لبنان يحتفل بأكبر شجرة ميلاد مصنوعة من الصابون الطبيعي في رومية
افتتحت بلدة رومية اللبنانية أكبر شجرة ميلاد مصنوعة من الصابون الطبيعي، بمشاركة دينية وشعبية وثقافية واسعة، ورسائل سلام ووئام.
شهدت ثانوية الراهبات الانطونيات الكاثوليكية في بلدة رومية، بقضاء المتن شمالي بيروت، افتتاح أكبر شجرة ميلاد مصنوعة من الصابون الطبيعي، بحضور ممثلين عن الكنيسة الكاثوليكية وشخصيات دينية من الطائفتين السنية والشيعية، في مشهد يعكس تنوّع المجتمع اللبناني ويعزز رسائل التلاقي والتعايش. وشارك في الاحتفال الطلاب، إلى جانب شخصيات تربوية وثقافية، في أجواء احتفالية تراثية وروحية متكاملة.
أبعاد الشجرة الفنية والحرفية
يبلغ طول شجرة الميلاد نحو مترين ونصف المتر، ويتجاوز وزنها طنين، وصُنعت بالتعاون مع مختصين من خان الصابون في قرية بدر حسون، المعروفة بإرثها العريق في صناعة الصابون الطبيعي، الذي يُعد من أقدم الحرف التقليدية في لبنان والمنطقة.
يأتي هذا العمل ضمن مبادرات تهدف إلى إبراز الصناعات التراثية اللبنانية وإعادة إحياء مكانتها، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه القطاع الحرفي. ويعتبر الصابون الطبيعي أحد المنتجات التي شكّلت على مدى عقود جزءًا من الهوية الثقافية والاقتصادية للبنان، ويعكس مهارات الأجيال في الحفاظ على التراث الشعبي والحرف التقليدية.
البعد الرمزي والاجتماعي
يحمل الحدث بُعدًا رمزيًّا وروحيًّا، إذ يربط بين الاحتفال بالميلاد وقيم النقاء والسلام التي يرمز إليها الصابون الطبيعي، ويعكس رغبة اللبنانيين في استعادة مظاهر الفرح الجماعي والتلاقي الاجتماعي، وسط أزمات اقتصادية واجتماعية متلاحقة أثّرت على الحياة اليومية في مختلف مناطق البلاد.
