صحيفة فرنسية تودع قراءها بعد صدور 76 عاما
خلال مسيرات لدعم الصحيفة الفرنسية وضع المتظاهرون تابوتا رمزيا في فناء المحكمة كتأبين للصحيفة التي ظلت تصدر طوال 76 عاما
يستعد الفرنسيون لوداع واحدة من أعرق الصحف الفرنسية، التي تعد رمزا للمقاومة منذ عام 1943، وهي صحيفة "ليكو" الإقليمية الفرنسية، التي توزع في 5 مقاطعات بوسط فرنسا، وذلك بعدما قررت الشركة المالكة للصحيفة "تصفيتها" بسبب الأزمة الاقتصادية التي تشهدها الصحافة الورقية في العالم، والتي طالت حتى الصحف الأوروبية بسبب عجز التمويل.
وصدرت الصحيفة الفرنسية، التي تعد أيقونة الصحف الشيوعية التي أرخت للتاريخ الفرنسي، الأربعاء، بغلاف يحمل عنوان: "اليوم العدد الأخير للصحيفة.. في وداع القراء".
- صدور العدد الجديد من مجلة "عالم الفكر" الكويتية
- العدد الجديد من مجلة "المسرح" يحتفي بأيام الشارقة المسرحية
من جانبها، أعربت صحيفة "لوموند" الفرنسية في افتتاحيتها، عن أسفها لاختفاء الصحيفة الإقليمية "ليكو"، التي توزع في عدة أقاليم بوسط فرنسا، بعد إعلان شركة النشر المالكة لها بتصفيتها بسبب عجز التمويل الذي تعاني منه الصحيفة، موضحة أن الصحيفة لم تنج من الأزمة التي تشهدها الصحافة، مودعة قراءها بأحرف كبيرة".
وقالت "ليكو" على حسابها الرسمي بموقع "تويتر": "الأربعاء، صحيفتنا معرضة للاختفاء، بعد 76 عاما من وجودها، مظاهرة لدعم الصحيفة الساعة الرابعة والنصف، أمام المحكمة التجارية".
وحشدت المظاهرة 300 شخص أمام المحكمة، كدعم للصحيفة والعاملين بها، والبالغ عددهم 42 صحفيا وموظفا.
وخلال الاحتجاجات، وضع المتظاهرون تابوتا رمزيا في فناء المحكمة كتأبين للصحيفة، وشارك العديد من المسؤولين المنتخبين والنشطاء والفاعلين الاجتماعيين والثقافيين والقراء البسطاء في المظاهرة لإظهار دعمهم للصحيفة المهددة بالاختفاء.
من جانبها، قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، إنه "بعد 75 عاماً من التاريخ، وسنوات من النضال من أجل التغلب على الصعوبات المالية الخطيرة، التي تشهدها فرنسا من أزمة الصحافة المكتوبة، فإن تلك الأزمة أنهت القصة التي بدأت عام 1943 برحيل أيقونة اليسار الفرنسي صحيفة "ليكو"، لافتة إلى أن العدد الأول لصحيفة "ليكو" باع أكثر من 8 آلاف نسخة.
وفيما يتعلق بالأزمات المالية التي شهدتها الصحيفة، أشارت محطة "فرانس.إنفو" الفرنسية إلى أنه "في أكتوبر/تشرين الأول 1988 دمر حريق مصنع الطباعة في شارع تورجو بمدينة ليموج، وتم تدمير المباني، ولكن تعافت الصحيفة بعد جمع تبرعات بلغت قيمتها نحو 25 مليون فرنك فرنسي آنذاك، لإحياء الصحيفة".
وعقب تلك الأزمة، شهدت الصحيفة عدة صعوبات بانخفاض عدد القراء، وأزمة قضائية عام 1994، ونتيجة لتراكم تلك الأزمات اتجهت الصحيفة عام 2013 إلى تخفيض عدد العاملين بها من 69 إلى 48.
بدوره، قال مدير شركة "سوسييته نوفل إيكو مارسييز" المالكة للصحيفة، فريدريك سينامو، إن "أسباب سقوط الصحيفة تتضمن تراجع عدد القراء، وانخفاضا كبيرا في الإعلانات، وصعوبات الصحافة اليومية الإقليمية".
وأضاف: "إنها أكثر من مجرد أزمة، إنها مصيبة"، مشيداً بالصحفيين الذين قاموا بعملهم بكرامة كبيرة ومهنية في الأيام الأخيرة للصحيفة رغم الصعوبات التي واجهتهم.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjIuNzMg جزيرة ام اند امز