روسيا وإسرائيل.. اتفاق في الطريق لإخراج إيران من سوريا
وسائل إعلام إسرائيلية وروسية أكدت أن موسكو وتل أبيب يعملان للتوصل إلى اتفاق يضمن إخراج إيران من سوريا،
قالت وسائل إعلام إسرائيلية وروسية، الخميس، إن موسكو وتل أبيب تعملان للتوصل إلى اتفاق، يضمن إخراج إيران من سوريا، وذلك خلال لقاء يجمع بين وفد إسرائيلي يضم وزير الأمن الإسرائيلي، أفغيدور ليبرمان، الذي وصل إلى موسكو، الأربعاء، يرافقه رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، تمير هايمن، في زيارة قصيرة يجتمع خلالها مع نظيره الروسي، سيرجي شويجو، والمستشار للأمن القومي للرئيس الروسي، نيكولاي باتروشيف.
- مؤتمر الأمم المتحدة لنزع السلاح يثير غضب واشنطن بسبب سوريا
- من سوريا "المفيدة" إلى "الممكنة".. النظام يراهن على الوقت
كما أنه من المتوقع أن يشارك من الجانب الإسرائيلي في المحادثات مع الوفد الروسي كل من سفير إسرائيل في موسكو غاري كورن، ومسؤولون في وزارة الخارجية، وممثلون عن وزارة الأمن والجيش الإسرائيلي والموساد.
وبحسب مصادر، فإن المحادثات ستضع اللمسات الأخيرة على اتفاق روسي - إسرائيلي، وضعت بنوده خلال محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في موسكو منذ عدة أسابيع على هامش أعياد النصر، ويهدف هذا الاتفاق إلى إخراج إيران من سوريا.
وكشفت مصادر مقربة من الكرملين، أن الاتفاق المذكور يتضمن 3 بنود أساسية تشمل انسحاب جميع القوات الأجنبية من جنوب سوريا وتسليم هذه المنطقة إلى قوات نظام بشار الأسد، والذي بدأت موسكو بالفعل التمهيد لتنفيذه من خلال تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى انسحاب كافة القوات غير السورية من المنطقة الجنوبية، وإخلاء المنطقة من الوجود الإيراني والمليشيات الموالية له لتكون على بعد يزيد عن 25 كيلومترا.
وأخيرا توفير ضمانات روسية بعض تعرض إسرائيل لضربات من الأراضي السورية، والحفاظ على عدم تصعيد التوتر، وهذا ما ضمنته موسكو منذ دخول قواتها إلى سوريا عام 2015 في وعود قدمتها لحكومة تل أبيب بهذه الضمانات، حيث أعلن آنذاك بوتين عقب محادثات أجراها مع نتنياهو أن سوريا لن تشن حرباً ضد إسرائيل.
وفي ذات السياق، أكدت صحيفة "هآرتس"، الإسرائيلية، أن ليبرمان سيناقش الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط، وعلى رأسها التوتر بين إسرائيل وإيران حول التواجد العسكري الإيراني في سورية.
وأبرزت الصحيفة تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، التي أدلى بها في وقت سابق هذا الأسبوع، وأكد فيها "أن قوات النظام السوري فقط هي التي يجب أن تتواجد في جنوب سوريا"، بمثابة تلميح إلى أن روسيا تميل إلى قبول المطلب الإسرائيلي إبعاد عناصر مليشيا الحرس الثوري الإيراني، عن المنطقة الحدودية بين إسرائيل وسوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاتفاق يأتي على خلفية الهجوم الواسع لإسرائيل ضد عشرات المواقع الإيرانية على الأراضي السورية في العاشر من مايو/ أيار، ردًا على إطلاق صواريخ باتجاه الجولان السوري، إضافة إلى قلق موسكو من أن استمرار العمليات الإسرائيلية سيعرض للخطر استقرار النظام في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أن سوريا بعثت برسائل، عن طريق وسطاء، إلى "الدول المجاورة"، مفادها أنها على استعداد لضمان انسحاب قوات حزب الله والمليشيات الإيرانية إلى مسافة 25 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل في الجولان.
وذكرت "هآرتس" نقلا عن مصدر دبلوماسي غربي قوله، الأسبوع الماضي، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ضغط على بشار الأسد لخفض النشاط العسكري الإيراني في سورية لتجنب مواجهة عسكرية واسعة بينها وبين إسرائيل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتيناهو، صرح، في وقت سابق، أنه "لا مجال لأي تواجد إيراني عسكري في أي جزء من سوريا".
وبحسب تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية فإنه يوجد، اليوم، في سورية ما يقارب من ألفين من الضباط والمستشارين الإيرانيين وعناصر حرس الثورة، إضافة إلى نحو 9 آلاف من "المليشيات الشيعية" من أفغانستان وباكستان والعراق، ونحو 7 آلاف مقاتل من حزب الله.
وكان نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط، ميخائيل بغدانوف، قد أعلن في وقت سابق أن لقاء قريباً على مستوى وزاري سينعقد بين ممثلي روسيا والأردن والولايات المتحدة، لوضع خطة تضمن تهدئة التوتر في جنوب سوريا وإيقاف إطلاق النار.
ويرجح مراقبون أن لقاء بوتين - الأسد الذي عقد منذ أيام في سوتشي قد تركز على آليات تنفيذ هذه الخطة، حيث نشرت جريدة "نيزافيسميا" الروسية معلومات تفيد بأن بشار الأسد قد أصدر تعليمات بتقليص الوجود العسكري الإيراني في المطارات السورية.