إرث سام يهدد الصحة النفسية للأجيال في أمريكا والعالم
كشفت دراسة حديثة عن أن إضافة الرصاص إلى الوقود في الولايات المتحدة أسفرت عن 150 مليون حالة من الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب والقلق وفرط النشاط.
ورغم حظر الوقود المحتوي على الرصاص منذ عام 1996، إلا أن آثاره ما زالت تلقي بظلالها على الأجيال التي تعرضت له، فيما يستمر معاناة أطفال بعض الدول الأخرى من التسمم بالرصاص.
في عام 1922، تم إضافة الرصاص إلى الوقود بهدف تحسين كفاءة المحركات.
وكان المهندس الكيميائي توماس ميدجلي، الذي طور هذه الفكرة، قد تجاهل تحذيرات الخبراء بشأن سمية الرصاص، مدعومًا من قبل صناعات كبرى. ما تبين لاحقًا أنه قرار كارثي أدى إلى أضرار صحية هائلة.
أظهرت الأبحاث أن التعرض للرصاص خلال الطفولة يؤثر سلبًا على الدماغ النامي، مما يؤدي إلى مشكلات نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات أخرى.
ووفقًا للدكتور آرون روبن من جامعة ديوك، قُدّر أن الوقود المحتوي على الرصاص تسبب في 151 مليون حالة من الاضطرابات النفسية القابلة للتشخيص.
كشف الباحثون أن المجتمع الأمريكي شهد 602 مليون نقطة إضافية في "عامل المرض النفسي العام"، وهو مقياس يعكس التأثيرات النفسية الخفيفة التي تؤثر على حياة الأفراد دون أن تصل إلى حد التشخيص الطبي. هذه التأثيرات ما زالت تظهر في الأجيال التي تعرضت للرصاص خلال طفولتها.
وفقًا للبروفيسور مايكل مكفارلاند من جامعة ولاية فلوريدا، أدى التعرض للرصاص إلى تغييرات ثقافية في المجتمع الأمريكي، مثل زيادة العصبية وتراجع الانضباط الذاتي.
وأضاف أن الأجيال التي تعرضت بشدة للرصاص لا تزال تعاني من التأثيرات النفسية والصحية التي تؤثر على حياتها المهنية والاجتماعية.
على الرغم من انخفاض مستويات التعرض للرصاص بين الأطفال الأمريكيين اليوم، إلا أن الخطر لا يزال قائمًا في مناطق تحتوي على أنابيب مياه قديمة أو تربة ملوثة. علاوة على ذلك، يعاني ملايين الأطفال في دول أخرى من التسمم بالرصاص، مما يستدعي اتخاذ إجراءات فورية للحد من هذه الأزمة الصحية العالمية.
aXA6IDMuMTQ0LjIuNTEg جزيرة ام اند امز