نزع سلاح حزب الله ليس حتى اللحظة مطلباً رئيسياً لدى المتظاهرين بالعلن، لكنه أصل المشكلة وأساس انسداد أفق الحل السياسي
ترتبط كلمة الاستيطان إعلامياً بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ولكنني اليوم سأتحدث عن استيطان من نوع آخر في بلدي سوريا، هذا الاستيطان المدان والمرفوض، الذي لا يتحدث عنه أحد، تقوم به مليشيا لبنانية مسلحة تتبع إيران وتسمى زوراً "حزب الله".
ومن المعروف أن المجرم "حسن نصر الله" زعيم هذه المليشيا تدخل منذ البداية في الحرب السورية لصالح السلطة القمعية، بأمر من الولي الفقيه في طهران، وعبرت وتعبر الحدود منذ سنوات قوافل لبنانية محملة بالمسلحين التابعين لإيران إلى سوريا، بغية قتل المواطن السوري الذي نادى وينادي بحقوقه المسلوبة.
"القصير وتلكلخ والزابداني ودرعا "وغيرها من المدن والبلدات السورية تحولت إلى مستوطنات محتلة، بكل ما لهذه الكلمة من معنى وعناصر لبنانية تنتمي لمليشيا حزب الله تقطنها وتسرق خيرات سكانها السوريين الأصليين، ويستولي أولئك المرتزقة أيضاً على كل ما خف حمله وغلا ثمنه دون حسيب أو رقيب.
حين يرفع بعض من في السلطة في لبنان الصوت حول النازحين السوريين المنكوبين والمقيمين في بلدهم، عليهم أن يجيبوا بصراحة عن سؤال واحد ماذا يفعل حزب الله في سوريا
ولماذا يحتل أرضا عربية ويطرد أهلها ويشردهم ويقتل كل صباح ومساء العشرات من العزل.
وحين يرفع بعض من في السلطة في لبنان الصوت حول النازحين السوريين المنكوبين والمقيمين في بلدهم، عليهم أن يجيبوا بصراحة عن سؤال واحد:
"ماذا يفعل حزب الله في سوريا ولماذا يحتل أرضاً عربية ويطرد أهلها ويشردهم، ويقتل كل صباح ومساء العشرات من العزل بهدف تغيير الديموغرافية السورية من أجل تحقيق الأوهام الفارسية؟".
فالمسألة عبارة عن واقع مؤلم تسبب به إرهاب إيران وعبثها بكل من سوريا ولبنان والعراق واليمن، ونموذج خلق المليشيات المتطرفة والانقلابية دمر البلاد وأفسد حياة العباد، وما لا يعرفه البعض عن سوريا هو وجود قرابة ١٢ ألف لبناني يحمل السلاح غير الشرعي، ويوجد على امتداد الجغرافية السورية دون قدرة للدولة في لبنان على منع ذلك أو حتى إدانته.
كما أن نزع سلاح حزب الله ليس حتى اللحظة مطلباً رئيسياً لدى المتظاهرين بالعلن، لكنه أصل المشكلة وأساس انسداد أفق الحل السياسي والاقتصادي لبلد على وشك الانهيار مثل لبنان.
والضاحية الجنوبية لبيروت توصف بأنها وكر الإرهاب، وسلطة الحكومة اللبنانية فيها غائبة، والجيش لا يستطيع دخولها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة