.
وستعني وزارة الدولة لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي تم استحداثها، بتطوير البنية التحتية الإلكترونية وتعزيز الأمن السيبراني والارتقاء بالخدمات الحكومية الإلكترونية وتنمية قطاع الاتصالات، وهو ما يصب في اتجاه الدولة لتعزيز المعرفة والإسراع في تحقيق رؤية الكويت الجديدة 2035.
خطوة استبقتها تعيين 8 قاضيات في يونيو/ حزيران الماضي، ليصبحن أول قاضيات في تاريخ الكويت.
وأدّت القاضيات الجديدات اليمين القانونية أمام رئيس المجلس الأعلى للقضاء في سبتمبر/ أيلول الماضي، ليبدأن عملهن في مكسب تاريخي جديد للمرأة الكويتية.
وتتوقع الكويتيات تحقيق المزيد من الإنجازات في عهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي يعد خير نصير للمرأة.