على الشاطئ في الشتاء.. لبنانيون يخالفون قيود كورونا
في مشهد غير مألوف في المكان والزمان ويتعارض مع جهود مواجهة كورونا اختار لبنانيون البحر ليمضوا وقتهم ما دفع القوى الأمنية إلى ملاحقتهم.
وكشفت تقارير إعلامية وجود عشرات الأشخاص على شواطئ في جبيل، شمال لبنان، وصور، في الجنوب لتعود بعدها القوى الأمنية وتصل إلى المكان حيث عمدت إلى تسطير محاضر ضبط بحق المخالفين لقرار التعبئة العامة والإقفال العام المفروض في لبنان منذ يوم الخميس الماضي.
ولم يكن المشهد فقط مستغربا لجهة خرق هؤلاء لقرار الحكومة واستياء الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، إنما أيضا لوجود اللبنانيين على البحر في شهر يناير/ كانون الثاني، الذي يفترض أن يكون من بين الأشهر الأكثر برودة وتساقطا للأمطار، إنما وعلى عكس كل ذلك لامست اليوم العشرين درجة مئوية.
وبعد انتشار الفيديو، أصدر رئيس بلدية جبيل وسام زعرور بيانا أوضح فيه ما حدث، وأكد أن البلدية تقوم بدوريات على المحال التجارية وفي أسواق جبيل، ولم تعتبر أنه في شهر يناير سيذهب بعض الناس إلى البحر، وكان تركيز الشرطة في الأماكن الأخرى لمنع الناس من ممارسة رياضة المشي في ظلّ الطقس الجميل.
وأكد أن "بلدية جبيل قامت بواجباتها كاملة خلال فترة الصيف لمنع الناس من مخالفة قرارات التعبئة المتعلقة بإغلاق المسابح والشواطئ، حين كان الفصل يسمح بممارسة السباحة و "التشّمس"، ومنعت الناس من دخول الشواطئ العامّة.
ولفت إلى أنه "كما يحصل في كلّ المناطق، هناك بعض الأشخاص غير المسؤولين الذين يخالفون القرارات ولا يأبهون بصحتهم وصحّة غيرهم، الأمر الذي أدّى إلى تسطير محاضر ضبط بحقهم من قِبَل شرطة الشواطئ وبالتعاون مع الشرطة البلدية جبيل".
ويسجل لبنان في الفترة الأخيرة أرقاما غير مسبوقة في إصابات كورونا.
وأعلنت وزارة الصحة، السبت، عن 20 حالة وفاة و5414 إصابة جديدة ما رفع العدد التراكمي إلى 215553 إصابة، وهو ما يجعل المسؤولين يخشون انهيار المنظومة الصحية خصوصاً مع ارتفاع عدد الإصابات في صفوف الطواقم الطبية وعدم قدرة المستشفيات على استقبال مرضى جدد.
وهذا هو الإقفال الثالث في لبنان منذ اكتشاف أول إصابة بكورونا في شهر فبراير الماضي وكان آخره في نوفمبر الماضي، لكن تخفيف الإجراءات في شهر ديسمبر وتحديدا عبر قرار فتح الحانات والمراقص الليلية فترة الأعياد ما أدى إلى في ارتفاع كبير في الإصابات بدأت تظهر تباعا هذا الأسبوع.
وأفاد مسؤولون في القطاع الطبي أن معظم المستشفيات الرئيسية تخطت قدرتها الاستيعابية ولا سيما في أقسام العناية الفائقة ما اضطر المصابين للانتظار لساعات طويلة في أقسام الطوارئ قبل تأمين أسرّة لهم.
ويأتي تزايد تفشي الفيروس في وقت يشهد لبنان أسوأ أزماته الاقتصادية التي ضاعفت معدلات الفقر، ما دفع جهات اقتصادية إلى الاعتراض على قيود الإغلاق.
aXA6IDMuMTQ1LjY2LjEwNCA= جزيرة ام اند امز