خوان لابورتا.. رجل المهام الصعبة يتحدى إرث برشلونة «المسموم»
يحتفل خوان لابورتا يوم الخميس 7 مارس/ آذار 2024، بمرور 3 سنوات على تولي رئاسة نادي برشلونة الإسباني، للمرة الثانية في تاريخه.
وعلى عكس الفترة الأولى التي تميزت بالنجاحات الهائلة والتتويج مرتين بدوري أبطال أوروبا، والتعاقد مع نجوم عالميين من أمثال الفرنسي تيري هنري والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش وقبلهما البرازيلي رونالدينيو، إلا أن الفترة الثانية للابورتا في برشلونة جاءت بالتزامن مع أزمات داخلية بالجملة.
ووصفت صحيفة "سبورت" الكتالونية الإرث الذي وجده لابورتا عند توليه رئاسة البارسا بـ "المسموم"، خاصة وأنه بعد 3 أشهر من قدومه رحل الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي هداف النادي التاريخي عن كامب نو.
ولم يكن الأمر في برشلونة مقتصراً على الديون التي تجاوزت المليار يورو، ولكن كانت هناك معاناة أيضا على المستوى الفني وصعوبات اقتصادية بسبب تفشي فيروس كورونا.
رحلة إصلاح برشلونة
بدأ خوان لابورتا رحلته من أجل الإصلاح، بالمطالبة بالحصول على قرض بقيمة 525 مليون يورو، وذلك بعد 3 أشهر من توليه المسؤولية، من بنك "جولدمان ساكس" لتمويل الديون.
وأعلن لابورتا في أغسطس/ أب 2021 عن وجود ديون تصل إلى 1.350 مليار يورو.
ولكن بعد أكثر من عامين ومع نهاية الموسم الماضي 2022-2023 أعلن البارسا عن تحقيق ربح قياسية بلغ 304 ملايين يورو.
نجاح فني
إذا كان برشلونة يعاني أوروبيا حتى الآن من عدم استعادة بريقه السابق، فإنه في عهد لابورتا نجح في تحقيق نجاحات محلية خاصة في الموسمين الماضيين.
وتوج برشلونة في 2021 بلقب كأس الملك وحقق في 2023 ثنائية الدوري وكأس السوبر المحلية.
في المقابل، وعلى مستوى كرة القدم للسيدات، فاز فريق البارسا مرتين بدوري أبطال أوروبا خلال عهد لابورتا؛ الأولى في 2021 والثانية في 2023.
وحقق برشلونة في موسم 2022-2023 سداسية الدوريات في كرة القدم للرجال والسيدات وكرة السلة واليد والهوكي وكرة الصالات.
رحيل ميسي والرافعات
يبقى مشهد رحيل ليونيل ميسي عن كامب نو هو الأهم في رحلة 3 سنوات لخوان لابورتا مع البارسا، لما له من تأثير اقتصادي هائل على النادي، والفني بطبيعة الحال.
وسيبقى 5 أغسطس/ آب 2021 هو التاريخ الأكثر حزناً في برشلونة، لأنه يوم الإعلان عن ترك ليو للنادي الكتالوني، حين ودع الأرجنتيني الجماهير بالدموع.
وبعد رحيل ميسي، حاول برشلونة الاستفاقة اقتصاديا من خلال سياسة الرافعات التي اعتمدها لابورتا لإنقاذ النادي، حيث بيع في نهاية يونيو/ حزيران 2022 نسبة 10% من حقوق البث التلفزيوني لمدة 25 عاما مقبلة لصالح شركة "Sixth Street".
تجديد كامب نو
أعلن نادي برشلونة في نهاية 2021، عن تجديد ملعبه كامب نو وتحول اسمه إلى "Spotify Camp Nou" وتم التصويت بنسبة تجاوزت 80% على المضي قدما في تلك الخطوة.
وتم وضع الحجر الأول في الملعب الجديد في 29 مايو/ أيار من العام الماضي، في ظل عملية تمويلية ستكلف النادي مليار و450 مليون يورو.
قضية نيغريرا ودوري السوبر
لم تكن الأمور كلها إيجابية في عهد لابورتا أو مقتصرة على الأزمات القديمة، بل ظهرت على السطح أكثر من مشكلة جديدة أيضا.
واشترك برشلونة مع غريمه الأزلي ريال مدريد في مشروع دوري السوبر الأوروبي، الذي لا يزال يوحد الطرفين معاً ضد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا".
ورغم تراجع كل الأندية التي دعمت المشروع في البداية من فرق أوروبا الكبرى، من إنجلترا وإيطاليا وحتى في إسبانيا نفسها، لكن برشلونة وريال مدريد لا يزال يطمحان ويناطحان اليويفا على هذا الحلم بما قد يعرضهما لأزمات في المستقبل.
وارتبط اسم برشلونة في عهد لابورتا بفضيحة تخص خوسيه نيغريرا نائب رئيس اللجنة الفنية السابق بالدوري الإسباني والذي وجهت للنادي الكتالوني تهمة الفساد الرياضية لمنحه أموالاً.
ويواجه برشلونة إمكانية توقيع عقوبات عليه بسبب هذه القضية حال ثبتت تهمة الفساد الرياضي، وهي التهمة التي جعلت أندية الليغا تأخذ موقفاً مضاداً للنادي الكتالوني وتسببت في تشويه علاقته بريال مدريد.
صفقات مهمة
رغم كل هذه الأزمات، واصل برشلونة قدرته على جذب أهم النجوم في العالم والاحتفاظ بنجوم رفيعي المستوى مطلوبين من أندية لا تعاني اقتصادياً.
وضم برشلونة في عصر لابورتا كلا من الألماني إلكاي غوندوغان والأرجنتيني سيرخيو أغويرو نجمي مانشستر سيتي الإنجليزي السابقين.
وانتقل البولندي المخضرم روبرت ليفاندوفسكي أفضل لاعبي العالم من الفيفا في 2020 و2021 إلى البارسا من بايرن ميونخ الألماني، ليقود نجاحات الفريق هو الآخر، حتى لو على المستوى المحلي فقط.
وبخلاف ذلك، استعار النادي الكتالوني لاعبين بقيمة عالية فنيا، أبرزهم الثنائي البرتغالي جواو فيليكس وجواو كانسيلو من أتلتيكو مدريد الإسباني ومان سيتي على الترتيب.