اتفاق مرحلي بـ«أهداف متواضعة».. المقاربة الأقرب لوقف حرب لبنان
يتطلب الوضع في لبنان استجابة سريعة من الولايات المتحدة؛ الجهة الفاعلة الوحيدة القادرة على منع المزيد من التصعيد بالبلد الآسيوي.
وعانى لبنان من الكثير من الأزمات في العقود الماضية، حيث أودت الحرب الأهلية بين عامي 1976 و1989 بحياة ما يقرب من 100 ألف شخص، وعززت هيمنة حزب الله.
وفي عام 2000، سحبت إسرائيل قواتها التي استمرت 18 عاما في الجنوب، إلى الخط الأزرق.
وفي 2006، أنهى القرار 1701 لمجلس الأمن حرباً قصيرة بين إسرائيل وحزب الله، ودعا إلى انسحاب عناصر حزب الله إلى شمال نهر الليطاني على أن تملأ قوات السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) المنطقة الحدودية إلى جانب الجيش اللبناني، لكنه لم ينفذ.
وفي الصراع الحالي، قد يكون هناك جوانب سلبية لتدخل الولايات المتحدة التي قد تنجر إلى صراع مباشر مع حزب الله أو مع إيران التي تدعمه.
ومع ذلك فإن عدم التدخل ليس خيارا واقعيا لأن التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، بدون ضغوط، أمر غير محتمل؛ الأمر الذي قد يرفع من احتمال التصعيد في المنطقة، وفق مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية.
وفي محاولة لحل اللغز في لبنان، قد تتبنى الإدارة الأمريكية واحداً من 3 مقاربات متداخلة، وكلها غير كاملة، وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "فورين أفيرز" في تقرير طالعته "العين الإخبارية".
3 مقاربات
تتعلق المقاربة الأولى بدفع القيادة السياسية اللبنانية لمطالبة الأمم المتحدة بتنفيذ القرار 1701 بالكامل من خلال مساعدة القوات المسلحة اللبنانية على الانتشار جنوباً، وزيادة حجم قوات "اليونيفيل"، وإجبار حزب الله والقوات الإسرائيلية على الانسحاب ومنع إعادة إمداد حزب الله بالأسلحة من قِبَل إيران.
أما المقاربة الثانية، فتتعلق بإصدار نسخة موسعة من القرار 1701 تلزم حزب الله، من بين أمور أخرى، بالانسحاب إلى أبعد مما ينص عليه القرار الأصلي، وإلزام الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية بالبدء في محادثات السلام.
لكن من غير المرجح أن ينجح أي من هذين النهجين.
لذلك، فإن المقاربة الثالثة والتي يحتمل أن تكون أكثر نجاحا، تتعلق بخطة أقل طموحاً تتضمن اتفاقا مؤقتا يتم التوصل إليه مباشرة بين إسرائيل وحزب الله، ويجبر الطرفين على إنهاء الأعمال العدائية. لكن مثل هذا الاتفاق يتطلب من حزب الله التراجع لمسافة أقل؛ لنقل عشرة أميال من الحدود.
ووفق المجلة، تعتمد جدوى الاتفاق واستمراره على عدد من الترتيبات المؤقتة لتلبية مخاوف كل طرف. والهدف من ذلك هو إنهاء القتال في أقرب وقت ممكن، بشكل قد يمهد الطريق لتنفيذ القرار 1701 في النهاية.
قد تسفر الانتخابات عن تغيير شامل في الإدارة الأمريكية وهو ما قد يفضي إلى نهج أمريكي مختلف في التعامل مع الأزمة.
عقبات
ومن بين العقبات الرئيسية التي واجهتها الولايات المتحدة طوال هذا الصراع أن أقرب حليف إقليمي لها، إسرائيل، رفض أكثر من مرة طلباتها بالحد من الخسائر بين المدنيين، وتسهيل المساعدات الإنسانية، والدفع نحو صفقة الرهائن.
ورغم كل ما حدث، فإن إسرائيل لم تبدأ بعد في تنفيذ كل أهدافها؛ فهي تريد تدمير البنية الأساسية لحزب الله بين نهر الليطاني والخط الأزرق، بما في ذلك الأنفاق والمستودعات والقواعد ومواقع إطلاق الصواريخ، كما تريد أن تدفع عناصر الحزب إلى الشمال.
ووفق المجلة، أرجأت الولايات المتحدة في العقود الأخيرة التعامل مع حزب الله القوي في لبنان، حيث اعتبر البعض أن تحدي صلاحياته أمر لا طائل من ورائه ومزعزع للاستقرار. لكن العديد من المعلقين الأمريكيين، وبعض المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، رحبوا بهدوء بتدمير سلسلة قيادة حزب الله وإصابة الآلاف من عناصره.
لكن الولايات المتحدة تحاول الآن، الحد من الأضرار والتركيز على وقف إطلاق النار الذي قد يمنع المزيد من التصعيد وتدخل إيران مباشرة.
وتشكل الجهود الدبلوماسية الأمريكية أهمية بالغة لوقف العنف المتصاعد في لبنان والحد من خطر الصراع المسلح بين الولايات المتحدة وإيران لكن يتعين على واشنطن أن تفكر على نحو أضيق نطاقاً، وفق "فورين آفيرز".