متظاهرو لبنان يواصلون الاحتفال بعيد الاستقلال بمسيرات شعبية
مسيرات شعبية في العديد من المناطق اللبنانية، رافعة مطالب المظاهرات بعيد الاستقلال الـ76.
واصل متظاهرو لبنان الاحتفال بعيد الاستقلال الـ76، الذي وافق أمس الجمعة، عبر مسيرات شعبية جابت عدة مناطق، لتعود الحياة لساحات التظاهر، بعد أن سجلت هدوءا نسبيا خلال اليومين الماضيين.
واختارت عائلات بيروت مساء اليوم السبت، لتطلق صرختها دعما للمتظاهرين في الساحات بالمناطق اللبنانية، ونظمت مسيرة في شوارع العاصمة، تقدمتها مجموعة من الدراجين تحت ظل العلم اللبناني.
- في الذكرى الـ76 لاستقلال لبنان.. احتفال رسمي خافت وعرض شعبي بطعم الثورة
- بعد إحراقه.. مجسم الثورة يعود مجددا لساحة الشهداء بلبنان
وهتف المشاركون في المسيرة ضد "المديونية والفساد والمحاصصة"، وانضم إليها متظاهرون آخرون في أول شارع الحمرا، يحملون مجسما ضخما لعلم لبنان من البالونات.
وارتفع عدد المتظاهرين لاحقا مع تصاعد الهتافات المناهضة للحكومة وسياستها، حيث طالبوا بتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، التي فرضت على أهالي العاصمة هجرتها والعيش خارجها بسبب ارتفاع أسعار المنازل.
وفي الجنوب، وتحديدا في صور، نظمت مسيرة نسائية مساء السبت، من أمام ساحة العلم في المدينة، وصولا إلى أمام مقر المحكمة الجعفرية.
ورفض المشاركون في المسيرة القمع الذي يتعرض له أبناء الجنوب، ورفعت المشاركات بالمسيرات عدة مطالب، أبرزها رفع سن الحضانة، وحق الأم اللبنانية بمنح الجنسية لأبنائها، وقانون موحد للأحوال الشخصية، وإسقاط النظام الطائفي.
بعد ذلك توجهت المسيرة إلى فرع مصرف لبنان في صور، حيث نددن بالسياسة المالية المعتمدة وسط تدابير أمنية للجيش والقوى الأمنية، ما تصاعد هتافات ضد حاكم مصرف لبنان.
وفي الشمال، لم تهدأ التحركات كالعادة منذ بدء الاحتجاجات الشعبية، حيث جابت "مسيرة كشفية" شوارع طرابلس، احتفاء بذكرى الاستقلال الـ76، تقدمتها الفرقة الموسيقية وحملت الأعلام اللبنانية وأعلام الجيش.
وجابت المسيرة، التي نظمها الكشافون، شوارع مدينة طرابلس على وقع الألحان والأناشيد الوطنية، وصولا إلى ساحة عبدالحميد كرامي "النور"، حيث عزفت الفرقة الموسيقية النشيد الوطني اللبناني.
وقبل الظهر، أغلق عدد من المحتجين محلات الصرافة في طرابلس، احتجاجا على التلاعب بأسعار صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية خلافا للتسعيرة الرسمية.
وفي الميناء، أقيمت حواجز عند مستديرتي الساعة والشراع لكشافة البيئة في لبنان، وزع خلالها الكشافة الأعلام اللبنانية وأعلام الجيش والحلويات على المارة والسيارات.
ونظم حراك طلاب عكار تجمعا أمام ثانوية حلبا الرسمية بمناسبة عيد الاستقلال، شارك فيه طلاب الثانوية والهيئة الإدارية، وانطلق المجتمعون بمسيرة من أمام الثانوية جابت شوارع حلبا.
وحمل المتظاهرين الأعلام اللبنانية وهتفوا بالنشيد الوطني، وأطلقوا هتافات منددة بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة.
وطالب المشاركون بـ"حكومة إنقاذ تعمل على مكافحة الفاسدين ومحاسبتهم واسترداد الأموال المنهوبة، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة وتخفيض سن الاقتراع، ليتمكن الطلاب من اختيار ممثليهم بأنفسهم وبجامعة عكار فيها كل الاختصاصات، أسوة بغيرها من المناطق".
وفي عكار أيضا، نظم المعتصمون عند مستديرة ببنين-العبدة عرضاً مدنياً لمناسبة ذكرى الاستقلال، بمشاركة حشد من طلاب المدارس والمجتمع المدني وأصحاب المهن وأهالي المنطقة.
وتقدمت الكشافة ثم فرقة فلكلورية تراثية بالزي التقليدي وعدد كبير من طلاب المدارس والجامعات، حاملين الأعلام اللبنانية، ليدخلوا إلى ساحة الاعتصام.
وحمل المشاركون عدة لافتات، كان أبرزها لـ"فوج العاطلين عن العمل"، و"فوج الاطباء"، و"فوج مطار القليعات"، و"فوج كورنيش البحر"، و"فوج الأندية الرياضية"، و"فوج المهندسين"، و"فوج الإعلاميين" وحشود من الطلبة.
وألقى عدد من المشاركين كلمات أكدوا فيها "الاستمرار في التظاهر والاعتصام حتى تحقيق المطالب وتشكيل حكومة تحقق طموح الحراك والثوار".
كذلك أحيت محمية حرج أهدن شمالي لبنان عيد الاستقلال، وأعلنت مديرة المحمية سندرا كوسا أن فريق العمل أنجز خلال 10 أيام غرس 12500 شجرة أرز من مشتل المحمية، وحمل فريق العمل من عمال ومتطوعين وناشطين زراعيين الأعلام اللبنانية وهتفوا بالنشيد الوطني.
ويحتفل اللبنانيون في الثاني والعشرين من نوفمبر كل عام بذكرى الاستقلال عن فرنسا، والذي لم يكتمل إلا بانسحاب القوات الفرنسية من لبنان في 31 ديسمبر 1946.
يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني هو تخليد لذكرى تشكيل حكومة الاستقلال الوطنية، التي ناضلت عشية إطلاق سراح رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الحكومة اللبنانية رياض الصلح من الاعتقال صباح 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1943 وتسليم فرنسا بمنح لبنان الاستقلال التام.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA= جزيرة ام اند امز