محللون لبنانيون: 3 رسائل وراء اعتداء حزب الله على المتظاهرين
اعتداء مليشيا حزب الله وحركة أمل ليس الأول من نوعه على المتظاهرين، وكان قد سبقته عدة اعتداءات كان أعنفها قبيل إعلان استقالة الحريري.
قال محللون لبنانيون إن اعتداء مليشيا حزب الله على المتظاهرين أمس يحمل 3 رسائل؛ الأولى إلى المحتجين بهدف ثنيهم عن التظاهر، والثانية للقوى الأمنية للضغط عليها، والثالثة إلى رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري لتشكيل حكومة وفق شروطهم.
وبعد إعلان المتظاهرين الدخول في إضراب عام، اليوم الإثنين، والدعوة للعصيان المدني والبدء بإغلاق بعض الطرقات، مساء الأحد؛ احتجاجا على تجاهل السلطة لمطالبهم وعدم الدعوة لاستشارات نيابية لتكليف رئيس للحكومة، شن مناصرو حزب الله هجوما على المتظاهرين.
جاء ذلك في مناطق متفرقة بالتزامن بينها مدخل وسط العاصمة، (على جسر الرينغ) وفي ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وسط ترديد هتافات مؤيدة لأمين عام حزب الله حسن نصر الله ورئيس حركة أمل رئيس البرلمان نبيه بري، وفق مراقبين.
اعتداء مليشيا حزب الله وأنصار حركة أمل ليس الأول من نوعه على المتظاهرين، وكان قد سبقته عدة اعتداءات كان أعنفها قبيل ساعات من إعلان الحريري استقالته (29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي) التي كان يعارضها حزب الله.
وآنذاك، نفذ مناصروه هجوما على ساحات التظاهر وسط بيروت، رأى فيه أيضا "تيار المستقبل" وخصوم الحزب أنه رسالة من الأخير للحريري بالتراجع عن الاستقالة.
ولا تبدو رسالة يوم أمس مختلفة كثيرا عن سابقتها، في وقت يتمسك الحريري بشرط تشكيل حكومة تكنوقراط للقبول بالتكليف وهو ما يرفضه حزب الله ورئاسة الجمهورية متمسكين بحكومة تكنوسياسية.
3 رسائل
مسؤول الإعلام والتواصل في "حزب القوات اللبنانية"، شارل جبور، قال إن ما قام به مناصرو حزب الله هو رسائل ثلاثية موجهة إلى المتظاهرين أن استمراراهم في الاحتجاج سيواجه بالعنف وللقوى الأمنية لدفعها باتجاه مواجهة المتظاهرين وإلى الحريري ومن يعنيهم الأمر بتشكيل حكومة وفق شروط حزب الله.
وأوضح جبور لـ"العين الإخبارية"، أن هذه الرسالة من حزب الله هي الثانية من نوعها في المكان نفسه، بعدما كانت الرسالة الأولى قبل ساعات من استقالة الحريري لثنيه عن القيام بالخطوة، إلا أنها جاءت بنتائج عكسية حيث سرعت باستقالة الحكومة وأسهمت في المزيد من ضغوط المتظاهرين ومواجهة الأمر الواقع.
وأضاف جبور: "وفي رسالة أمس حاول الحزب إبلاغ الحريري بأنه إذا لم تشكل حكومة كما نريد نحن هذا هو النموذج الذي سيكون عليه الواقع في لبنان في المرحلة المقبلة".
وأشار إلى أن الرسالة الثانية كانت لترهيب المتظاهرين والثالثة إلى القوى الأمنية فكانت، بحسب جبور، إذا لم تعمد إلى فتح الطرقات بالقوة ومنع المتظاهرين من مواصلة تحركاتهم فنحن (أي الحزب) سنواجه بالقوة.
قبل أن يستدرك: "لكن هذه المرة لن يستطيع حزب الله استخدام سلاحه في الداخل لأن النتائج ستكون عكسية عليه بل سيعمد للقول إن هؤلاء تحركوا بردة فعل طبيعية من دون قرار قيادي في الحزب".
وأكد جبور أنه رغم كل ذلك فإن حزب الله لن يصل إلى أهدافه، قائلا "الناس لن يتراجعوا عن مطالبهم وهم ليسوا في وارد العودة للوراء بعد 40 يوما من المظاهرات والاحتجاجات السلمية، والقوى الأمنية لن تتخلى عن دورها في حماية المواطنين وحرية التعبير عن الرأي".
ولفت إلى أن الحريري أيضا سيبقى متمسكا بخياره بتشكيل حكومة تكنوقراط ترضي الشعب وتستجيب لمطالب المتظاهرين وقادرة على إنقاذ لبنان والوضع الاقتصادي الذي يعاني منه.
دوامة العنف
وتعليقا على اعتداءات أمس، قال النائب اللبناني شامل روكز على تويتر: "إذا كان مشهد جسر الرينغ المؤسف والخطير ليل أمس نتيجة ردات فعل على قطع الطرقات حسب التبريرات؛ فالأخطر والمستغرب بشدة هو التعرض للممتلكات العامة والخاصة في منطقة سكنية خارج إطار الصراعات مثل شارع مونو المعتبر أكاديميا بامتياز. فما حصل يستدعي توضيحات سريعة ومعالجة فاعلة وضمانات أكيدة تجنب لبنان الفوضى".
من جهته، قال الوزير السابق أشرف ريفي على تويتر: "أكد الشعب اللبناني إرادته وسعيه للتحرر من قيود الاستعباد السياسي ومن الفشل والتبعية والفساد".
وأضاف: "هناك من يصر على إدخالنا في دوامة العنف، والمواجهة ليل أمس كانت واضحة بين لبنان الشباب والرقي والحضارة وبين لبنان التبعية والتشبيح. سينتصر لبنان الذي نريد بعزيمة شبابه وبإرادتهم الحرة مستمرين".
ومنذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشهد لبنان احتجاجات على الأوضاع السياسية والاقتصادية تمخضت عن تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته، فيما لا تزال المباحثات السياسية حيال إمكانية تشكيل حكومة متعثرة نتيجة الخلافات السياسية.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjE0OCA=
جزيرة ام اند امز