"جرين بوك" المقتبس عن قصة حقيقية يفتتح "القاهرة السينمائي" الثلاثاء

"جرين بوك" يسلط الضوء على صداقة غير متوقعة بين عازف بيانو من أصحاب البشرة السمراء وحارس إيطالي استأجره سائقا له.
يفتتح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الثلاثاء، دورته الـ40 بعرض الفيلم الأمريكي "جرين بوك"، والذي عرض عالميا لأول مرة في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي سبتمبر/أيلول الماضي.
وفاز الفيلم بجائزة اختيار الجمهور بمهرجان تورونتو، أكبر جائزة اختيار جمهور في العالم، وأكثرها تعبيرا عن بوصلة جوائز الأوسكار، فعلى مدار السنوات الـ6 الأخيرة نالت جميع الأفلام الفائزة باختيار جمهور تورنتو جائزة أوسكار واحدة على الأقل.
والفيلم من إخراج بيتر فاريلي، سيناريو وحوار بريان كوري، بيتر فاريلي، نيك فاليلونجا، بطولة فيجو مورتينسين، ماهرشالا علي، ليندا كارديليني، ودون ستارك، ومقتبس عن قصة حقيقية.
وتدور أحداث الفيلم في ستينيات القرن الـ20، حين اشتدت التفرقة العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ كلف سائق من أصل إيطالي له ميول عنصرية باصطحاب عازف بيانو من أصحاب البشرة السمراء في جولة بولايات الجنوب الأمريكي الأكثر تعصبا ضد الملونين.
السائق الإيطالي "توني ليب" يعمل حارسا في "برونكس" بإيطاليا، إذ وظف ليقود دكتور "دون شيرلي" عازف البيانو العالمي ذا البشرة السمراء، في جولة موسيقية استمرت 8 أسابيع من مانهاتن إلى عمق الجنوب، وكان عليهما أن يعتمدا على "كتاب أخضر" لإرشادهما إلى المؤسسات القليلة التي كانت آمنة للأمريكيين الأفارقة، إذ أنه مخصص لسائقي السيارات من أصحاب البشرة السمراء الذين يبحثون عن عطلة دون صدام، وهو دليل سفر لا غنى عنه يدرج أماكن صديقة للإقامة ونصائح لتجنب المشاكل في أمريكا.
وعلى هذا النحو، فإن "جرين بوك" يعد عنواناً ذكياً لفيلم لا يشبه أي فيلم آخر، إذ تسلط القصة الضوء على الصداقة غير المتوقعة بين عازف البيانو والحارس الإيطالي الذي استأجره سائقاً في منطقة غير ودية.
والفيلم يقدم صورة قاتمة عن عدم التسامح في أمريكا عام 1962، عندما كان هناك فصل عنصري، وسياسات اضطهادية صريحة، كما يناقش مرحلة التوافق بين الشخصين لمواجهة العنصرية والأخطار التي تقابلهما في الطريق، إضافة إلى عرض القضية في قالب إنساني يظهر التحول في شخصية كل من العازف والسائق، والموافقة على اتباع الكتاب الأخضر واستمرار الجولة الموسيقية في الجنوب الأمريكي.
ويركز سيناريو العمل على إبراز المفارقات في الأحداث وتباين المواقف بين الشخصين، فضلاً عن الإنسانية والسخرية غير المتوقعة، إذ يُجبران على تنحية الخلافات جانباً من أجل البقاء على قيد الحياة والنجاح في رحلتهما.
والفيلم أيضا يعد الوجه الآخر لفيلم "درايفنج مس ديزي"، الذي أنتج عام 1989، إذ نتابع رحلة امرأة يهودية عجوز، وسائقها الأمريكي الأفريقي في الجنوب الأمريكي، وكيف تنمو هذه العلاقة وتتحسن على مر السنين.
لكن الأمر هنا بين رجلين بخلفيات ثقافية مختلفة، إذ نشاهد شخصية كل منهما وطريقة حياتهما، وعلى الرغم من أنهما لا ينسجمان دائما فإنهما يتمتعان بما يمكن تسميته "النزاهة الشخصية"، بما يحدث انقلابا رائعا في حياة الرجل الأبيض توني، الذي يجبره شيرلي على أن يلتزم بقيمه.
ولا تقتصر أحداث الفيلم على متابعة رحلة الشخصيتين ليتعرف كل منهما على الآخر، وإنما يعرض وقائع التعصب المحيطة في هذا الوقت، إذ يتلقى شيرلي الضرب في أحد الحانات لمجرد أنه من أصحاب البشرة السمراء، قبل أن يتدخل توني لإنقاذه من قبضة المتخلفين.
واشتهر مخرج الفيلم بيتر فاريلي بتقديم أفلام كوميدية خفيفة بمشاركة شقيقه بوبي فاريلين، كما أخرج العديد من الأفلام الكوميدية الناجحة من بينها "الغبي والأغبى" عام 1994، "هناك شيء ما عن ماري" عام 1998 و"أنا.. نفسى وآيرين" عام 2000، كما نشر روايات "خارج العناية الإلهية" و"الكاتب الكوميدي".
aXA6IDMuMTQ2LjIyMS40OSA= جزيرة ام اند امز