لاري إليسون: تأثير الذكاء الاصطناعي يفوق كل ما عاصرناه سابقا
في حوار خلال القمة العالمية للحكومات 2025
![لاري إليسون وتوني بلير خلال القمة العالمية للحكومات](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/12/147-153345-larry-ellison-impact-of-artificial-intelligence_700x400.jpg)
أكد لاري إليسون المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا لشركة "أوراكل"، أن ثورة التكنولوجيا تتفوق على الثورة الصناعية وكل الاكتشافات السابقة.
وأوضح إليسون خلال جلسة ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات حاوره خلالها توني بلير، رئيس الوزراء الـ51 للمملكة المتحدة والمؤسس والرئيس التنفيذي لمعهد توني بلير للتغيير العالمي، إن الذكاء الاصطناعي الخارق لن يكون مثل أي شيء شاهدناه من قبل.
وتابع: "الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل وتصميم حياتنا في جميع المجالات، ومن بين أهم هذه المجالات العمل الحكومي؛ إذ من شأن توحيد البيانات وجمعها في مكان واحد، أن يساعد في تقديم نموذج للذكاء الاصطناعي قادر على التنبؤ بالمشكلات الصحية والزراعية والاقتصادية، وغيرها، قبل حدوثها، ومن ثم توفير الحلول اللازمة لها، مما يشكل فرصة رائعة لإعادة تصميم طريقة عمل الحكومات، ونوعية الخدمات التي تقدمها".
أهم الاكتشافات البشرية
وفي بداية الحوار الذي تركز حول السؤال التالي: كيف تعيد التكنولوجيا تصميم الحكومات؟، قال توني بلير إنه يشبّه الثورة التكنولوجية في القرن الحادي عشر بالثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، وسأل لاري إليسون عن شعوره تجاه هذه الثورة، وإلى أين ستأخذنا، وما هي تأثيراتها على الأشخاص، وخاصة المسؤولين الحكوميين؟.
فأجابه لاري: "قبل 18 شهراً انخرطنا في "أوراكل" في مناقشة أنظمة الذكاء الاصطناعي، وقدرتها على الإجابة عن الأسئلة التي يعجز عنها العقل البشري، وما يمكن أن تحدثه من تغييرات في حياة الناس. وتساءلت حينها ما إذا كان الذكاء الاصطناعي أهم اكتشاف تشهده البشرية؟ وبعد 18 شهراً توصلت إلى نتيجة مفادها أن هذه الثورة أكبر بالتأكيد من الثورة الصناعية واكتشاف الكهرباء أو أي اكتشافات تسبقها".
وأضاف: "وقريباً لن نشهد فقط الذكاء الاصطناعي، بل الذكاء الاصطناعي العام، وربما في المستقبل القريب الذكاء الاصطناعي الخارق، والذي لن يكون مثل أي شيء شاهدناه من قبل".
وأشار إلى أن الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي سيكون أسرع بكثير جداً في التفكير بالمشكلات، واكتشاف الحلول لها، حتى إنه سيكون قادراً على تشخيص بعض الأمراض الخطيرة، مثل السرطان في مراحل مبكرة، وتصميم نماذج العلاجات واللقاحات اللازمة لكل نوع من أنواع هذا المرض.
ولفت إلى أن هذا جانب واحد فقط متعلق بالمجال الصحي، وأضاف أن هذا سيحدث في مجالات أخرى كذلك، فالذكاء الاصطناعي سيغير حياتنا بشكل أساسي في مجالات الطب والزراعة والصناعة، وغيرها، مما يصب في مساعدة الحكومات على تقديم أفضل الخدمات في هذه المجالات.
