على طريقة "جيمس بوند".. لوموند تكشف كواليس رحلة "فرار غصن"
زوجته كارول هي مدبرة عملية الهروب مع أخواتها غير الأشقاء، وكانت تعد لذلك الهروب منذ أشهر
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية كواليس فرار رجل الأعمال اللبناني الفرنسي كارلوس غصن من اليابان، موضحة أن زوجته كارول هي مدبرة عملية الهروب مع أخواتها غير الأشقاء، وكانت تعد لذلك الهروب منذ أشهر.
وقالت الصحيفة "على وقع أفلام "هوليوود" الأمريكية، والتي تستحق لقب عملية "جيمس بوند"، فر الرئيس التنفيذي لمجموعة رينو-نيسان، وفاجأ الجميع بعودته إلى مسقط رأسه في لبنان".
- مفاجأة تضيف بعدا مثيرا في رحلة "فرار غصن" من اليابان
- فرار غصن.. الصدمة في اليابان ولا علم لفرنسا ولبنان
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن مصدر مقرب من غصن قوله "إن غصن اصطحب زوجته كارول وغادر على متن طائرة خاصة أقلعت من تركيا إلى لبنان ليلة الأحد-الإثنين (29-30 ديسمبر/كانون الأول الماضي).
وقالت الصحيفة الفرنسية "وفقا لمعلوماتنا هرب رجل الأعمال من مطار سري في أرخبيل جزيرة يابانية، حيث كانت هناك طائرة خاصة تغادر إلى تركيا في انتظاره"، مضيفاً أنه "من تركيا دخل لبنان رسمياً باعتباره مواطنا لبنانيا ببطاقة هويته وجواز سفر فرنسي".
وحول فرضية سفره بجواز سفر مزور، قالت الصحيفة الفرنسية إن السلطات اليابانية تحققت من بيانات برامج الهجرة، وتأكدت من عدم خروج أي شخص باسم كارلوس غصن خلال تلك الفترة، ما يعني خروجه بجواز سفر فرنسي فعلاً ولكن بهوية مزيفة".
وفيما يتعلق بتلك الفرضية تواصلت السلطات اليابانية مع نظيرتها اللبنانية للتحقق من دخول غصن بطريقة شرعية، والتي أكدت الأخيرة بدخولها ببطاقة هوية سليمة، فهو لا يحتاج إلى تأشيرة دخول للوصول إلى مسقط رأسه، كما أنه لا يوجد اتفاق لتسليم المجرمين بين لبنان واليابان.
خطة الهروب
وحسب مصادر "لوموند" فإن تلك العملية كان يعد لها غصن منذ أشهر للخروج في ذلك التوقيت تحديداً قبل نهاية العام، موضحة أن غصن كان يعيش في منزل مع زوجته قيد الإقامة الجبرية والحراسة المشددة بعد إطلاق سراحه بكفالة ضخمة في 24 أبريل/نيسان الماضي، وقضائه نحو 130 يوماً في السجن قيد الاحتجاز قبل محاكمته المقررة خلال العام الجاري باتهامات اختلاس مختلفة".
أضافت الصحيفة أن منزل غصن في اليابان يقع في إحدى أرقى الأحياء، وهو حي "هيرو" الفاخر بوسط طوكيو، موضحة أنه على ما يبدو أن المراقبة كانت أقل صرامة، على الرغم من أنه يقع تحت رقابة الشرطة اليابانية والمدعي العام الياباني"، إلا أن التساؤلات تحوم حول اختفائه من كاميرات المراقبة خلال تلك الليلة.
ووفقا لمعلومات الصحيفة فإن تخطيط عملية الهروب كان من قبل زوجته كارول، التي كانت معه على الطائرة، موضحة أنها أعدت عملية الهروب مع أخواتها غير الأشفاء لأمها التي تزوجت رجلا ينحدر من عائلة سنية بشمال لبنان، وتربطهم علاقات ممتازة في تركيا، واللذان نظما عملية هروبه من القاعدة العسكرية السرية حتى وصوله إلى تركيا ودخوله الأراضي اللبنانية خلال ساعات.
