زودر يهاجم لاشيت.. شرخ كبير في اتحاد ميركل
يبدو أن حاكم ولاية بافاريا، ماركوس زودر، لم ينس خسارته بطاقة الترشيح للمستشارية الألمانية، ويوسع عمدا الشرخ في تحالف الاتحاد المسيحي.
وقبل أيام، انسحب زودر طواعية من المنافسة على بطاقة ترشيح الاتحاد المسيحي للمستشارية خلفا لأنجيلا ميركل، وبات أرمين لاشيت، حاكم ولاية شمال الراين ويستفاليا "غرب" الفائز بالصراع الذي استمر 10 أيام.
وأمس، حاول حزب ماركوس زودر، الاجتماعي المسيحي، النشط فقط في بافاريا، توسيع نطاق عضوياته الإلكترونية لتشمل ألمانيا كلها، في رسالة واحدة للحزب الأكبر في التحالف، الديمقراطي المسيحي "حزب لاشيت" النشط في 15 ولاية.
وقرأ مراقبون هذه الخطوة التي أعلنها الحزب الاجتماعي على أنها رسالة احتجاج على اختيار لاشيت مرشحا للمستشارية، ومحاولة لاستمالة أعضاء الحزب الديمقراطي المسيحي الغاضبين من اختيار مرشح المستشارية.
واليوم، خرج زودر بتصريحات مفاجئة وقوية في مقابلة مع صحيفة زود دويتشه تسايتونغ، تعكس اتساع الشرخ في التحالف المسيحي المحافظ قبل 5 أشهر من انتخابات تشريعية مهمة.
وقال زودر في المقابلة إنه "لم يقتنع بتبرير لاشيت ترشيحه للمستشارية"، مضيفا أنه "كان يحمل برنامج تحديد للتحالف وسياساته".
ومشيرا إلى لاشيت، قال زورد "لا يكفي أن تكون فقط ديكور فقط أو ملما بطبيعة التفاعلات في بيئة التحالف".
وتابع "ليست هناك قطيعة شخصية بيني وبين لاشيت، لكن لدينا فهم مختلف للديمقراطية والبرنامج السياسي".
وأضاف "الاعتقاد بأنه لا يزال من الممكن اتخاذ القرارات السياسية في الهيئات التنفيذية بشكل مستقل تماما عن القواعد وتوقعات الأعضاء، غير مناسب للعصر"، متابعا "الديمقراطية الحديثة مختلفة تماما".
ويشير زودر بذلك إلى رفض لاشيت إجراء تصويت في الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي أو قواعد التحالف لاختيار مرشح المستشارية، وتمسكه بتصويت الهيئة التنفيذية.
وكان زودر يمتلك الشعبية الأكبر في قواعد الاتحاد وداخل الكتلة البرلمانية، لذلك أصاب اختيار لاشيت للمستشارية الكثير من أعضاء التحالف، بمن فيهم أعضاء في الحزب الديمقراطي المسيحي، بالإحباط.
ومنتقدا الخط السياسي للاشيت، قال زودر "من غير المقبول إعادة نمط حياة المستشار "الأسبق" هيلموت كول بعد سنوات أنجيلا ميركل التقدمية.. سياسات التسعينيات لا تلائم عالم اليوم".
ورغم تسديده كثيرا من الضربات لخليفة ميركل، ختم ذودر حديثه قائلا "لاشيت يحكم بنجاح ولاية كبيرة، وهو رجل متوازن ومناسب ويملك دعمي".
الخميس، بات لاشيت مرشح تكتل حزب الاتحاد المسيحي لمنصب مستشار ألمانيا في الانتخابات التشريعية المقررة سبتمبر/ أيلول المقبل، بعد انسحاب الخصم الأقوى والأكثر شعبية، ماركوس زودر.
لكن الاستطلاعات لا تصب حتى اليوم في صالح لاشيت قبل ٥ أشهر من الانتخابات، ما ينذر بحملة انتخابية صعبة وصولا إلى موعد الاقتراع في 26 سبتمبر/أيلول المقبل.
ووفق استطلاع أجراه معهد كيفي "خاص" لصالح مجلة "دير شبيجل" الألمانية، فإن 1 فقط من كل 4 مؤيدين للاتحاد المسيحي يرى أن لاشيت هو المرشح الصحيح للمستشارية.