مخاوف من "فوضى شاملة" بلبنان .. نداء استغاثة من نائبين
بعد مرور شهر على اعتصامهما بقاعة مجلس النواب اللبناني، وجه النائبان ملحم خلف ونجاة عون صليبا، ما يشبه بنداء استغاثة للنواب.
نداء الاستغاثة الذي أطلقه النائبان في محاولة لإنقاذ البلاد، يتضمن دعوة النواب للحضور لمجلس النواب، وعدم الخروج إلا بعد انتخاب رئيس للجمهورية ينهي الفراغ الرئاسي المستمر منذ 31 أكتوبر/تشرين أول الماضي.
ولم يتمكن لبنان من عبور فترة الشغور الرئاسي بعد 11 جلسة برلمانية لانتخاب خلف للرئيس السابق ميشال عون الذي رحل عن منصبه نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكان النائبان ملحم خلف ونجاة عون صليبا، قررا عقب فشل الجلسة الـ11 بمجلس النواب في 18 يناير/كانون الثاني الماضي، الدخول باعتصام مفتوح؛ للدفع نحو عقد دورات متتالية بالمجلس لحين انتخاب رئيس.
وبعد شهر من اعتصامهما، قال النائبان "خلف" و"صليبا" في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، "اليوم، وفي هذه اللحظة المصيرية، لا خلاص إلا بوقفة ضمير يقفها النواب أمام التاريخ لإنقاذ الناس والوطن، ولا خلاص، ولا إنقاذ، إلا بالعودة إلى أحكام الدستور وإعادة تكوين السلطة".
وتوجها إلى النواب، قائلين: "بالله عليكم، احضروا الآن إلى قاعة المجلس النيابي، فلا نخرج منها قبل انتخاب رئيس الدولة، هكذا هي أحكام الدستور، وهذه هي واجباتنا الدستورية الملزمة والمقيدة لنا".
وأضاف البيان: "بالله عليكم، ارحموا شعبنا، ارحموا من انتخبنا، ارحموا من هم الأكثر تهميشا وفقرا وبؤسا، ارحموا العجزة والأطفال والمرضى واليتامى، بالله عليكم، اعلموا أن وكالاتنا عن الناس، ليست حبرا على ورق، ولا هي للرفاهية، ولا هي لخدمة مصالحنا الشخصية، بل هي لخدمة الشعب والمصلحة الوطنية العليا، بل هي واجب وطني يأتي قبل أي عمل آخر".
وأوضح البيان : ها قد مر شهر كامل على حضورنا المتواصل داخل قاعة المجلس النيابي، مر الوقت، وتعمقت الأزمات وجراح الشعب اللبناني، زادت مآسي المواطن، تهاوت دولة القانون، حلت شريعة الغاب مكان الدستور والعدالة والقانون، بدأت الفوضى الكبرى - وقد حذرنا منها".
وتابع : "عم الذعر في نفوس الناس، استنزف الوطن آخر مقومات وجوده بين الأمم".
وزاد النائبان في بيانهما : بالله عليكم، قفوا (النواب) بوجه من يتحاصصون على ظهر الاستحقاق الرئاسي فيؤخرون في إتمامه، قفوا بوجه من يبحثون عن رئيس معلب لا إنقاذيٍ، يتقاسمون من خلاله سائر مواقع السلطة، بالله عليكم، لا تنتظروا أكثر، لا تنتظروا أحدا، الناس بحاجة الآن إلى أعمال إغاثة، إلى خطة طوارئ إنقاذية، إلى حكومة.. ولا إغاثة ولا إنقاذ ولا حكومة من دون رئيس الدولة".
وتأتي تحركات النائبين خلف وصليبا بعد غياب دعوات رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسة انتخاب رئيس للبلاد، كما جرت العادة كل يوم خميس، وذلك منذ الجلسة الأخيرة للمجلس في 18 يناير/كانون الثاني الماضي.
ويأتي الشغور الرئاسي الذي يعيشه لبنان، بالتوازي مع أزمة اقتصادية طاحنة، أدت إلى انهيار سعر العملة المحلية، وارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية والطاقة، وانقسام حاد في الجسم القضائي على خلفية قضية انفجار مرفأ بيروت.