2022 عام "حصار القادة".. حفلات راقصة "هزت" حكومات
بدت أيام عام 2022 قاسية للغاية حتى إن لحظات الفرح ببعض الحفلات أخرجت "جلاد" الزعماء ليقسو على عدد منهم في دول مختلفة.
ورغم أن أزمة الحفلات طالت عددا من قادة الدول إلا أنها كانت شديدة القسوة على رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون والتي انتهت بالإطاحة به.
صحيح أن حفل جونسون لم يكن في عام 2022 إلا أن تبعاته كانت شديدة التأثير خلال الشهور الماضية، وهو مشهد تكرر مع رئيستي وزراء فنلندا وإيطاليا وكذلك الرئيس الكوري الجنوبي
اعتذار جونسون لا يكفي
تفاصيل أزمة بوريس جونسون تعود إلى يونيو/حزيران 2020، حين أقام رئيس وزراء بريطانيا الأسبق حفلا لعيد الميلاد في قاعة مجلس الوزراء بينما كانت قيود فيروس كورونا مفروضة.
وسائل الإعلام البريطانية بدورها أطلقت تسمية "بارتي جيت" على التحقيقات الخاصة بإقامة جونسون ومعاونيه حفلات رغم حالة الإغلاق العام أثناء ذروة كورونا.
ومع توالي التقارير والتحقيقات، قدم جونسون "اعتذارا كاملا" أمام أعضاء البرلمان، لحضوره الحفل، في محاولة منه إلى إقناع السياسيين بأن هناك قضايا أكبر يجب التركيز عليها أكثر من "بارتي جيت".
ليس هذا فحسب، بل واجه جونسون اتهاما ليس فقط بحضور حفل وداع لمدير الاتصالات السابق لي كاين في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ولكن أيضا بالتحريض على القيام بذلك.
وبعد أزمات متلاحقة حاصرت حكومته، قدم بوريس جونسون استقالته في السادس من سبتمبر/أيلول الماضي مغادرا برفقة زوجته كاري مقر "10 داونينج ستريت" لتحل خليفته ليز تراس المنصب الذي استقالت منه لاحقا أيضا.
دموع مارين
في أغسطس/آب الماضي، سقطت رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين (36 عاما) ضحية لحفل راقص وسط أصدقائها خاصة بعد اتهامات طالتها بتعاطي المخدرات.
فيديوهات مسربة من الحفل ظهرت فيها "مارين" ترقص برفقة أحد أصدقائها وتشرب الكحول، قبل أن تتزايد مطالب المعارضة بضرورة الانصياع لتحليل مخدرات.
لم تستطع رئيسة وزراء فنلندا السيطرة على دموعها وحاولت تبرير موقفها لكنها في النهاية انصاعت للمطالب وخضعت لاختبار المخدرات قبل أن تظهر "سلبية النتيجة".
وسانا مارين أصبحت زعيمة حكومة في العالم في ديسمبر/ كانون الأول 2019، لكنها تعرضت لضغوط وأزمات دفعت السياسية الشابة إلى وضعية نفسية صعبة.
حينها عقبت رئيسة الوزراء الفنلندية على الأزمة قائلة: "أنا إنسان.. وأحيانًا أفتقد الفرح والضوء والمرح وسط هذه الغيوم الداكنة"، لكن المفاجأة أن مارين لقيت ترحيبا حارا من الجمهور الحاضر عقب هذا التصريح لتمر أزمتها.
وتابعت مارين أن الأسبوع الماضي كان "صعباً للغاية"، متمنية أن يحكم الناس على السياسيين من خلال عملهم بدلاً من أنشطتهم الترفيهية.
كأس "يول" الكوري
وقبل نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أثار حفل حضره الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك يول حالة من الجدل في بلاده.
حينها بات "يول" هو الاسم الأكثر تداولا بين رؤساء "الحفلات الخاصة"، بعد اتهام لاحق الرئيس الكوري الجنوبي ووزير عدله هان دونج هون بمشاركتهما في "حفل شراب" بحانة فاخرة، في وقت متأخر من الليل.
لكن الرئيس الكوري الجنوبي رفض هذا الاتهامات واصفا إياها بـ"الأخبار الكاذبة المبتذلة وغير الناضجة" بعد اتهام وجهه النائب كيم إيوي كيوم من الحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي وقناة كورية جنوبية على يوتيوب له، حيث لوح الرئيس باللجوء للقضاء.
وشهد البرلمان الكوري الجنوبي تحركا جماعيا لنحو 20 نائبا من حزب سلطة الشعب الحاكم باقتراح مقدم للجنة الأخلاقيات البرلمانية بمعاقبة النائب المعارض كيم بتهمة الإدلاء بتصريحات مهينة تنتهك قانون البرلمان.
ميلوني تتعلم الدرس
وأمام الحصار الذي فرضته الحفلات على جونسون ومارين ويول، يبدو أن رئيسة الحكومة الإيطالية اليمينية المتشددة، جيورجيا ميلوني، تعلمت الدرس جيدا، متعهدة بجعل تنظيم الحفلات غير المرخصة جريمة.
وتنظر ميلوني إلى الحفلات الصاخبة بقلق وريبة وتصفها عادة بـ"غزو التجمعات الخطرة"، حيث قالت إن تجمع أكثر من 50 شخصا دون الحصول على ترخيص مسبق من السلطات سيعد مخالفة تستوجب عقوبة قد تصل إلى السجن 6 سنوات.
توجه فرضه حفل جماعي صاخب أقيم في عام 2021 في بلدة فيتربو بوسط إيطاليا انتهى بمقتل شخصين، حيث يذهب مشروع الإدارة اليمينية الجديدة إلى فرض غرامات كبيرة ومصادرة أنظمة الصوت.
وكانت ميلوني محل جدل حتى من قبل انتخابها على رأس حكومة البلاد. وبحسب المراقبين، يُنظر إليها أيضًا على أنها "قائدة لديها أفكار واضحة - حتى ولو لم يتفق الجميع مع هذه الأفكار".
aXA6IDE4LjIxOC45NS4yMzYg
جزيرة ام اند امز