مؤتمر "تحالف حماية الملاحة" ينطلق في البحرين بمشاركة 60 دولة
المؤتمر يستمر يومين ويشكل فرصة للتشاور بين دول العالم للتوصل إلى سبل كفيلة لردع أي تهديدات لأمن وحرية الملاحة في منطقة الخليج.
ينطلق المؤتمر الدولي حول أمن الملاحة البحرية، الأحد، في البحرين، بمشاركة مسؤولين وممثلين عن 60 دولة؛ لبحث التحالف الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة الأمريكية في يوليو/تموز الماضي.
ويشكل المؤتمر، الذي يستمر يومين، فرصة للتشاور وتبادل الرؤى بين العديد من دول العالم، من أجل التوصل إلى السبل الكفيلة لردع أي تهديدات لأمن وحرية الملاحة في منطقة الخليج العربي وبحر عمان ومضيق هرمز.
وأكدت الخارجية البحرينية أن المؤتمر يأتي في إطار الدور الذي تضطلع به المملكة للمساهمة في ترسيخ الأمن والاستقرار بالمنطقة، وإدراكا منها للمخاطر التي تهدد المنطقة في ظل ممارسات إيران التي تشكل خطرا كبيرا على الملاحة البحرية والجوية.
والإثنين الماضي، نشر السفير البحريني في واشنطن، عبدالله آل خليفة، مقالا في صحيفة "واشنطن بوست" قال فيه إن "التحالف يأتي في وقت حرج؛ إذ تسببت الهجمات الأخيرة على مسارات النقل البحري الرئيسية في الخليج، وخاصة في مضيق هرمز، في تقويض سلامة الملاحة وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة".
وكانت واشنطن قد أعلنت أنها تسعى إلى تشكيل تحالف عسكري لحماية المياه الاستراتيجية في الخليج، مؤكدة أنها ستوفر بموجب الخطة، سفن قيادة للتحالف العسكري وستقود جهوده للمراقبة والاستطلاع.
يهدف التحالف الدولي لأمن الملاحة البحرية "آي إم إس سي"، إلى حماية السفن التجارية من خلال توفير الأجواء الآمنة لضمان حرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية ومصالح البلدان المشاركة في التحالف، وبالتالي تعزيز أمن وسلامة السفن التجارية التي تمر عبر الممرات البحرية.
تغطي منطقة عمليات التحالف البحري الدولي مضيق هرمز الممر المائي الأكثر أهمية في العالم لإمدادات النفط، وباب المندب وبحر عمان والخليج العربي.
وكانت الولايات المتحدة قد دعت أكثر من 60 دولة للمشاركة في تشكيل قوة بحرية دولية تؤمن الملاحة العالمية في الخليج، على خلفية الحوادث المتكررة التي طالت في الأشهر الماضية ناقلات نفط في مياه المنطقة؛ لا سيما احتجاز طهران ناقلة نفط بريطانية.
ويمر نحو 40% من النفط المنقول بحرا في العالم عبر مضيق هرمز، ولطالما هددت إيران بإغلاق المضيق الاستراتيجي.
ودأبت إيران وأذرعها المنتشرة بالمنطقة على استهداف السفن التجارية، لا سيما ناقلات النفط في مضيق هرمز؛ الأمر الذي تكرر في أكثر من حادثة خلال الأشهر الماضية.
وتصاعدت حدة التوترات بين إيران والغرب منذ سريان العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية بالكامل في مايو/أيار الماضي، بالتزامن مع الذكرى السنوية لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.
ومنذ ذلك الحين، تتسارع وتيرة المواجهة بين إيران والغرب؛ حيث أرسلت الولايات المتحدة في 5 مايو/أيار مجموعة هجومية تضم حاملة طائرات وقاذفات إلى الشرق الأوسط، فيما أعلنت إيران في 8 مايو/أيار أنها ستخفف بعض القيود المفروضة على برنامجها النووي، قبل أن تحذر البحرية الأمريكية في العاشر من الشهر ذاته من هجمات إيرانية محتملة على حركة الملاحة في الخليج.
وبالفعل في أقل من شهر تتعرض حركة الملاحة الدولية في الخليج لتهديدات غير مسبوقة؛ حيث تعرضت 4 سفن من بينها ناقلتان سعوديتان للهجوم في 12 مايو/أيار بالخليج العربي، وحمّل مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إيران مسؤولية الهجوم، قبل أن تتعرض ناقلتان للهجوم جنوبي مضيق هرمز في 13 يونيو/حزيران، وتتهم واشنطن إيران مرة أخرى بالوقوف وراءه.
ولم تتوقف التهديدات الإيرانية عند استهداف حركة الملاحة الدولية فحسب، ولكنها امتدت إلى أبعد من ذلك وأسقطت إيران في 20 يونيو/حزيران طائرة استطلاع أمريكية عسكرية مسيرة في المياه الدولية بالخليج العربي، كما صوبت مدافعها تجاه ناقلة النفط البريطانية هيريتدج عند المدخل الشمالي لمضيق هرمز في 10 يوليو/تموز، قبل أن تعلن اختطاف ناقلة نفط بريطانية تسمى "ستينا إمبيرو" لدى عبورها مضيق هرمز يوم 19 من الشهر ذاته.
aXA6IDMuMTQuMTM0LjE4IA==
جزيرة ام اند امز