«ثقوب سوداء» في اقتصاد بريطانيا.. ماذا تقصد وزيرة الخزانة؟
يقترب البريطانيون من يوم مواجهة حقيقة الواقع الاقتصادي الصادم، مع إعلان وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز أنها ستدلي ببيان إلى البرلمان يوم الإثنين، تظهر فيه "صدقها" بشأن حجم التحدي الذي يواجهه حزب العمال.
وفي حين أشارت ريفز إلى أن مراجعة ضغوط الإنفاق العام كشفت عن وجود "ثقب أسود" بقيمة عشرات المليارات من الجنيهات الاسترلينية"، تعهدت بإصلاح "الفوضى التي ورثناها".
وقالت ريفز: "في يوم الإثنين سيرى الجمهور البريطاني أخيرا الحجم الحقيقي للضرر الذي ألحقه المحافظون بالمالية العامة، لقد أنفقوا أموال دافعي الضرائب لأنهم كانوا يعرفون أن شخصًا آخر سيضطر إلى تحمل الفاتورة".
وقال تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن حكومة العمال ستقول إن الحكومة المحافظة التي سبقتها تركت العديد من الخدمات العامة الحيوية دون تمويل في مجالات تتراوح من الأجور العامة إلى السجون.
كما ستقدم ويفز يوم الإثنين أيضا رد الحكومة على توصيات أجور القطاع العام، التي تزيد بنحو 3% عن خطط الإنفاق الحالية.
مراجعة السياسات
وكان الوزراء قد أمضوا الأيام السابقة في القول إن نظرة شاملة على دفاتر وزاراتهم كشفت عن مشاكل "أكثر خطورة" مما كان متوقعا في السابق.
لكن المعارضة من الحزب المحافظ تقول إن هذا جهد متقن لإغراء الجمهور ببعض الزيادات الضريبية في الميزانية في الخريف.
وتعتبر أن الأموال الإضافية التي تحتاج الحكومة إلى إيجادها لتلبية الأهداف التي فرضتها على نفسها فيما يتصل بالديون في المستقبل قد تم وصفها بأنها "الثقب الأسود".
ووفقا لخبراء الاقتصاد، فقد كان ينبغي مصارحة الجمهور البريطاني خلال الانتخابات بأن العديد من ضغوط الإنفاق هذه تثير إمكانية الحاجة إلى زيادة الضرائب لتمويلها.
ويتمثل التحدي الآن في اتخاذ قرارات صعبة قادرة على تحويل النمو الاقتصادي الهزيل في بريطانيا.
ولم يرغب حزب العمال في الدخول في هذه الحجج قبل الانتخابات، ولكن لأغلبيتها الضخمة في نتائج الاقتراع فسوف تتمتع بسلطة أكبر من أي حكومة في العصر الحديث للمضي قدماً في الإصلاح الاقتصادي.
وفي وقت سابق، كانت ريفز تنتقد ما تسميه "اقتصاد الأوراق المالية"، وهو نموذج تبذل فيه الحكومة المزيد من الجهد لإعداد القطاع الخاص للقيام باستثمارات ضخمة في الصناعة الخضراء، لكن هجومها على هذا التوجه انتقد في ذاته بسبب الافتقار إلى المال.
لكن زعماء حزب العمال تم طمأنتهم بأن هناك موجة عارمة من الاستثمار الخاص -مئات المليارات- في انتظار تحقيقها، لكنها تنتظر مناخا من اليقين السياسي والاقتصادي، وهم في حاجة إلى التحرك بسرعة لتأمين حدوث هذه الأجواء المواتية للاستثمار.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xNDcg جزيرة ام اند امز