في "أربعينية الثورة".. دعوات لإضراب عام بلبنان
لا تزال المباحثات السياسية متعثرة حول تشكيل الحكومة في ضوء الانقسام بين الفرقاء اللبنانيين على شكلها
دعا المتظاهرون في مختلف المناطق اللبنانية إلى إضراب عام وعصيان مدني، الإثنين، في اليوم الأربعين للثورة التي انطلقت في 17 أكتوبر/تشرين الأول ولا تزال مستمرة على زخمها فيما لم يقدم المسؤولون حتى الآن أي خطوات عملية لتلبية مطالب المحتجين.
ويأتي ذلك فيما لا تزال المباحثات السياسية متعثرة في ضوء الانقسام بين الفرقاء اللبنانيين على شكل الحكومة الجديدة بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، وذلك في ظل تمسك الأخير بشرطه تشكيل حكومة تكنوقراط للقبول بإعادة تكليفه وهو ما يرفضه آخرون؛ رئاسة الجمهورية وحزب الله.
- متظاهرو لبنان يواصلون الاحتفال بعيد الاستقلال بمسيرات شعبية
- أزمة الدولار ترفع أسعار السلع في لبنان.. ومخاوف من الأسوأ
وفيما أشارت معلومات إلى محاولات أخيرة لإقناع الحريري بالتراجع عن موقفه والقبول بحكومة تكنوسياسية، ذكرت مصادر مطلعة على المباحثات لـ "العين الإخبارية" أن التوجه بات نحو البحث عن شخصية غير الحريري لترؤس الحكومة بعد رفضه التراجع عن موقفه.
وقبل أسبوعين تقريبا، أعلن عن الاتفاق على الوزير السابق محمد الصفدي لتشكيل الحكومة لتعود الخلافات السياسية، بعد رفض البعض طرح اسمه وكذلك من قبل المتظاهرين.
وأكدت مصادر برئاسة الجمهورية لـ"العين الإخبارية" المواصفات التي سبق أن أعلن عنها الرئيس ميشال عون بداية الأسبوع، وقالت إن من سيتولى رئاسة الحكومة عليه أن يقبل بحكومة تكنوسياسية تجمع بين السياسيين والاختصاصيين، إضافة إلى ممثلين للحراك المدني.
وتأتي الدعوة إلى الإضراب العام والعصيان المدني وغلق الطرق بمعظم المناطق كعودة إلى أسلوب الاحتجاج السابق الذي اعتمده المتظاهرون في الأسبوعين الأولين للاحتجاجات، قبل أن ينتقلوا إلى خطوة تنظيم وقفات احتجاجية أمام المؤسسات الرسمية التي تعتبر بؤرة الفساد في لبنان.
ومنذ ساعات بعد الظهر بدأت تنتشر الدعوات للإضراب، الإثنين، ما أدى بالمدارس في بعض المناطق في إرسال رسائل نصية إلى الأهالي لإبلاغهم بعدم فتح أبوابها.
ومنذ المساء، بدأ المتظاهرون بإغلاق الطرقات، وأعلن عن قطع مدخل وسط بيروت، عند جسر الرينغ، إضافة إلى طريق جل الديب، على الأوتستراد بين بيروت والشمال، إضافة لطرقات عدة في البقاع والشمال، كما تظاهر المحتجون أمام منزل وزير الخارجية جبران باسيل، حيث أطلقوا هتافات ضده وضد سياسته.
ويشار إلى أن المواقف السياسية لبعض المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشال عون، انتقدت عدم قيام القوى الأمنية والجيش اللبناني بفتح الطرقات، وآخرها الثلاثاء الماضي حين منعت الاحتجاجات النواب من الوصول إلى البرلمان وحالت دون انعقاد الجلسة التشريعة، وقد أدى ذلك لحملة انتقادات من قبل "حزب الله" وحركة أمل" للجيش والقوى الأمنية.
وجاء في بيان الدعوة إلى إضراب الغد: "بسبب إهمال السلطة لمطالب الشارع وعدم تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة لتشكيل حكومة بعد ثلاثة أسابيع على استقالة الحريري، ندعو جميع أهالي لبنان لعصيان مدني نهار الإثنين، وتسكير جميع الطرقات من الجنوب إلى الشمال"، وختم البيان بعبارة: "البلد مقفل حتى تشكيل الحكومة".
وعلى الصعيد ذاته، أعلن منظمو التحركات الاحتجاجية في عكار وخصوصا في ساحات الاعتصام في حلبا والعبدة والجومه والبيرة، في بيان مشترك "العصيان المدني" اليوم، داعين "المؤسسات العامة والمدارس والجامعات إلى الالتزام بالإضراب العام".
كما أكدوا "قطع كل الطرقات في عكار حتى تحقيق مطالب الثورة"، معددين هذه المطالب وأبرزها: إلغاء الطائفية السياسية، وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية، واسترجاع الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة بعد إقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي.. كذلك أشار منظمو الحراك في صيدا إلى أن الإثنين " إضراب عام وعصيان مدني مفتوح"، ما جعل المدراس تعلن عن إغلاق أبوابها بعد هذه الدعوة.