تجديد وابتكار
من جانبه أكد توني بلير أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتعلقة بالمجالات التي تقدم فيها الحكومات خدماتها؛ مثل الصحة والتعليم والزراعة، تشهد سلسلة كاملة من التجديدات والابتكارات، ما يجعل الناس على دراية بمفهوم الذكاء الاصطناعي الخارق، موجهاً سؤالاً إلى إليسون حول ما الذي قد يعنيه هذا بالنسبة إلى تطوير العلوم؟
وأجاب إليسون بأن تطوير العلوم يستتبعه بالضرورة تطوير اقتصادي واجتماعي، وأضاف: "على سبيل المثال نحن نقوم بتصميم الجيل القادم من الأرز الذي يمكن زراعته في المياه المالحة، وكذلك تصميم الجيل المقبل من القمح الذي لا يحتاج إلى مزيد من إخصاب الأراضي الزراعية، بهدف توفير الأمن الغذائي للأجيال المقبلة".
وفي سؤال حول ما يمكن للحكومات فعله للاستفادة من نماذج الذكاء الاصطناعي لتحسين خدماتها، من حيث توفير البنية التحتية اللازمة، والهوية الرقمية، ومراكز البيانات؟ أجاب لاري أن البداية تكون بمعرفة كيف يمكن تحقيق أعظم استفادة من الذكاء الاصطناعي، ويتم ذلك من خلال توفير البيانات اللازمة في كل بلد، والمتعلقة على سبيل المثال بصحة السكان وأعمارهم والسياق الوراثي، والمناخ، والمحاصيل الزراعية، والطرق، ومن ثم جمعها بصيغة موحدة خاصة بكل بلد، ليقدم لنا الذكاء الاصطناعي النموذج المطلوب لحل المشكلات التي يمكن أن توجد في أي من هذه المجالات، بعد أن استوعبها بشكل سهل.
حماية البيانات
وأشار توني بلير إلى أهمية الخدمات الرقمية والسحابية وغيرها من التطبيقات بالنسبة إلى عمل النظام الحكومي ككل؟ وأجاب لاري بأن الأهمية تكمن في توفير البنية التحتية الرقمية المطلوبة، لكن بشرط أن تكون آمنة في الاستخدام لحماية البيانات، بما يساعد الحكومات على توفير الخدمات بالشكل الصحيح.
وألمح في هذا الخصوص إلى أن "أوراكل" ستغير في منتصف العام الجاري نظام كلمة السر للتعرف على المستخدم، إلى النظام البيومتري، حيث يتعرف الكمبيوتر على الصوت وبصمة الإصبع، حماية للبيانات ومراكز البيانات من الهجمات.
وأضاف لاري أن أهم ما يتعلق بتغيير طرق عمل الحكومات بسبب هذه الثورة التكنولوجية، هو استيعاب المسؤولين وصناع القرار لأهمية هذه الثورة من حيث تقديم الخدمات الصحية، على سبيل المثال، بتكلفة أقل، من خلال الاكتشاف المبكر للمرض وتقديم العلاج له، مما يوفر الكثير من النفقات.
وذكر أن هناك تحدياً يواجه المسؤولين الحكوميين في عدد من الدول، وهو بدائية بعض الأنظمة التكنولوجية لديها، ما يستلزم تحديث الأدوات الرقمية لتقديم خدمة أفضل وتحسين نوعية حياة المواطنين.
وفي الختام أكد توني بلير أن العالم أمامه فرصة رائعة لإعادة تصميم طريقة عمل الحكومات، ونوعية الخدمات التي تقدمها، باستخدام الذكاء الاصطناعي بالشكل المطلوب.
يذكر أن القمة تستضيف أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة و140 وفداً حكومياً وأكثر من 80 منظمة دولية وإقليمية، ونخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، وبحضور أكثر من 6000 مشارك. وتضم أجندة القمة 21 منتدى عالمياً تبحث التوجهات والتحولات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 200 جلسة رئيسية وحوارية وتفاعلية، يتحدث فيها أكثر من 300 شخصية عالمية من الرؤساء والوزراء والخبراء والمفكرين وصناع القرار، إضافة إلى عقد أكثر من 30 طاولة مستديرة واجتماعاً وزارياً، بمشاركة أكثر من 400 وزير، فيما تصدر القمة 30 تقريراً استراتيجياً بالتعاون مع شركاء المعرفة الدوليين.
aXA6IDMuMjMuMTI5LjE0OSA= جزيرة ام اند امز