لوفيجارو: طرد إيران من سوريا خطوة نحو تسوية سياسية
محللون ووسائل إعلام غربية رجحوا أن التصريحات الروسية بشأن إجلاء المليشيات الإيرانية في سوريا تلوح باتجاه البلاد نحو تسوية سياسية.
قال محللون ووسائل إعلام غربية، الخميس، إن التصريحات الروسية بشأن إجلاء المليشيات الإيرانية في سوريا وعودة السيادة السورية في الجنوب، تعد تمهيدا لبداية الدخول في التسوية السياسية مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
- روسيا وإسرائيل.. اتفاق في الطريق لإخراج إيران من سوريا
- محللون: مستقبل أسود ينتظر إيران والملالي إلى زوال
وذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، أن موسكو وتل أبيب تعملان للتوصل إلى اتفاق، يضمن إخراج إيران من سوريا، فيما يبدو كبداية لنهاية تحالف محور إيران روسيا سوريا، خاصة في ظل تقارير تفيد بأن موسكو تميل إلى قبول المطلب الإسرائيلي بإبعاد عناصر مليشيا الحرس الثوري الإيراني، عن المنطقة الحدودية بين إسرائيل وسوريا.
خصوصية الجنوب
نقلت الصحيفة الفرنسية عن دبلوماسي أممي قوله، إن "الجنوب له خصوصية"، مضيفا أنه "قبل كل شيء لا بد من الجمع بين جميع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية في النزاع: إسرائيل والأردن وإيران وحزب الله روسيا والولايات المتحدة".
وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية تشير في الوقت الراهن إلى وجود ما لا يقل عن ألفي إيراني من الضباط والمستشارين ومليشيا الحرس الثوري، إضافة إلى نحو 9 آلاف من "المليشيات الشيعية" من أفغانستان وباكستان والعراق، ونحو 7 آلاف مقاتل من "حزب الله" في سوريا.
دلالات الهجوم على درعا
يمثل هجوم الأسد على درعا، دلالة خاصة، ويعد رمزا لكونها مهد الاحتجاجات ضد الأسد.
وأوضحت الصحيفة أن النظام السوري "يستعد لشن هجوم في درعا في الجنوب بعد إفراغ ضواحي دمشق وحمص من المسلحين"، كما أن درعا لا تزال بجانب إدلب في أيدي التنظيمات المسلحة.
واعتبرت لوفيجارو أن "التهديدات الأمريكية والإسرائيلية بالضغط على موسكو تعد أحد الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتفكيك الاتفاقات الثنائية بين موسكو وطهران، والثلاثية مع تركيا أيضاً".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية وروسية، أكدت، الخميس، أن موسكو وتل أبيب تعملان للتوصل إلى اتفاق، يضمن إخراج إيران من سوريا، وذلك خلال لقاء يجمع بين وفد إسرائيلي يضم وزير الأمن الإسرائيلي، أفغيدور ليبرمان، الذي وصل إلى موسكو، الأربعاء، يرافقه رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، تمير هايمن، في زيارة قصيرة يجتمع خلالها مع نظيره الروسي، سيرجي شويجو، والمستشار للأمن القومي للرئيس الروسي، نيكولاي باتروشيف.
وبحسب مصادر، فإن المحادثات ستضع اللمسات الأخيرة على اتفاق روسي - إسرائيلي، وضعت بنوده خلال محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في موسكو منذ عدة أسابيع على هامش أعياد النصر، ويهدف هذا الاتفاق إلى إخراج إيران من سوريا.
وكشفت مصادر مقربة من الكرملين، عن أن الاتفاق المذكور يتضمن 3 بنود أساسية تشمل انسحاب جميع القوات الأجنبية من جنوب سوريا وتسليم هذه المنطقة إلى قوات نظام بشار الأسد، والذي بدأت موسكو بالفعل التمهيد لتنفيذه من خلال تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى انسحاب جميع القوات غير السورية من المنطقة الجنوبية، وإخلاء المنطقة من الوجود الإيراني والمليشيات الموالية له لتكون على بُعد يزيد على 25 كيلومترا.
وأخيرا توفير ضمانات روسية بعض تعرض إسرائيل لضربات من الأراضي السورية، والحفاظ على عدم تصعيد التوتر، وهذا ما ضمنته موسكو منذ دخول قواتها إلى سوريا عام 2015 في وعود قدمتها لحكومة تل أبيب بهذه الضمانات، حيث أعلن آنذاك بوتين عقب محادثات أجراها مع نتنياهو أن سوريا لن تشن حرباً ضد إسرائيل.