خبراء لـ"بوابة العين": أزمات لبنان مستمرة ما دام حزب الله قائما
مصطفى علوش قال إن أزمات لبنان لن تتوقف ما دامت منظومة حزب الله قائمة على أرض لبنان، وإن عمليات التجميل لم تعد تنفع.
أدان محللون سياسيون لبنانيون تورط مليشيا حزب الله اللبنانية المدعوم إيرانياً في تدريب خلية العبدلي الإرهابية بغرض تهديد أمن دولة الكويت، مطالبين بلادهم بإدانة الموقف رسمياً وتسليم المطلوبين.
وكانت وزارة الداخلية الكويتية أعلنت، السبت، أنها ألقت القبض على 12 من 14 شخصاً تواروا عن الأنظار بعد صدور الحكم النهائي من محكمة التمييز، وبذلك يتبقى مطلوب واحد هارب في القضية.
وعلى إثر ذلك قدّم الكويت مذكرة احتجاج إلى الحكومة اللبنانية ومازالت في مدار البحث بين الدولتين.
هذه المذكرة الكويتية دفعت سعد الحريري، رئيس الحكومة اللبنانية، خلال زيارته الأخيرة إلى الكويت، لمحاولة احتواء الموقف الذي ورطت مليشيات حزب الله الإرهابية بلاده فيه مع دولة الكويت، بعد ثبوت ضلوع المليشيا في قضية "خلية العبدلي".
وجاء موقف الحريري مؤيداً لموقف دولة الكويت في تلك الأزمة، إذ قال إن "هناك استياءً كويتياً على خلفية ملف خلية العبدلي، وعلينا معالجته، وأمن الكويت من أمن لبنان، والحكومة اللبنانية ضد أي عمل أمني في هذا البلد.. فهو لم يقصر يوماً مع لبنان وتعامل مع لبنان كأنه يتعامل مع الكويتيين".
وكان الحريري قد لفت إلى أن "القضاء الكويتي واضح وصريح، وسيكون هناك تعاون بيننا وبينه بشكل واسع".
وأكد أن "أهل الكويت معهم كل الحق في الاستياء من أفعال مليشيا حزب الله الإرهابية"، وأن حكومته ضد أي عمل إرهابي، لأن أمن الكويت من أمن لبنان، ولا نسمح بمثل هذه الأفعال".
وهذا ما تجلّى في كلام نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، إذ قال إن "الكويت ستقدم الأدلة التي لديها في قضية العبدلي، ليردوا عليها في لبنان بحجة مقابل الحجة".
ورد على نفي حزب الله الاتهامات الموجهة إليه عن ارتباطه بخلية العبدلي قائلاً: "نحن لدينا اعترافات. والاعتراف سيّد الأدلة. وننتظر من إخواننا في لبنان بعدما صدرت حيثيات الحكم وارتباط حزب الله بهذه الخلية ونوعية المساعدة التي قدمها أفراد من حزب الله لها، أن يقدموا الحجة مقابل الحجة، وأن يطلعوا على ما لدينا من أدلة".
لكن سياسيين في لبنان يعتبرون أن اعتذار الحريري إلى دولة الكويت غير كاف، مطالبين بإدانة هذا الأمر رسمياً، أو تسليم بعض المطلوبين.
وقال المحلل السياسي كمال ريشا لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن الكويت يمتلك عدداً من الأدوات الدبلوماسية والسياسية للضغط على لبنان واتخاذ المزيد من الإجراءات العقابية بحق لبنان، والتي قد تبدأ بتخفيف زيارات الكويتيين إلى لبنان، وتقليص حجم الدعم المقدم من صندوق التنمية الكويتي لتنفيذ مشاريع تنموية في مختلف المناطق اللبنانية.
وأضاف ريشا أن "المرحلة الآن هي مرحلة تجميع أوراق الإدانة، التي لن تقتصر على الكويت، إنما ستشمل تدخل حزب الله في اليمن والسعودية وآخرها ما ظهر من فيديوهات لمسلحي الحزب يعلنون استعدادهم لقصف مكة المكرمة، ذلك كله بالإضافة إلى نشاط الحزب الإرهابي في سوريا والبحرين".
ولفت ريشا إلى أن تلك " العوامل قد يتشكّل منها ملف خليجي كامل متكامل، سيرمى بوجه اللبنانيين وقد ينذر بإجراءات قاسية بحق لبنان غير القادر على منع حزب الله من العبث بأمن الدول المجاورة".
وفيما يخص خلية العبدلي الإرهابية، قال عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش لبوابة "العين" الإخبارية "لا أعتقد أن المسألة حُلّت، خصوصاً أن التحقيق الكويتي في خلية العبدلي بدأ منذ أكثر من عام ولا يزال مستمراً".
وأضاف أن "محاولة دفن الرأس في الرمال" والإيحاء بأننا عالجنا المشكلة ليس سوى استمرار لها، مذكّراً "بتورّط لبنانيين، وتحديداً من حزب الله كمصطفى بدر الدين الذي كان معتقلاً في الكويت أواخر الثمانينيات في عمليات إرهابية في الكويت".
واعتبر علوش أن أزمات لبنان لن تتوقف ما دامت منظومة حزب الله قائمة على أرض لبنان، وأن عمليات التجميل لم تعد تنفع، لأن مشروع حزب الله الإرهابي مُرتبط بمشروع ومحور يعادي الدول العربية، وطالما هذا المشروع يعيث فساداً وفوضى في دول عربية عدة، فالأزمات ستستمر حتى لو عالجنا جزءاً منها، وهذا ما يجب على اللبنانيين فهمه".