لملس وزيرا للدولة.. باكورة "الرئاسي" اليمني تبدأ بنهضة عدن
خطوة جديدة يخطوها المجلس الرئاسي اليمني، على طريق استعادة وتفعيل مؤسسات الدولة، في بشرى تحمل في ثناياها التنمية والاستقرار
وبتعيين محافظ عدن أحمد حامد لملس وزيرا للدولة، يكون المجلس الرئاسي المشكل حديثا، قد أطلق العنان لبدء مرحلة جديدة عنوانها البناء والاستقرار وتفعيل مؤسسات الدولة، وصولا لإنهاء الانقلاب الحوثي.
وقوبل تعيين لملس في حقيبة وزير دولة وكعضو في مجلس الوزراء بارتياح واسع نظرا لكفاءته الإدارية وحضوره الكبير في المشهد اليمني منذ توليه قيادة العاصمة عدن أواخر 2020، بناء على اتفاق الرياض.
ونص القرار الجمهوري رقم 9 لسنة 2022، الصادر، مساء الأربعاء، بتعيين محافظ عدن، أحمد حامد لملس، وزيرا للدولة عضوا في مجلس الوزراء وذلك بناءً على موافقة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي.
ويعد القرار هو الأول لمجلس القيادة الرئاسي وفاتحة العهد الجديد للبلاد منذ تسلم المجلس السلطة من الرئيس اليمني السابق في 7 أبريل/نيسان الجاري.
واعتبر ناشطون يمنيون تعيين أحمد لملس محافظا لعدن وزيرا للدولة أولى بشائر مجلس القيادة الرئاسي للشارع اليمني والجنوبي خاصة أن العاصمة تستعد لمرحلة جديدة من البناء والاستقرار وتفعيل مؤسسات الدولة.
استقرار العاصمة المؤقتة
وجاء تعيين لملس في مجلس الوزراء ضمن أولويات عاجلة للمرحلة المقبلة تستهدف الاهتمام المحوري بعدن كعاصمة ومقر مؤقت للحكومة المعترف بها دوليا وكخطوة هامة في مسار تثبيت واستعادة الدولة.
وتعهد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، لأبناء عدن بالعمل على تطوير المدينة وتنميتها لتستعيد دورها كمدينة للسلام والمحبة والحرية وأن تحظى بدعم كامل في مجال التنمية والاستقرار.
واتخذ مجلس القيادة الرئاسي عددا من القرارات والتوجيهات بما ينعكس على العاصمة المؤقتة عدن ويلمسه المواطن بصورة مباشرة أبرزها القطاعات الخدمية الرئيسية باعتبارها مقر إدارة المحافظات المحررة.
وأقر المجلس خلال أول اجتماع لأعضائه في عدن، مصفوفة من المتطلبات الخدمية العاجلة في مجال الكهرباء والصحة والطرقات والصرف الصحي، كما ركز على المياه والتعليم والصحة والمنشآت الحيوية لتطبيع الأوضاع في مختلف المحافظات وإنعاش الحياة في العاصمة عدن كقاعدة انطلاق لاستعادة صنعاء.
وتوج مجلس القيادة قراراته التنموية والاقتصادية لتحسين الوضع المعيشي والخدمي في عدن بتعيين لملس في حقيبة عضو مجلس الوزراء لتصبح العاصمة محور الاهتمام الأبرز وتقود عجلة النماء والازدهار بعد 8 أعوام من حرب الحوثي المدمرة.
فاتحة المسار الجديد
وحمل تعيين لملس في حقيبة وزير دولة بشرى لأبناء جنوب اليمن بحصول عدن على ذات امتيازات صنعاء، إذ جاء القرار ليفتتح المسار الجديد في الحكم لتجاوز التحديات السياسية والاقتصادية والمعيشية ويردع مشروع الحوثي حتى استعادة شمال البلاد.
وقال عضو الجمعية الوطنية الجنوبية، وضاح بن عطية، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن تعيين أحمد لملس وزيرا للدولة عضوا لمجلس الوزراء "قرار صائب وبشرى خير زفها مجلس القيادة الرئاسي لعدن".
وأضاف في تغريدة طالعتها "العين الإخبارية"، "هذا القرار يبين أن عدن قادمة على نهضة تنموية واقتصادية وبنية تحتية ووجود محافظ عدن ضمن مجلس الوزراء سيسهل ويسرع من إنجاز العمل"، باعتباره "رجل الدولة البارز".
من جانبه، قال الناشط الجنوبي، محمد سعيد باحداد، إن "تعيين محافظ العاصمة عدن أحمد لملس وزيرا للدولة وعضوا في مجلس الوزراء من أجل الإشراف على تفعيل دواوين الوزارات من عاصمتنا الأبدية عدن يأتي في إطار بناء وتفعيل مؤسسات الدولة وتحريرها من الفساد".
وكتب باحداد تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" طالعتها "العين الإخبارية"، "لملس أهل لمهمة تمكين العاصمة عدن وتثبيت المؤسسات فيها كخطوة هامة نحو استعادة الدولة جنوبا".
من هو لملس؟
وجرى تعيين لملس في 28 يوليو/تموز 2020، محافظا لعدن ضمن حزمة قرارات شملت تكليف معين عبدالملك بتشكيل حكومة التوافق بناء على اتفاق الرياض الذي رعته السعودية وبدعم من الإمارات.
آنذاك، دشن تعيين لملس - الذي جاء ممثلا للمجلس الانتقالي الجنوبي - أولى لبنات اتفاق الرياض الذي أنهى محطة دموية من الاقتتال البيني في المعسكر المناهض للانقلاب الحوثي لينطلق الرجل في إعادة رسم وجه عدن المشرق.
ومنذ تعيينه في منصب محافظ العاصمة، استطاع الرجل ذو العقد الخامس من العمر، بدعم من أذرع التحالف العربي الإنسانية أبرزها الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان والصندوق السعودي لإعادة إعمار اليمن في تأهيل كثير من المشاريع الحيوية والبنية التحتية.
وتدرج ابن شبوة في العديد من المناصب الإدارية والسياسية خلال العقدين الماضيين، في السلطة المحلية وكقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام ليتوج مسيرته السياسية كأحد أبرز وجوه المجلس الانتقالي الحامل الرئيسي للقضية الجنوبية.
وتقلد أحمد لملس، مناصب مدير مديريات خور مكسر والمعلا والمنصورة، حتى اندلاع الحرب واجتياح المليشيات الحوثية لعدن في العام 2015.
وبعد الحرب، انخرط لملس في صفوف المقاومة الجنوبية ضد المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، حتى تم دحرها من محافظة شبوة التي ينحدر منها.
وأواخر العام 2016، صدر قرار بتعيين أحمد لملس محافظا لشبوة، قبل أن ينتقل الرجل لخوض معركة سياسية كعضو هيئة الرئاسة وأمينا عاما للمجلس وذلك منتصف 2017.
وكان لملس قد ساهم على نحو كبير في تطبيع الأوضاع في عدن، كان آخرها وأبرزها هندسته الجهود الأمنية لتأمين العاصمة وتهيئة الأجواء لالتئام أجهزة الدولة السيادية بما فيها مجلس القيادة الرئاسي والبرلمان والحكومة والقضاء.
aXA6IDMuMTQ1LjQ3LjE5MyA= جزيرة ام اند امز