أحدث صيحات الأكل في أوروبا.. بسكويت صراصير ومكرونة ديدان
توسعت أوروبا في اعتماد قوانين تتيح الاستعانة بالحشرات في العديد من الأطعمة، وهو ما يثير انقساما ما بين مؤيد وممتعض.
وتنظر المفوضية الأوروبية حاليا في 8 طلبات إضافية من أجل ترخيص تناول الحشرات كغذاء، حيث يتعين على الشركات المصنعة التقدم بطلب للحصول على إذن لكل حشرة ترغب في طرحها في السوق.
وتعني هذه القوانين أن محبي الأكل يمكن أن يأكلوا طعاما يحتوي على الصراصير المنزلية وأشكال من اليرقات تشمل ديدان القمح والجراد المهاجر.
ويقول أنصار هذا التوجه إن الحشرات سوف تقوم بدور متزايد الأهمية في الأنظمة الغذائية المستدامة، لكن هذه الفكرة تثير نفور واستهجان كثيرين.
وتتيح أحدث القوانين في الاتحاد الأوروبي، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، تجميد الصراصير المنزلية، وتجفيفها واستخدامها كمسحوق في الطعام.
وهذا يعني على سبيل المثال، أن شركة " كركيت وان" الفيتنامية ربما تسوق لصراصيرها المنزلية منزوعة الدهن. وقد قام العلماء بالفعل بدراسة الصراصير عقب إدراجها في قائمة الأطعمة الجديدة.
ويمكن أن تحتوي جميع أنواع الخبز ولفائف الخبز والبسكويت والمقرمشات والمكرونة والصلصات والشرب واللحوم وبدائل اللبن ومنتجات البطاطس أو الشكولاتة على مسحوق الصراصير، لكن ذلك يمنع توصيفها على أنها منتجات نباتية.
ويقول الكيميائي في مجال الأغذية أرمين فاليت بالمركز الألماني لتقديم النصيحة للمستهلكين، إن الأمر ليس واضحا بعد، حيث إن الأغذية التي تضم حشرات تمثل حتى الآن "سوقا صغيرا للغاية".
ويختلف الأمر من دولة لأخرى، ففي ألمانيا على سبيل المثال، يمكن أن تحصل فقط على بضعة منتجات تحتوى على كميات صغيرة من الحشرات، مثل ألواح الطاقة أو النودلز. ويضيف فاليت أن مزج بودرة الحشرات بالبسكويت أو الدقيق" ما يزال أمامه طريق طويل".
وحول إمكانية تناول الحشرات بدون علمنا، أجاب فاليت بالنفي، قائلا إن أي منتجات تحتوي حشرات سوف يتم وضع توصيف عليها بهذا الأمر. وقالت المفوضية الأوروبية" المستهلك هو من سوف يقرر ما إذا كان يريد تناول الحشرات أم لا".
وتنص القواعد الجديدة على أن قائمة المكونات يجب أن تشمل، على سبيل المثال "صراصير منزلية". ولكن فاليت يريد رؤية توصيفات أكثر إيضاحا مثل "بسكويت يحتوي على حشرات" أو "مكرونة تحتوي على حشرات".
وتوصلت هيئة سلامة الأغذية الأوروبية بعد تقييم سلسلة من الدراسات إلى أن بودرة الصراصير المنزلية وفقا للكميات المقترحة آمنة، لكن الكثير من الأغذية يمكن أن تؤدي لردود فعل نادرة تتعلق بالحساسية، ويشمل ذلك بودرة الحشرات.
وفيما يتعلق بالقيمة الغذائية للحشرات، أجرت منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة" الفاو" سلسلة من الدراسات، وتوصلت إلى أنها ذات قيمة غذائية مرتفعة ومصدر للغذاء الصحي، حيث تحتوي على كمية كبيرة من الدهون والبروتين والفيتامينات والألياف والمعادن.
ويشار إلى أنه يتم تناول أكثر من 1900 نوع من الحشرات في أنحاء العالم. وتحتوي الحشرات على بروتين مماثل للموجود في اللحوم والديك الرومي، رغم وجود تباين وفقا لنوع الحشرات، وفقا لاتحاد المستهلكين الألماني.
ويعد تناول الحشرات أكثر استدامة من اللحوم والدجاج، وفقا للصندوق العالمي للحياة البرية. وبالمقارنة باللحم، فإن إنتاج الحشرات يتطلب أرضا زراعية أقل، بنحو النصف، مقارنة بالدجاج. وتحتاج الصراصير نحو واحد على اثنا عشر من حجم الغذاء الذي تحتاجه الماشية لإنتاج نفس كمية البروتين، وفقا للفاو.
كما أن تربية الحشرات تسفر عنه إطلاق كميات أقل من الانبعاثات الغازية. كما يمكن أكل جزء أكبر من أي حشرة مقارنة بالبقرة، حيث إن النسبة القابلة للأكل في الحشرات تبلغ 80%، وهي أعلى بكثير من النسبة في الماشية التي تقدر بـ 40%.
وحول كيفية جمع الحشرات لصنع الأغذية، استبعد مستشارون ألمان جمعها من الأماكن المفتوحة لتقديمها كطعام، ورجحوا تربيتها خصيصا لهذا الغرض، ولكنهم أشاروا إلى الحاجة لمزيد من الإيضاح، حيث إن الكثير من الدول تفتقر للقواعد الحاكمة لكيفية الحفاظ على الحشرات.