لماذا يزور لافروف أفريقيا؟.. نظرة سلبية بالإعلام الغربي

شن الإعلام الغربي هجوما لاذعا على وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، معتبرا أن زيارته لمصر تهدف الى "كسر عزلة موسكو الدولية".

وقال تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إن كبير دبلوماسيي روسيا وصل إلى القاهرة لعقد محادثات مع المسؤولين المصريين بهدف كسر عزلة بلاده التي "تعاني من عقوبات الغرب" بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

كان لافروف قد وصل مساء السبت إلى القاهرة في مستهل جولة أفريقية ستقوده أيضا إلى إثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

والتقى لافروف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري، وكذلك أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط.

• السيسي يستقبل لافروف في القاهرة

وقالت الوكالة الأمريكية إن لافروف استخدم كلمة له في جامعة الدول العربية أمام رؤساء وفود الدول العربية، ليؤكد أن الغرب هو من بدأ أولا ودفع بلاده إلى الحرب عبر تجاهله المخاوف الأمنية لروسيا بشأن توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأشارت الوكالة إلى العلاقات القوية بين روسيا ومصر، لافتة إلى أن الرئيس السيسي قد عاد لتوه من صربيا في زيارة هي الأولى لرئيس مصري منذ ٣٠ عاما، وهي الدولة التي تعد أيضا صديقة لروسيا.

كما عززت القاهرة وموسكو، حسب "أسوشيتد برس" علاقاتهما مؤخرا على الصعيدين العسكري والاقتصادي، فيما أعلنت شركة "روس أتوم" الروسية للطاقة النووية عن بدء أعمال إنشاء مفاعل الضبعة بمصر.

روسيا وأفريقيا

قالت "أسوشيتد برس" إن لافروف سعى لطمأنة الدول المتخوفة من عرقلة إمدادات الحبوب.

وقال لافروف إن مصدري الحبوب الروس ملتزمون بتأدية واجباتهم وذلك في ضوء الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة ووقعته موسكو وكييف للسماح بمرور شحنات الحبوب من الموانئ الأوكرانية.

البلدان الأفريقية هي من بين أكثر البلدان تضررا من تداعيات الحرب، إذ ارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل كبير وترك ذلك ملايين الأشخاص في مناطق الصراع في أفريقيا والشرق الأوسط يعانون من تفاقم النقص المتزايد في الغذاء والمساعدات الأخرى.

"المسار المستقل"

ورأت شبكة "بي بي سي" الإخبارية البريطانية من جهتها أن لافروف يسعى من خلال جولته إلى حشد الدول الأفريقية إلى جانب بلاده.

وقالت إن لافروف أشاد بما أسماه "المسار المستقل" الذي اتخذته أفريقيا  في الامتناع عن الانضمام إلى الغرب في معاقبة روسيا و"المحاولات المكشوفة للولايات المتحدة لفرض نظام عالمي أحادي القطب على المجتمع الدولي".

وأعلن لافروف في مؤتمر صحفي بالقاهرة أن "قمة روسية-أفريقية" ثانية سوف تعقد منتصف العام القادم ضمن جهود موسكو لتعزيز وجودها في هذه المنطقة من العالم.

لكن "بي بي سي" ذكرت في تقريريها تعليقا على جولة لافروف أن "من الواضح في معظم أنحاء القارة أن "هناك إحجامًا عن الانحياز إلى أي طرف بشأن الحرب في أوكرانيا".

وقالت إنه في وقت سابق، كان للحرب الباردة تأثير مدمر، حيث أشعلت الصراعات في أفريقيا وأوقفت التنمية.

"موسكو ليست قوة استعمارية"

أما صحيفو "فايننشال تايمز" فقد رأت أن لافروف يسعى في أفريقيا إلى دحض مزاعم أن موسكو "تصرفت كقوة استعمارية من خلال قصف مناطق واسعة من أوكرانيا".

وفي مقالته التي نشرت على موقع الوزارة فى موسكو، كتب لافروف أن روسيا "ليست ملطخة بجرائم الاستعمار الدموية" و "لا تفرض أي شيء على الآخرين، أو تعلمهم كيف يعيشون".