"عدم تحمل اللاكتوز".. مقبرة أثرية تكشف تاريخ المشكلة
فقدان أحد الجينات يؤدي إلى مرض يسمى "عدم تحمل اللاكتوز" الذي يفقد المصاب به القدرة على تناول حليب البقر.
في حقول ضفاف نهر "تولينس" شمالي ألمانيا، تقع مقبرة لا مثيل لها تضم آلاف العظام من آلاف المحاربين الذين قتلوا في واحدة من أهم المعارك الأثرية خلال العصر البرونزي في أوروبا.
هذه العظام كانت مادة علمية ثرية لدراسة نشرت في العدد الأخير من دورية "كرنت بيولوجي"، وتحرى الباحثون خلالها عن الجين المسؤول عن تكسير اللاكتوز، والذي يؤدي فقدانه إلى مرض يسمى "عدم تحمل اللاكتوز"، والذي يفقد المصاب به القدرة على تناول حليب البقر.
وبحثت الدراسة بقيادة باحثين من جامعة يوهانس جوتنبرج ماينز في ألمانيا عظام 14 من محاربي تولينس؛ بحثًا عن علامات على وجود جين تكسير اللاكتوز والمسمى "rs4988235-A".
وخلص الباحثون إلى أن 7.1% فقط من سكان المنطقة كانوا يحملون هذا المتغير الجيني، الذي يعزز إنتاج إنزيم مسؤول عن تكسير سكر اللبن اللاكتوز.
ويقول عالم الوراثة السكانية والمؤلف الرئيسي يواكيم برجر، في تقرير نشره، الأحد، موقع "ساينس أليرت": "من المدهش أنه في وقت المعركة في تولينس، بعد أكثر من 4000 عام من إدخال الزراعة في أوروبا، كان استمرار وجود جين تكسير اللاكتيز لدى البالغين لا يزال نادرًا جدًا، وهو ما لا يتوافق مع معدلات انتشاره الحالية التي سبق أن تم توثيقها في دراسات أخرى".
ويرى برجر أنه من الصعب تحديد سبب تكاثر الجين بهذه السرعة خلال آلاف السنين التي تلت تاريخ معركة تولينس.
ويقول: "أحد الاحتمالات هو أن السكان من الشرق أثناء هجرتهم إلى أوروبا، جلبوا مهاراتهم الزراعية، وجيناتهم أيضا".