ترحيب لبناني بعودة سفراء خليجيين.. أمل يبشّر بصفحة جديدة
وصل سفير دولة الكويت، الجمعة، إلى لبنان بعد ساعات من خطوة سعودية مماثلة، في قرارات لاقت ترحيبا واسعا من قبل مسؤولين وسياسيين لبنانيين.
عودة تحمل رسائل ودلالات يأمل من خلالها لبنان في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الخليج العربي.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن سفير دولة الكويت في لبنان، عبد العال سليمان القناعي، وصل إلى العاصمة بيروت، وكان في استقباله بقاعة الشرف في المطار، المستشار في السفارة الكويتية في لبنان عبدالله الشاهين وأركان السفارة.
وبعد ساعات على إعلان وزارة الخارجية السعودية عودة سفيرها إلى لبنان، نشر وليد البخاري صورة تجمع علمَي لبنان والسعودية، عبر حسابه بتطبيق "أنستقرام"، في أول تعليق له على قرار عودته إلى بيروت.
ترحيب واسع
بانتظار وصول عدد من سفراء الدول العربية التي أعلنت عودة سفرائها إلى بيروت، وأبرزها إضافة إلى الكويت، السعودية واليمن، رحّب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان بقرار الخارجية السعودية عودة سفير خادم الحرمين الشريفين وليد البخاري، وبقرار الحكومة الكويتية عودة سفيرها عبد العال القناعي إلى بلدهما الثاني في لبنان.
وأكد في بيان أن "قرار العودة الخليجية العربية يؤسس لمرحلة جديدة من الأمل والثقة بمستقبل لبنان العربي الهوية والانتماء والمتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول العربية الشقيقة، والتزامه بتحقيق الإجراءات المطلوبة استجابة وتجاوبا مع المبادرة الكويتية الخليجية".
ورأى أن "العودة الخليجية العربية إلى ربوع لبنان تزامنت مع إعلان التوصل إلى اتفاق مبدئي بين لبنان وصندوق النقد الدولي، ما أشاع أجواء إيجابية على الساحة اللبنانية كان لها صدى لدى اللبنانيين الذين ينتظرون بوادر الانفراج للتوجه نحو الخطوات الأولى".
وشكر دريان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وأمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الصباح، على "احتضان لبنان ورعايته ومساعدته في محنته"، وقال: "لنا ملء الثقة في الأشقاء بدول مجلس التعاون الخليجي وبحكمتهم في معالجة الأمور في المنطقة ومنها لبنان".
وسبق أن أشاد رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي بقرار المملكة العربية السعودية عودة سفيرها إلى لبنان.
وقال ميقاتي في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الخميس: "نؤكد افتخار بلادنا بانتمائها العربي وعلاقاتها مع دول الخليج".
بدوره، كتب وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي عبر "تويتر": قائلا: "مجددا تثبت المملكة العربية السعودية من خلال عودة سفيرها الوزير المفوض وليد البخاري أن لبنان في قلبها ووجدانها ولن تتركه أبدا. نرحب بك وليد بخاري بين أهلك الأوفياء للعروبة لنشد أواصر الأخوة. سنواصل سويا العمل لتعزيز العلاقات التي لن نسمح لأي أذى أو إساءة أن تمسها بعد اليوم".
من جهته، اتصل رئيس الحكومة السابق بسفير المملكة العربية السعودية في لبنان الوزير المفوض السفير الدكتور وليد بخاري مهنئا بعودته، ومؤكدا "الدور الأخوي المميز الذي قامت وما زالت تقوم به المملكة تجاه لبنان واللبنانيين بمحبة ورعاية واهتمام" .
صفحة جديدة
الترحيب نفسه عبّر عنه "تيار المستقبل" بقيادة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، حيث رأى "في هذه الخطوة فرصة لتأكيد التزام الدولة اللبنانية بتعهداتها تجاه الأشقاء في الخليج العربي والتوقف عن استخدام لبنان منصة سياسية وأمنية وإعلامية للتطاول على دول الخليج وقياداته".
وأعرب التيار، في بيان، عن أمله بأن "يشكل هذا القرار خطوة على طريق فتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية - الخليجية، وتنقيتها من الشوائب التي اعترتها في الفترة الماضية".
وأكد على أن "لبنان البلد العربي الهوية والانتماء، سيبقى عصياً على كل الأطماع، وعروبته مسألة لا ترتبط بعودة السفيرين، وليست معلقة على أي إجراء سياسي أو دبلوماسي، فعروبتنا عنوان هويتنا وانتماء شعبنا، والأشقاء العرب مؤتمنون على حمايتها ورفض كل الدعوات للإخلال بها".
من جهته، رحب مجلس الأعمال اللبناني-السعودي بعودة سفيري المملكة ودولة الكويت إلى لبنان.
وعبر المجلس عن أمله في أن تكون هذه العودة مقدمة لإعادة العلاقات التجارية إلى حالتها الطبيعية، لا سيما بشأن إلغاء القيود التي تفرضها المملكة على الصادرات اللبنانية.
وأضاف، في بيان، أن "هذه العودة تؤكد أن الاهتمام السعودي بلبنان لم يتبدل في جوهره بقدر ما كانت هناك خطوات موضعية آنية لإشعار السلطات اللبنانية بمدى استياء دول الخليج عامة والسعودية خاصة من الحملات الإعلامية التي تشن ضدها في لبنان، ونأمل أن يكون أصحاب هذه الحملات أدركوا مدى خسارة لبنان من جراء المقاطعة الخليجية عامة والسعودية بشكل خاص".
ويرى المجلس في "المبادرة الخليجية دلالات مهمة تصب في مجملها في دعم لبنان وعدم تركه وحيداً في الظروف الصعبة التي يمر بها. كما يرى مؤشرات على أن لبنان كان ولايزال يحتفظ بمكانته المميزة في قلب المملكة والكويت ودول الخليج الأخرى. وأن هذا الدعم القوي من بلدين وشعبين صديقين سيكون له انعكاسات إيجابية على مختلف مناحي الحياة في لبنان لا سيما في ظل التحديات الجسام التي يواجهها".
كما شدد على أن "هذه المبادرة الأخوية سيكون لها انعكاسات اقتصادية وسياسية إيجابية ومن شأنها إنهاء المقاطعة الدبلوماسية لباقي دول الخليج وتمهد لعودة لبنان إلى حضنه العربي".
والخميس، أعلنت السعودية عودة سفيرها إلى لبنان، بعد أكثر من خمسة أشهر على استدعائه على خلفية تصريحات لوزير لبناني سابق حول حرب اليمن اعتبرتها الرياض مسيئة، وأعلن عن قرار مماثل من الكويت واليمن.
وصدر عن وزارة الخارجية السعودية بيانا أشارت فيه إلى أنه "استجابةً لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان، وتأكيدًا لما ذكره رئيس الوزراء اللبناني من التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ووقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمس المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، فإن وزارة خارجية المملكة العربية السعودية تعلن عن عودة سفير خادم الحرمين الشريفين إلى جمهورية لبنان الشقيقة".
وأكدت المملكة على "أهمية عودة جمهورية لبنان إلى عمقها العربي متمثلةً بمؤسساتها وأجهزتها الوطنية، وأن يعم لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى شعبه بالاستقرار والأمان في وطنه".