ما سر اختيار شهر يوليو لإطلاق مسبار الأمل؟.. "فلكية جدة" تجيب
بناء على سرعة حركة المريخ والأرض في مداريهما، بالإضافة إلى سرعة المركبة الفضائية، يجب إطلاق المسبار قبل شهرين من تقابل الأرض مع المريخ
بعد نجاح إطلاق مسبار الأمل الإماراتي لا تزال عملية الإطلاق وتوقيتها مثيرة لاستفسارات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أرسل أحدهم سؤالاً إلى صفحة الجمعية الفلكية بجدة، ليعرف أسباب اختيار شهر يوليو/تموز موعداً للإطلاق، على الرغم من أن كوكب المريخ سيكون أقرب إلى الأرض في شهر أكتوبر/تشرين الأول.
وقال طارح السؤال: من خلال متابعتي لمراحل إطلاق مسبار الأمل الذي نفتخر به، كان هناك حديث عن نافذة الإطلاق وفهمت أنها تعني فترة يكون المريخ فيها أقرب ما يمكن إلى الأرض، وهي متاحة حتى بداية شهر أغسطس/آب المقبل، وفي حال لا قدر فشل الإطلاق كان سيتعين عليهم الانتظار عامين قادمين حتى تكون نافذة الإطلاق متاحة مرة أخرى.
وأضاف: "لكن من متابعتي لما تنشره الجمعية الفلكية بجدة على صفحتها قرأت أن شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل سيكون المريخ أقرب إلى الأرض أثناء التقابل، فلما لم يتم اختياره كنافذة إطلاق؟ .
من جانبه، وصف المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية السؤال بـ"الرائع"، لكنه أشار إلى أن هناك خلطا بين تقابل المريخ ونافذة إطلاق المريخ.
وقال: "يعتقد البعض أنه من الأفضل إطلاق أي مسبار باتجاه الكوكب الأحمر خلال حدوث (تقابل المريخ)، وهو اليوم الذي تكون فيه الشمس والأرض والمريخ على خط واحد في الفضاء، ويكون كوكبنا في المنتصف، وسيكون ذلك في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
وأضاف: "هذه الظاهرة تحدث كل 26 شهراً، أي حوالي كل سنتين، وعندها تكون المسافة بين المريخ والأرض هي الأقصر".
وتابع أبو زاهرة: "قرب المسافة ليس كل شيء، فيجب تذكر أن الأرض والمريخ يدوران حول الشمس، وكوكبنا يتحرك أسرع بكثير من المريخ، لذلك من الأفضل أن يكون إطلاق أي مسبار قبل شهرين تقريباً من حدوث تقابل المريخ، وليس أثناء التقابل، لأنه بناءً على سرعة حركة المريخ والأرض في مداريهما، بالإضافة إلى سرعة المركبة الفضائية، لن يلتقي المسبار بالمريخ".
واستطرد بقوله: "طبعاً نافذة الإطلاق يتم تحديدها بناءً على المسار الأكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وهذه السنه 2020 فإن نافذة الإطلاق نظرياً من منتصف يوليو/تموز إلى منتصف أغسطس/آب، وعليه فإن المسبار سيسلك المدار الأكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وخلال هذا الوقت تتحرك الأرض والمريخ على مسافة قصيرة نسبياً، ولكن ليس على أقرب مسافة".
ويتبع المسبار مداراً بيضاوياً بين الأرض والمريخ يسمى (مدار هوهمان الانتقالي)، بحيث أنه بعد رحلة لمدة 7 أشهر تقريباً، سيتم التقاط المسبار في نهاية المطاف بواسطة جاذبية المريخ والانتقال إلى مدار الكوكب الأحمر.
وتوضح صورة أرفقها رئيس الجمعية في رده، موقع الأرض والمريخ عند الإطلاق قبل حدوث التقابل، حيث تكشف عن أن المسبار انطلق باتجاه نقطة في مدار المريخ سوف يصلها مع وصول المريخ لذلك الموقع في مدارة بعد 7 أشهر من عملية الإطلاق.
وقال: "لو افترضنا أنه تم إطلاق المسبار باتجاه المريخ وقت التقابل في رحلة مباشرة فعند وصول المسبار إلى هناك لن يكون المريخ موجود في ذلك الموقع لأن المريخ يتحرك حول الشمس".
aXA6IDE4LjIyMS4xMi42MSA= جزيرة ام اند امز