أرمين لاشيت.. الحظ يبتسم لملك ألمانيا الصغير والضحك قد يسقطه
في أبريل/نيسان الماضي، كشف الاتحاد المسيحي الحاكم عن مرشحه للمستشارية بعد صراع داخلي أضر صورة التكتل وشعبيته في ألمانيا.
وكان الغريب في هذا الصراع خروج الطرف الأقل شعبية منتصرا، ونيله بطاقة الترشيح عن التكتل المسيحي للمستشارية الألمانية رغم تشكيك القواعد والنخبة في قدرته على قيادة المحافظين للحفاظ على السلطة لولاية خامسة.
وجاء فوز لاشيت ببطاقة الترشيح عن الاتحاد بعد انسحاب الخصم الأكثر شعبية، ماركوس زودر من السباق، وترك الملعب فارغا للأول.
ومنذ تسميته مرشحا للمستشارية، لم يكتف لاشيت بشعبيته الضعيفة أو سجله المتواضع في استطلاعات الرأي، بل ارتكب أكثر من خطأ، أضعف حظوظ التكتل المسيحي كثيرا.
وقبل أقل من شهرين، ظهر لاشيت في حفل تأبين لضحايا الفيضانات بمناطق غربي ألمانيا، وهو يضحك بشكل غير لائق في وقت كان فيه رئيس البلاد فرانك فالتر شتاينماير، يلقي بكلمة حزينة.
هذا الظهور ألقى بظلال قاتمة على لاشيت خلال الفترة الماضية، وحرك عاصفة لا تهدأ من الانتقادات والتشكيك في قدرة الرجل على حكم البلاد.
ولم يتوقف الأمر عند أزمة الفيضانات والضحكة الشهيرة، إذ يواجه لاشيت خلال الفترة الراهنة اتهامات يومية بالسرقة الأدبية في كتابه المنشور عام 2009 "الجمهورية الصاعدة.. الهجرة فرصة".
الأكثر من ذلك، أن لاشيت فشل في إحداث فارق واضح في 3 مناظرات تلفزيونية مع منافسه الأقوى ومرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أولاف شولتز، وخرج الأخير منتصرا منها جميعا، وفق مجلة دير شبيجل الألمانية (خاصة).
أداء لاشيت المتواضع جعل الاتحاد المسيحي في المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي بـ22% من نوايا التصويت، متخلفا بثلاث نقاط عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي قبل 3 أيام من الانتخابات المقررة الأحد.
كما أن لاشيت يحتل المرتبة العاشرة في قائمة أكثر السياسيين الألمان شعبية، مقارنة بشولتز الذي يحل في المرتبة الثانية خلف أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية.
من هو لاشيت؟
ولاشيت أكبر من مجرد مرشح للمستشارية؛ إذ عاش حياة عامرة بين "مسرح الجريمة" و"الصحافة" و"شارل الأكبر".
فالمرشح لخلافة المرأة الحديدية مسيحي كاثوليكي ينحدر من مدينة آخن، ذات الإرث الإمبراطوري الكبير، وكان رئيس تحرير سابق لإحدى الصحف التابعة للكنيسة الكاثوليكية.
ومن المصادفات المثيرة أن لاشيت يبلغ طوله 172 سنتيمترا، وهو نفس طول المستشارين السابقين جيرهارد شرودر وهلموت شميدت، وتوصف حركته بأنها مثل "قفزة دب" بسبب قصر قامته وامتلاء جسده.
ويريد السياسي الألماني البالغ من العمر 60 عاما أن يصبح مستشارا، لأنه رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي؛ أكبر حزب في ألمانيا، وهزم المليونير فيردريش ميرتس في انتخابات رئاسة داخلية صعبة.
ورغم أن البعض يقلل من شأنه، يوصف لاشيت، رئيس وزراء شمال الراين ويستفاليا بـ"الملك الصغير" للولاية البالغ تعدادها 18 مليون نسمة؛ أي ما يقرب من ربع سكان ألمانيا، ويحظى بحب واحترام مواطنيها.
زواج حب المراهقة
و"الملك الصغير" متزوج من حب مراهقته، سوزان، منذ أكثر من 35 عاما، ولديه 3 أطفال، ولا يتوقف عن تشجيع كرة القدم، ويدخن السجائر أحيانا.
ويعشق لاشيت مسلسلات "مسرح الجريمة" الشهيرة في ألمانيا التي تدور أحداثها حول فك سلطات التحقيق لغز جرائم ارتكبت في البلاد الناطقة بالألمانية، وتعرض أسبوعيا.
ولاشيت المعروف أيضا بـ"بوذا وستفاليا" بسبب هدوئه وأخلاقه الرفيعة، يتخذ من الإمبراطور الألماني الراحل شارلمان "747-814" قدوة.
لكن المفاجأة أن أصوله تعود إلى هذا الإمبراطور عبر شجرة عائلة من 40 فرعا، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة بيلد الألمانية الخاصة.
ورغم هذا الأصل الإمبراطوري البعيد، فإن الرجل لم يولد غنيا، إذ كان والده عاملا في المناجم.
ويحب "الملك الصغير" اسمه الأول؛ أرمن، كثيرا، لأنه يقترب من "أرمينيوس"؛ الجنرال الجرماني الذي هزم الرومان وأصبح جد الألمان.
ورغم هذه الحياة العامرة، وابتسام الحظ له في الحصول على بطاقة الترشيح للمستشارية عن الاتحاد المسيحي الحاكم "اتحاد ميركل"، إلا أنه يمكن أن يصبح رهانا خاسرا للتكتل في حال خرجت نتيجة الانتخابات كما تتوقع استطلاعات الرأي.
aXA6IDE4LjExOS4xNjMuOTUg جزيرة ام اند امز