في نطاق الإنذار و«خارجه».. بعلبك اللبنانية تحت نيران متزامنة
نيران إسرائيل تحول بعلبك وقرى محيطة في شرق لبنان إلى كتل ملتهبة وركام رمادي اللون، يحاول عبثا الانتفاض من تحت اللهيب المنتشر في كل مكان.
واليوم الأربعاء، تعرضت المدينة وقرى لسلسلة من الغارات بعد ساعات قليلة على إصدار الجيش الاسرائيلي إنذارا للسكان بالإخلاء، كما أفاد مراسل فرانس برس.
«لم يشملها الإنذار»
من جانبه، أكد رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل أنّ غارات استهدفت المدينة ومحيطها، في وقت أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بلبنان بأنّ "الطيران الحربي الإسرائيلي يواصل شنّ غاراته وصولا إلى بلدات لم يشملها الإنذار التحذيري".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر إنذارا بالإخلاء لسكان المدينة وقريتين تابعتين للمحافظة، محذرا من ضرب أهداف تابعة لحزب الله في المنطقة.
وإثر ذلك، هرع سكّان المدينة إلى الطرق للفرار وسط حالة هلع، ما أدى إلى امتلاء مداخلها بالسيارات، حسبما أفاد مراسل فرانس برس، وشوهد السكان يحملون فرشا ووسادات، فيما خلت المدينة تدريجيا من سكانها.
ووفق مراسل فرانس برس، فقد جالت سيارات الدفاع المدني على الطرق، حيث طلبت من السكان إخلاء المدينة عبر مكبرات الصوت.
قصف مستمر
تُعدّ بعلبك من كبرى مدن البقاع، وبعدما بقيت طوال نحو عام بمنأى عن التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، استهدفتها ومحيطها غارات خلال الأسابيع القليلة الماضية، وغادر المدينة أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 250 ألفا.
ومنذ شهر، تتعرض منطقة بعلبك لقصف شبه يومي. وتعرّضت أطراف المدينة وقرى عديدة مجاورة لها لقصف إسرائيلي عنيف مساء الإثنين الماضي أدى إلى مقتل 60 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وأطلقت إسرائيل في 23 سبتمبر/أيلول الماضي عملية عسكرية في لبنان بعد نحو عام على تبادلها القصف عبر الحدود مع حزب الله عقب اندلاع حرب غزة، وكثّفت القصف على معاقل حزب الله في جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقتل مذاك 1754 شخصا على الأقل جراء الضربات الإسرائيلية على لبنان، وفق حصيلة أعدتها فرانس برس بناء على بيانات وزارة الصحة، رغم أنه يرجّح بأن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير.