وفاة الطفلة ليال يلفت انتباه المصريين إلى مرض ضمور العضلات
شعر المصريون بالحزن لعلمهم بوفاة الطفلة ليال، بعد أسابيع من تناولها الحقنة الطبية اللازمة لعلاجها من مرض ضمور العضلات.
وتسببت الواقعة في لفت أنظار المصريين إلى خطورة المرض وضرورة اكتشافه في مراحله الأولى، خاصة أنه يشكل هاجساً كبيراً على مستوى العالم بسبب ارتفاع أسعار علاجه وعدم توفرها محلياً.
ومنذ شهور قليلة، قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي علاج كافة الحالات المصابة بمرض ضمور العضلات على نفقة الدولة، ومن خلال صندوق تحيا مصر الذي يخصص جزءا من موارده لعلاج الحالات الصحية المصابة، لا سيما أن تكلفة الحقنة الواحدة للعلاج قد تتجاوز المليون دولار.
3 أنواع لمرض ضمور العضلات
وحول طبيعة المرض قال الدكتور حازم الحويج، أستاذ مساعد المخ والأعصاب بجامعة سوهاج، لـ"العين الإخبارية"، إن هناك 3 أنواع لمرض ضمور العضلات، الأول يظهر عند الولادة مباشرة وهو أصعب وأخطر أنواع هذا المرض، حيث إن الطفل لا يستطيع المشي، أو يتمكن منه لفترة قبل أن يتوقف عن الحركة، وفي أغلب الحالات المصابة من النوع الأول تحدث الوفاة في السنة الأولى.
أما النوع الثاني فيكون في سن من 6 شهور إلى 18 شهرا، ويحدث ضمور للعضلات الطرفية للأطفال ولا يتمكنون من المشي بشكل كبير أو يتوقفون عن المشي بعد فترة، وهو ما يعد نوعا خطيرا أيضاً من المرض.
وفيما يخص النوع الثالث من المرض يبدأ في سن البلوغ وينتهي به المطاف إلى فقدان الحركة، بسبب ما يسمى طبياً بالشيخوخة المبكرة للخلايا العصبية، وجميع الحالات المصابة بهذا المرض تكون ناتجة عن عيب جيني في الشخص..
وحول آلية العلاج من المرض قال "الحويج" إنه علاج جيني يستبدل الجين الموجود في الجينات الوراثية.
وأرجع الحويج زيادة سعر الدواء عالمياً إلى التقنيات المستخدمة في إنتاجه، خاصة أنها دقيقة للغاية، ولم تنجح أية دولة في العالم سوى الولايات المتحدة، في تصنيع عقار فعال لهذا الدواء حتى الآن، ما يكسب تسجيله في السوق المصري أهمية بالغة.
مرض وراثي
من جانبه قال الدكتور محمود الخولي، استشاري جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري، لـ"العين الإخبارية"، إن مرض ضمور العضلات هو مرض وراثي يؤثر على الجهاز العصبي بشقيه "الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي الطرفي".
ويؤثر المرض بطبيعته على العضلات اللاإرادية القريبة من مركز الجسم وعضلات مفصل الكتف، وعضلات الفخذ والظهر، وعندما يتفاقم المرض يؤثر على التنفس والبلع.
وكشف "الخولي" أن المرض مرتبط بشكل كبير بعنصر السن لدى المريض، ولهذا فإن الأطفال المصابين به يكون وضوح المرض عليهم أسرع، وخطورته أشد، ويؤدي المرض إلى ضمور الخلايا العصبية في الحبل الشوكي المسؤولة عن التغذية العصبية للعضلات ما ينتج عنه ضعف للعضلات وضمورها.