"لوفيجارو": العراقيون يكرهون إيران ومليشياتها دمرت بغداد
الصحيفة تؤكد أن المليشيات الإيرانية تخشى السير في شوارع العراق ونفوذ النظام الإيراني رأس حربة القمع بهذا البلد.
أكدت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن العراقيين يكرهون إيران، وأن مليشياتها التي دمرت العراق منذ الغزو الأمريكي تخشى السير بالشوارع العراقية.
- مقتل 6 في اشتباكات بين المتظاهرين والأمن العراقي
- احتجاجات العراق تدخل شهرها الثاني والبرلمان يبحث قانون الانتخابات
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن الباحث الأنثروبولوجي والمتخصص في الشأن العراقي بالمركز القومي للبحوث والعلوم الفرنسي، هشام داود، قوله: إنه "لم يعد بإمكان الإيرانيين التجول في شوارع بغداد ولا حتى في كربلاء معقل الشيعة، وذلك نتيجة كره العراقيين إيران".
وأضاف داود أنه على الرغم من أن سخط العراقيين مستمر منذ سنوات، إلا أن حجم الاحتجاجات الأخيرة فاجأ الجميع، موضحاً أن الاحتجاجات اجتماعية وسياسية ضد النظام العراقي الموالي لإيران.
واعتبر الباحث المتخصص في الشأن العراقي أن الاحتجاجات تعد "ثورة الشباب الذين يلومون أسلافهم بانزلاق البلاد في الطائفية والهوية وتأييدهم للفساد"، في حين أن معظم الموارد العراقية التي يسيطر عليها الإيرانيون أصبحت الأكثر تضرراً من الفساد بسبب سلوك المليشيات.
ووصف داود احتجاجات العراق بأنها: "ثورة على فشل السلطة الطائفية السياسية المرفوضة من قاعدتها الاجتماعية"، موضحاً أن النفوذ الإيراني أدى إلى تدمير البلاد ما بعد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين".
وعادت الصحيفة الفرنسية قائلة: "إن الاحتجاجات العراقية قد تبدو جميلة لكنها قاتلة، في إشارة إلى مقتل أكثر من 360 متظاهراً"، واصفة العراق بـ"جمهورية الرعب" بعد مقتل هؤلاء المحتجين.
وتحت عنوان "في بغداد، مع ثوار ساحة التحرير"، قالت الصحيفة الفرنسية، في تقرير ميداني، إن صافرات سيارات الإسعاف في شوارع بغداد توحي بأن تلك الثورة قد تكون قاتلة.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن مراسلها في بغداد رافق خلال الشهرين الماضيين، عشرات الآلاف من شباب المتظاهرين الذين ينتفضون ضد السلطة الفاسدة المتحالفة مع طهران، مشيرة إلى أن عدد الشهداء تخطى المئات.
ووصفت "لوفيجارو" احتجاجات، السبت الماضي، في العراق، بالـ"مجزرة"، موضحة أن "المحتجين في بغداد كان معظمهم من رافعي لواء العلم الوطني العراقي، ورغم سلميتهم اصطدموا مع قوات الأمن العراقية في مذبحة أسفرت عن مقتل عشرات المحتجين".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى: "في نهاية زقاق في منطقة السعيدية، تم تعليق لافتة سوداء على جدار منزل أسرة مرتضى الرباعي (17 عاماً)، الذي قتل في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري على جسر العراق، الذي يمتد على نهر دجلة إلى ميدان التحرير".
ونقلت الصحيفة عن عمه، الذي يدعى حسين، قوله: "منذ مقتل مرتضى، يعاني والده من مشاكل نفسية"، موضحاً أن والده لا يستطيع نسيان صورة نجله الملطخة بالدماء، بعدما قام رفاقه بنقله إلى المستشفى، لكنه مات هناك".
وأضاف حسين: "بعد استلام الجثة، توجهت الأسرة إلى مخفر الشرطة في شارع سعدون، الأقرب إلى ميدان التحرير، وهو مركز الثورة، ولكن الشرطة أعطتهم موعداً في غضون 60 يوماً، لتخبرهم تحت أي ظرف من الظروف مات مرتضى".
واعتبرت "لوفيجارو" نفوذ النظام الإيراني في العراق بأنه "رأس حربة القمع".