الروائية ليلى عبدالله: أصداء "دفاتر فارهو" جسّدت الانتصار للنص
"العين الإخبارية" التقت ليلى التي تكتب الشعر والقصة وتمارس النقد للحديث عن روايتها "دفاتر فارهو" التي صدرت عن دار "المتوسط" خلال 2019.
طرقت الكاتبة العمانية ليلى عبدالله عالماً غير مألوف في الأدب العربي من خلال روايتها "دفاتر فارهو"، يتعلق بالقرصنة البحرية واللجوء والاختطاف والحروب، فضلاً عن مافيا سرقة الأعضاء البشرية.
"العين الإخبارية" التقت ليلى عبدالله التي تكتب الشعر والقصة وتمارس النقد؛ للحديث عن روايتها التي صدرت العام الجاري عن دار "المتوسط"، ونالت نجاحاً جماهيرياً واستقبالاً نقدياً لافتاً.
سبق للكاتبة أن نشرت كثيراً من المؤلفات، أبرزها: "كائناتي السردية" الحائزة لقب أفضل كتاب قصصي بمسقط 2016، و"أريكة" و"كوب من القهوة"، وأخيراً "دفاتر فارهو" التي ركزت على معاناة بطلها الطفل فارهو، إذ يبدو ضحيةً وقاتلاً في الوقت ذاته، وإلى نص الحوار:
- من أين استوحيتِ فكرة "دفاتر فارهو"؟
يذهب البعض إلى أن أهم ما تطرقت إليه الرواية هو كون شخصية الطفل البطل ضحية وقاتل في الوقت نفسه، وهذه المعادلة غريبة نوعاً ما، فعادةً الطفل في الكتب وحكايات الواقع أيضاً ضحية، لكن أن يستحيل بكل براءته المطلقة إلى قاتل أو شريك في القتل فهذا ما استغرق مني وقتاً وجهداً وتفكيراً، وإعادة كتابة مسودات الرواية أكثر من مرة، في محاولة للوصول إلى الشخصية المزدوجة المقنعة.
- هل تخوفتِ من أن تكون المأساة الإنسانية لطفل أفريقي محور تجربتك الروائية الأولى؟
اختياري لطفل أفريقي أو استحضار الأجواء الأفريقية في روايتي الأولى كان غاية بحد ذاته، وأعلنتها أكثر من مرة لأصدقائي والمقربين مني بأن أولى رواياتي ستكون بطابع أفريقي، وسأختار بطلاً أفريقياً.
كانت هذه الرغبة تتجدّد بعد قراءة كل رواية أفريقية أنهيتها بمتعة كاملة، هواجس وتناقضات ومجاهيل هذه العوالم الغريبة عنا، وعني شخصياً، تثيرني، وأجد في حكاياتها أساطير خلابة تشعِل فضولي الغضّ.
ومن خلال قراءاتي لمست بحزن أن الطفل الأفريقي قليل الحظ ويعاني من تحديات مزمنة على مر العصور؛ لذا أحببت أن تكون بعض معاناته قضيتي الروائية الأولى، في محاولة لجعل العالم يمنحه حظوظاً أكبر من الاهتمام والعناية والأمان الذي يستحقه.
- هل أنت راضية عن ردود الفعل نقدياً وإعلامياً تجاه العمل حتى الآن؟
بنسبة لعمل روائي لم يمرّ على صدوره أشهر عدة، أرى أن ردود فعل القراء والنقاد والاهتمام الإعلامي بالعمل جاءت مشجعة ومرضية بدرجة كبيرة، لا سيما في وقت صارت الرافعة الإعلامية ترفع الأعمال الكتابية والروائية التي تنال الجوائز فحسب؛ لذا فالكتابة عن رواية دون أن تحظى بأي جائزة معترف بها أو كتابة خارج الصلات الشخصية والشلليات أمر مفرح للغاية.
وأعترف أن معظم من كتب عن رواية "دفاتر فارهو" أشخاص مجهولون بالنسبة إلي، ولا يمتّون لي بِصلة من قريب أو من بعيد، وبعد الكتابة عن الرواية عرّفوا بأنفسهم وعرفتهم، إنه الانتصار للنص، للنص فحسب.
- ستديرين ظهرك للشعر والقصة لصالح الرواية ووعودها بالشهرة والأضواء؟
لا شك أن أضواء الكتابات الروائية تخطف الأنفاس، وترفع من شأن الكاتب حتى لو كان مخزونه عشرات كتب أخرى غير الرواية، هذا أمر محزن؛ لأننا في عصر ثقافي صارت إبداعية الكاتب وسلطته تأتي من الرواية أكثر مما تدعمه كتاباته الأخرى من الشعر أو القصة.
وللقاعدة استثناءات بالتأكيد، فالقاص السعودي عبدالله ناصر حقق شعبيةً واسعةً عبر كتابة قصص لا تتجاوز سوى عدة سطور غير أنها تخلب الألباب، ويحدث أن الكتابة القصصية تغلب على الروائية عند بعض الكتاب، وأستعرض على سبيل المثال، تجربة الكاتب العماني محمود الرحبي، فهي ثرية بالكتابات الروائية والمجاميع القصصية، وتحظى نصوصه القصصية العذبة بشهرة لافتة.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS45MCA= جزيرة ام اند امز