حول اختيار غصن لبنان وليس فرنسا، ذكرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية تحت عنوان "لبنان ترحب بكل أريحية بالهارب كارلوس غصن"، أنه رغم مغادرة غصن البلاد بجواز سفر فرنسي إلا أنه ملاحق قضائياً في فرنسا في عدة قضايا.
ووفقاً للصحيفة فإنه لا تزال هناك منطقة رمادية تتعلق بالوثيقة التي استخدمها غصن لمغادرة اليابان، في حين أن محاميه لا يزالون يحتفظون بجوازات سفره الثلاثة (الفرنسي، واللبناني، والبرازيلي).
ملاحقات قضائية في فرنسا
ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن غصن ليس ملاحقاً من قبل القضاء الياباني فقط، إنما أيضاً من الفرنسي، موضحة أن مكتب المدعي العام في نانتير بإقليم "أوت دو سين" الفرنسي، يتهم غصن بدفع فاتورة باهظة الثمن من أموال "رينو" لحفل الاستقبال الذي أقيم في قصر فرساي لحضور حفل زفاف كارلوس وكارول غصن، في 8 أكتوبر/تشرين 2016، والذي تكلف 50 ألف يورو.
كما تم فتح تحقيق أولي حول تحويل 15 مليون يورو من حساب رينو المصرفي في فرنسا إلى وكيل لعلامة التجارية في إحدى الدول العربية، ولا تزال أسباب تحويل الأموال، والتي كان يمكن أن تفيد في النهاية أحد أفراد عائلة غصن غير واضحة.
وقالت "ليبراسيون" إنه خلال "هذين التحقيقين شعرت الشرطة الفرنسية أن غصن بعد تلك التطورات لن يرد بشكل إيجابي أو المثول لهذا الاستدعاء لاستجوابه.
والإشكالية الثالثة التي تحول دون سفره إلى فرنسا فإنه لم يدفع الضرائب منذ عام 2012، لكونه غير مقيم منذ ذلك العام، وقد بدأت إجراءات الرقابة منذ صيف عام 2019 لمعرفة الوضع القانوني الضريبي لكارلوس غصن، ما إذا كان تلقى خلال تلك الفترة أي دخل في فرنسا يستوجب دفع ضرائب عليه أم لا؟
وأشارت "ليبراسيون" إلى أن عودة المدير التنفيذي السابق لشركة رينو-نيسان إلى بيروت أشعل شبكات التواصل الاجتماعي، حيث دخل البلاد بصورة شرعية، بجواز سفر فرنسي وبطاقة هويته اللبنانية، على الرغم من أن جوازات سفره صادرتها السلطات اليابانية.
وأضافت ليبراسيون أن الرأي العام اللبناني منقسم حيال مصيره، بعد عودته الأسطورية على طريق أفلام هوليوود، في بلد يواجه احتجاجات شعبية، ما بين رفض عودته، وبين دعوات لتقليده وزارة الاقتصاد اللبنانية لخبرته الطويلة في ذلك المجال.
فيما نقلت محطة "فرانس.إنفو" التلفزيونية الفرنسية عن خبير قانوني لبناني، قوله "إنه حتى يتسنى للقضاء اللبناني التحقق من عدم خضوع غصن لملاحقة قضائية في لبنان، فإنه بأمان"، موضحاً أن "العدالة اللبنانية يمكنها محاكمته إذا ثبت أنه ارتكب جريمة يعاقب عليها القانون اللبناني".
وتابع "أنه من الممكن أن تطلب السلطات القضائية اللبنانية من اليابان تسليم ملف غصن للتشاور"، مضيفاً "أن لبنان لا يستطيع محاكمه شخص متهم بالاحتيال الضريبي في دولة أجنبية".