أجواء انقسام سياسي جديد في لبنان من بوابة فرض حزب الله زيارات لوزراء في الحكومة بصفة رسمية لسوريا وسط معارضة الحريري
أجواء انقسام سياسي جديد، وهذه المرّة من بوابة فرض حزب الله زيارات لوزراء في الحكومة اللبنانية بصفة رسمية إلى سوريا وسط معارضة من رئيس الوزراء سعد الحريري، وهو رئيس تيار المستقبل الأكثر خصومة للنظام السوري ورئيسه بشار الأسد.
ويعتبر مراقبون أن حصر الدعوات بوزراء "حركة أمل" و"حزب الله"، يهدف إلى أن هؤلاء الوزراء سيعملون على تلبية هذه الدعوات، دون قدرة اعتراض لدى أي طرف، وبذلك سيكون التنسيق اللبناني-السوري قد افتتح، وأُعيدت عملية التطبيع الرسمية اللبنانية مع النظام السوري دون اعتراض.
ويعتبر تيار المستقبل أن الزيارات إلى سوريا غير منطقية، ولا يمكن لها أن تحصل بدون الحصول على موافقة من مجلس الوزراء، وأي وزير يريد إجراء زيارة إلى دولة أخرى، عليه وضع المجلس بتفاصيلها وخلفياتها، ثم يعود ويضعه بتفاصيل مباحثاته.
وهناك قوى كثيرة غير المستقبل تعارض هذه الخطوة، التي قد تتسبب في المزيد من الحرج السياسي على الدولة اللبنانية ككل، وهذا ما برز في موقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي لوّح بإمكانية الاستقالة من الحكومة، إذا ما حصل التطبيع مع النظام السوري.
ويقول وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، لبوابة "العين" الإخبارية، إن "هناك انقساما سياسيا في مجلس الوزراء بين فريقين، فريق مناوئ للنظام السوري وفريق يناصره ويقاتل إلى جانبه في سوريا ودول عربية أخرى تحت شعارات واهية تسيء للشعب اللبناني".
وأضاف: "موقفنا واضح تجاه رفض سلاح حزب الله، ووجودنا سويا في الحكومة هو فقط لتسيير الأمور الحياتية التي تمس المواطن، أما الأمور السياسية التي تكسب شرعية للنظام السوري فلن نقبل بها، ونحن غير معنيين بصراع المحاور، وننتمي إلى محور لبنان والمؤسسات الشرعية؛ من هنا، فإن توجه الوزراء إلى سوريا لا يلزم الحكومة اللبنانية بشيء".
فيما أكد نائب كتلة القوات اللبنانية، فادي كرم، في حديث لبوابة "العين" الإخبارية، رفض حزب القوات اللبنانية أي تنسيق مع النظام السوري، وضرورة اتخاذ موقف رسمي موحد ضد ما يرمي إليه حزب الله انسجاما مع مصالح إقليمية لا علاقة لها بلبنان.
وأشار إلى أن "حزب القوات اللبنانية لم يبدّل موقفه الاستراتيجي قيد أُنملة في شأن سلاح حزب الله ودوره الإقليمي الذي يتجاوز مصلحة لبنان، خصوصا مشاركته العسكرية في ميادين عربية عدة. كل حروب حزب الله في المنطقة انعكست سلبا على لبنان وعلى علاقاته مع أشقائه العرب، خصوصا في سوريا؛ إذ دفعت بآلاف النازحين إلينا هربا من الحرب الدائرة في بلدهم".