بعد وفاة "عطوي".. غضب لبناني من هيستريا "الرصاص الطائش"
توفي "عطوي" بعد نحو شهر على إصابته برصاصة طائشة دخلت في جمجمته في منطقة "الكولا".
لا يزال اللبنانيون يدفعون ثمن السلاح المتفلت، والفوضى وإطلاق النار العشوائي، الذي أضحى من أسوأ العادات المنتشرة في المدة الأخيرة وآخر ضحاياها لاعب كرة القدم الشهير محمد عطوي لاعب نادي الأنصار سابقاً.
وتوفي "عطوي" بعد نحو شهر على إصابته برصاصة طائشة دخلت في جمجمته في منطقة "الكولا".
ولاقت وفاته تفاعلا كبيرا على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وسط حالة من الغضب من المغردين والناشطين لتفشي هذه الظاهرة من دون تدخل حازم من الدولة اللبنانية لوقف الرصاص العشوائي.
فلا يخلو عرس أو مراسم دفن أو خطاب سياسي في لبنان من الرصاص الطائش الذي لا يختار ضحيته.
وتتكرر ظاهرة الرصاص الطائش في مناطق لبنانية مختلفة، لا سيما في الضاحية الجنوبية، إحدى أبرز مناطق نفوذ مليشيا حزب الله الإرهابية، وخصوصا خلال خطابات الأمين العام حسن نصرالله.
ويعكس تنامي هذه الظاهرة حجم انتشار السلاح الفردي بلا ضوابط في لبنان منذ الحرب الأهلية (1975-1990).
وقال المغرّد رواد مزهر: "يمكن أن يسبق اسمك كلمة شهيد حتى الله يصبر أحبابك، لكن أنت ضحية، ضحية مزرعة عايشين فيها".
وأضاف: "يا ضيعان الشباب يا محمد ويا وجع عمر أهلك وأحبابك، لو تقوم وتسمع والدتك ماذا تقول، أمك نامت بقربك بالأمس لأنها حلمت بك تقول لها أن تأتي إليك، فكانت النتيجة أنك تريد أن تودعها".
وغرّد الإعلامي نعيم برجاوي واصفًا كل من يطلق رصاصة في الهواء بـ"المجرم"، قائلا: "أحدهم قتل لاعب كرة القدم #محمد_عطوي، توفي اليوم بعد أيام من مكوثه بالمستشفى".
أما النائب في حزب الكتائب المستقيل إلياس حنكش فقال: "عندما تموت الدولة من تفلت السلاح، يموت أبناؤها كما مات اليوم الرياضي البارز".
وقال الإعلامي ادمون ساسين: "اللاعب المتميز والبطل ضحية الرصاص الطائش والمستهتر والمجرم. قبل محمد ضحايا وبعده سيكون في ضحايا".
وأضاف: "إذا لم يتم التعامل مع كل حامل سلاح بمناسبة على أنه مجرم ويتم توقيفه ويحاكم ستبقى دماء الأبرياء تسقط"، مشيراً إلى أن التشدد الأمني والقضائي هو الحل ولنقلع عن التقاليد القاتلة والسخافات ".
ونعى المسرحي والممثل زياد عيتاني عطوي قائلا: "لاعب كرة قدم لبناني كان من المفترض أن ينهي مسيرته بتكريم، لكنه كغيره من اللاعبين ركضوا خلف لقمة عيش لا تؤمنها لهم الكرة ولا حتى مردود رمزي من الدولة التي مثلوها خير تمثيل في أنديتهم والمنتخب، ركب دراجته متجها إلى ما يستطيعه من عطاء، فأصيب برصاصة طائشة ومات. أي بؤس كهذا؟.
وغرّد النائب في البرلمان اللبناني فادي علامة قائلا: "من المؤسف أن نخسر شبابنا وطاقاتنا بسبب أخطاء البعض والتفلت الحاصل، الرحمة لروح فقيد كل لبنان الكابتن #محمد_عطوي، والعزاء لأهله وعائلته وكل الرياضيين والمحبين على امتداد الوطن".
وأضاف: "الوفاء لروح محمد ومن سبقه من الضحايا يكون بوضع حد لظاهرة إطلاق النار العشوائي في المناسبات المختلفة".
وقال الناشط في المجتمع المدني، والمخرج السينمائي لوسيان بو رجيلي: "الله يرحم #محمد_عطوي وكل التعازي لأهله وأحبائه وأكذب السياسيين من يقول لك أنه ضد السلاح غير الشرعي وهو لديه سلاح غير شرعي ويذهب ضحيته أبرياء".
وأضاف: "من يصدق ازدواجية هكذا أحزاب عندما تكون أفعالها الميليشياوية مسجلة بالصوت والصورة؟ ويستنكرون كيف نعتبرهم من #كلن_يعني_كلن!".(في إشارة إلى كل الأحزاب والمسؤولين).
تجدر الإشارة إلى أن عطوي أصيب برصاصة طائشة قبل حوالي شهر وهو كان في طريقه لاستئجار لوحة عمومية للعمل عليها كسائق تاكسي؛ لأن الأزمة الاقتصادية ألّمت بالنوادي اللبنانية وتوقفت عن دفع الرواتب للاعبيها وجهازها الفني، كما أن اللاعب اللبناني لا يتمتع بأي ضمانات صحية أو تقاعدية.
ورغم الفاجعة التي ألمت باللبنانيين والوسط الرياضي لم تتوقف هذه الظاهرة فقد أصيبت اليوم أيضا امرأة برصاصة طائشة في رأسها في منطقة الميناء في طرابلس، خلال تشييع أحد الشبان الذي غرق في عبارة غير شرعية للمهاجرين كانت متوجهة من لبنان إلى قبرص.
ورغم عدد الحوادث المرتفع الذي يسجل في لبنان نتيجة السلاح المتفلت لا يسجل أي خطوات عملية حاسمة تجاه هذا الأمر، كما أن التحقيقات في هذه القضايا لا تصل إلى أي نتيجة.
aXA6IDMuMTQ0LjIwLjY2IA== جزيرة ام اند امز