هل يكسر حراك القادة جمود مفاوضات "سد النهضة"؟
في مصر والسودان، ينخرط كبار المسؤولين في تحركات مكثفة تتمحور حول مفاوضات سد النهضة التي تعاني جمودا منذ أشهر.
ذلك الحراك على مستوى القادة ينتظر أن يكسر جمود المفاوضات حول السد في وقت أعلنت فيه إثيوبيا انفتاحا على التفاوض، وفق محللون.
وبعد جولة لوزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، في جنوب السودان ومصر، بدأ رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، الأربعاء، زيارة إلى أوغندا تستغرق ساعات، ويعتبر سد النهضة أحد أولوياتها.
ومن المقرر أن يصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى السودان، السبت المقبل، في أول زيارة للبلاد بعد الإطاحة بنظام عمر البشير.
وتهدف الزيارة إلى بحث العلاقات الثنائية، وملف سد النهضة الذي يسيطر على أوليات القاهرة والخرطوم في الوقت الحالي.
وسبق هذه الزيارة الاجتماع السابع للجنة العسكرية المشتركة بين مصر والسودان في الخرطوم برئاسة رئيسي الأركان بالبلدين، والذي أسفر عن توقيع اتفاقية للتعاون الأمني بين الدولتين، ما عده كثيرون خطوة كبيرة في سياق التقارب بين الخرطوم والقاهرة.
وبعيدا عن البلدين، ينخرط قائد ثالث في محاولات كسر جمود المفاوضات، هو رئيس الكونغو الديمقراطية والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، فيليكس أنطوان تشسكيدي.
وتعهد تشسكيدي خلال الأيام الماضية بلعب دور الوساطة في المفاوضات، وأرسل مبعوثه، نتومبا لوابا إلى السودان قبل أيام، لبحث حلحلة المفاوضات.
وتأتي التحركات السودانية والمصرية على وجه التحديد بعد إعلان إثيوبيا عزمها تنفيذ عملية الملء الثاني لسد النهضة خلال الأشهر المقبلة، وهو ما أبدت القاهرة والخرطوم قلقا كبيرا بشأنه.
وفي بيان مشترك صدر الثلاثاء، أكدت مصر والسودان رفضهما لملء سد النهضة بصورة أحادية قبل التوصل لاتفاق ملزم يتيح تبادل المعلومات المائية.
كما أكدت مصر والسودان في البيان، تمسكهما بمقترح الآلية الرباعية المقدم من الخرطوم، والذي ينص على تولي الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ملف الوساطة في المفاوضات.
استئناف المفاوضات
وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي المصري الدكتور شوقي عبد العظيم إن الحراك المصري السوداني يعكس الهم المشترك للبلدين بشأن سد النهضة.
وتوقع عبد العظيم في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "تسهم الجهود السودانية المصرية في كسر جمود التفاوض وحمل الجانب الإثيوبي إلى طاولة الحوار بمشاركة الوساطة الرباعية المقترحة بهدف التوصل لاتفاق ملزم قبل ملء السد".
ونبه المحلل السياسي إلى أن "الزيارات المتبادلة بين مصر والسودان تأتي في سياق تبادل المنافع بين البلدين وفي توقيت بالغ الأهمية"، مضيفا أن "ملف سد النهضة يمثل الهم الأكبر في مباحثات المسؤولين في البلدين".
وتابع "لم تكن زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني إلى أوغندا بمعزل عن هم سد النهضة الكبير رغم أني أعتقد أنها ستتطرق إلى ملف السلام مع إسرائيل كذلك".
بدوره، رأى المحلل السياسي السوداني الدكتور عباس التجاني أن النشاط المكثف لمصر والسودان "سيدفع إثيوبيا نحو التفاوض"، موضحا "الأخيرة ليست بحاجة إلى فتح مزيد من الجبهات نظرا للتعقيدات الداخلية بها، وتوترات الحدود مع الخرطوم".
وأبدى التجاني في تصريحات لـ"العين الإخبارية" تفاؤله بأن تسهم هذه التحركات في استئناف مفاوضات سد النهضة وفق الآلية الرباعية المقترحة التي تملك فرص مواتية لتحقيق التقدم المطلوب.
ولا يزال سد النهضة الذي أوشكت أديس أبابا على الانتهاء منه، محل خلاف بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان)، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأنه رغم جولات التفاوض المتعددة والتي رعتها واشنطن تارة، والاتحاد الأفريقي تارة أخرى، علاوة على اجتماعات ثلاثية لم تسفر عن حل للقضايا الشائكة.
ومنذ 10 يناير الماضي، تشهد مفاوضات سد النهضة نوعا من الجمود بعد تعثر أخر اجتماع وزاري تحت إشراف خبراء الاتحاد الافريقي.
وقبل أيام، أبدت إثيوبيا انفتاحا على المفاوضات، حيث أعلنت أنها "تأمل" في التوصل لاتفاق قبل موسم الأمطار الصيف المقبل.
aXA6IDMuMTM3LjE2OS41NiA= جزيرة ام اند امز