الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان.. نتنياهو يندد بالاتفاق
فيما تتجه الحكومة الإسرائيلية لقبول اقتراح أمريكي بشأن الحدود البحرية مع لبنان نددت المعارضة بتلك الخطوة.
وألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إلى قبول اقتراح حل الوسط الذي قدمه الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتين، إلى إسرائيل ولبنان نهاية الأسبوع.
وقال في الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية: "مثلما طالبنا منذ أول يوم، هذا المقترح يحافظ على كامل المصالح الأمنية والسياسية الإسرائيلية وعلى مصالحنا الاقتصادية أيضا".
ولكن ما إن صدر إعلان لابيد حتى هاجمه منافسه ورئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو.
وقال نتنياهو في تغريدة على تويتر: "استسلم يائير لابيد بشكل مخجل لتهديدات نصر الله. إنه يمنح حزب الله أرضاً ذات سيادة لإسرائيل مع خزان غاز ضخم يخصكم، مواطني إسرائيل".
وأضاف: "يفعل ذلك بدون مناقشة في الكنيست وبدون استفتاء. ليس لدى لابيد تفويض لتسليم الأراضي السيادية لدولة معادية والأصول السيادية التي نمتلكها جميعًا".
وتابع: "في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، ستعود إلى إسرائيل قيادة قوية وذات خبرة، ستحافظ على أمننا جميعًا".
ويتوقع نتنياهو أن يفوز في الانتخابات التي ستجري في 1 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ولكن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس رد عليه على "تويتر" بقول: "اقترح على نتنياهو، الذي عمل مع وزير الطاقة السابق شتاينتس وأنا على صياغة الاتفاق وحتى قبل تلك السنوات السابقة، أن يطلب تحديثًا منظمًا للمسألة قبل أن يغذي دعاية نصر الله، ما يعرض الاتفاقية للخطر ولا يزال يعرضها للخطر".
ماذا يقول الخبراء؟
من جهته قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يادلين في تغريدات تابعتها "العين الإخبارية": "يبدو أن اتفاقية ترسيم الحدود في المياه الاقتصادية بين إسرائيل ولبنان أوشكت على الانتهاء. وعلى الرغم من عدم نشر معايير الاتفاقية، يبدو أنها تمثل فوزا للطرفين".
وأضاف: "يروج الطرفان للمصالح المهمة بالنسبة لهما وخاصة في مواجهة بديل غير مرغوب فيه للغاية - صراع عسكري واسع النطاق ومدمّر لكلا الجانبين".
وتابع يادلين: "لم يتضح بعد ما إذا كانت الاتفاقية ستوقع في اجتماع رسمي لممثلي إسرائيل ولبنان أو ستبقى كوثيقة تفاهم غير مباشرة من خلال طرف ثالث".
وأشار إلى أنه "في المنطقة الجغرافية، يبدو أن إسرائيل قد قطعت شوطًا طويلاً نحو لبنان، لكن يجب دراسة الاتفاقية من وجهة نظر أوسع بكثير - سياسية واقتصادية وأمنية".
ولكنه حذر من أن "التهديدات الأمنية المستمدة من تعزيز الصواريخ الدقيقة، والتموضع في سوريا، والاحتكاكات على الحدود وفي الجو، وقبل كل شيء - الثقة الزائدة بالنفس والعجرفة التي تؤدي إلى السلوك العدواني والمغامرة من جانب حزب الله، قد تؤدي إلى تصعيد غير مقصود حتى خارج السياق الضيق لاتفاقية الحدود البحرية".
وقال: "إذا كان حزب الله يعتقد في دعايته بأنه "ينحني لإسرائيل من خلال تهديد عسكري" وسيحاول فرض تنازلات إضافية في ساحات إضافية أو إذا تبين أن المفاوضات على النص مستمرة ستهب رياح الحرب مرة أخرى".
ومن جهته كتب عاموس هارئيل من صحيفة "هآرتس":، أنه: "لم ترد إسرائيل رسميًا بعد على الاقتراح الأمريكي الأخير، لكن مصادر في المؤسسة الأمنية زعمت أنه يقترب من نهايته، ووفقا لهم، فإنه يوفر إنجازا استراتيجيا هاما".
وقال في تحليل تابعته "العين الإخبارية": "أولاً، على افتراض التوصل إلى الاتفاق، سيكون من الممكن قريبًا البدء في ضخ الغاز من كاريش دون عوائق".
وأضاف: "ثانيًا، ستساعد أهمية حقل قانا في الاقتصاد اللبناني على خلق توازن رادع، على الرغم من مرور عدة سنوات قبل أن تبدأ بيروت في ضخ الغاز منه. لن يتمكن حزب الله من تهديد منصات النفط الإسرائيلية في كاريش ومناطق الجنوب بمجرد إتمام الاتفاقية".
وتابع: "ثالثًا، يمكن للمرء أن يأمل في تقليص اعتماد لبنان على المدى الطويل على إيران، التي قامت خلال العامين الماضيين بشحن النفط إلى الجارة الشمالية لإسرائيل، مدعية الفضل في الإغاثة التي جلبتها لشعبها".
واستدرك هارئيل: "ومع ذلك، لا تزال هناك عقبة أخيرة محتملة. فقد هاجم زعيم (الليكود) بنيامين نتنياهو الحكومة قبل بضعة أسابيع متهما إياها بتقديم تنازلات أمنية غير مسؤولة للبنانيين في مفاوضات الحدود".