لوموند: إرهابيو الساحل الأفريقي تحدٍ جديد يواجه فرنسا
باريس تأمل في الخروج من ذلك المستنقع بمغادرة شمال مالي إلا أن الانسحاب سيكون أسوأ
اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، الثلاثاء، أن إرهابيي منطقة الساحل الأفريقي، باتوا تحديا جديدا يواجه فرنسا، بعد أزمة عودة الدواعش الأجانب من سوريا والعراق إلى شمال مالي.
وأوضحت الصحيفة أن "باريس تأمل في مغادرة شمال مالي، كما أن استمرار القتال يزيد من خطر تورطها في هذا المستنقع، لكن الانسحاب سيكون أسوأ".
وتحت عنوان "باريس تواجه تحديا جديدا.. إرهابيو الساحل"، قالت صحيفة "لوموند" إن الوضع في منطقة الساحل الأفريقي "سيستغرق أكثر من قمة لدول الساحل لإزالة سوء الفهم للفوضى التي لا يوجد حل جيد لها، بالإضافة إلى ضرورة دعم بناء الديمقراطيات الأفريقية الحقيقية".
وأشارت، في افتتاحيتها، إلى أنه "بعد 7 أعوام من قرار الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند بإرسال جنود فرنسيين إلى شمال مالي، لمكافحة التنظيمات الإرهابية، حان الوقت لإعادة تعريف وتوضيح أهداف عملية (برخان)".
وكانت فرنسا قررت زيادة عدد قواتها بالساحل ضمن عملية "برخان" بإرسال نحو 220 عسكريا، وذلك بالاتفاق مع قادة مجموعة دول الساحل الخمس التي تضم كلا من موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو.
وجاء القرار في أعقاب اختتام أعمال قمة سداسية جمعت، مساء أمس الإثنين، قادة المجموعة الخمسة والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جنوب فرنسا لبحث وتقييم الوجود الفرنسي بالمنطقة.
ونشرت فرنسا أكثر من 4500 جندي في منطقة الساحل ضمن عملية "برخان" لمكافحة نشاط الجماعات المسلحة بمنطقة الساحل، وذلك منذ عام 2014. كما اتفق قادة المجموعة وفرنسا خلال هذه القمة، على تأسيس "ائتلاف منطقة الساحل الأفريقي".
وعادت "لوموند" قائلة إن "الاجتماع الذي عقد في مدينة بو الفرنسية، لقادة منطقة الساحل الخمسة (موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد) والشركاء في باريس، دق ناقوس الخطر حول التهديدات الإرهابية التي تواجه دول المجموعة، لا سيما فرنسا".
وأضافت: "لكن بداية القمة، كان سيئة، لكونها جاءت في أعقاب مقتل 13 جنديا فرنسيا في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إذ كان لدى رؤساء الدول الأفريقية انطباع سيئ باستدعاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهم إلى باريس، وليس مجرد قمة لمناقشة الأزمة، ما أسفر عن سوء فهم بين أعضاء المجموعة".
ووفقاً للصحيفة، فإنه تم تأجيل الاجتماع في مدينة بو، أيضاً بعد هجوم شنه الإرهابيون على ثكنات عسكرية نيجيرية، ولكن خلال الاجتماع الأخير، أعاد القادة الأفارقة الخمسة تأكيد مطالبهم بالتدخل الفرنسي، وضرورة إعادة تعريف أهداف "برخان" والرغبة في مد الشركاء الجدد من جهة أخرى.
ورأت الصحيفة الفرنسية أن من أبرز التحديات التي تواجه فرنسا؛ الخطاب المناهض للفرنسيين في بلدان الساحل الأفريقي، الذي يغذي التوترات بين فرنسا وأعضاء المجموعة، فضلاً عن تحدٍ آخر وهو مسألة منع الإرهابيين الأجانب من اتخاذ شمال مالي ملاذاً لهم.
والتحدي الثالث، بحسب الصحيفة، هو أن الإرهابيين يستخدمون الخطاب الديني لفرض سيطرتهم على السكان والاستيلاء على السلطة في 3 دول، ما جعله مصدر قلق بالنسبة لباريس.
وتعاني الدول في مجموعة الساحل من الفوضى، وتجارة الأسلحة و"بيزنس" المهاجرين والمخدرات، واستغلال الشعور بالظلم الذي تشعر به الفئات المحرومة من السكان الذين يعتبرون عبيداً، لتجنيدهم في التنظيمات الإرهابية، بحسب الصحيفة.
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن باريس تأمل في الخروج من ذلك المستنقع بمغادرة شمال مالي، كما أن استمرار القتال يزيد من خطر تورطها في ذلك.
واستدركت الصحيفة: "لكن الانسحاب سيكون أسوأ من الاستمرار، حيث سيدفع بلدان الساحل وسكانها إلى الفوضى والوقوع في قبضة التنظيمات الإرهابية".
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yNSA=
جزيرة ام اند امز