انتخابات لبنان.. القوى المدنية تقتحم عرين "حزب الله"
لا تزال عملية فرز الأصوات مستمرة في لبنان، منذ مساء أمس الأحد، وسط تفاوت في النتائج غير الرسمية، التي تصدرها الأحزاب المتنافسة.
وحتى الساعة يتأخر فرز أصوات المغتربين اللبنانيين، وهو ما بدأ يؤثر في بعض نتائج الدوائر، خصوصا لصالح "القوات اللبنانية" والمجتمع المدني، لكن من المتوقع أن تحسم مقاعد جديدة في نهاية اليوم.
ويتابع رئيس مجلس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، من مكتبه مجريات عمليات فرز الأصوات للانتخابات النيابية مع وزيري الداخلية والبلديات بسام مولوي والعدل هنري خوري
والعلامة البارزة لنتائج الانتخابات المعلن عنها، هي تراجع "حزب الله" في دائرة الجنوب الثالثة، والذي بدأ يظهر بقوة في انتخابات جاءت نسبة الاقتراع فيها 41 بالمئة، بحسب الداخلية اللبنانية.
هزيمة تاريخية
وحققت قوى المجتمع المدني المناهضة لعسكرة لبنان، تفوقا تاريخياً في معقل "حزب الله" في دائرة الجنوب الثالثة بفوزها بمقعد مؤكد حتى الآن، بالإضافة إلى غلبة "حزب القوات اللبنانية" على "الحزب" في معقله الثاني في بعلبك بمقعد واحد رغم عمليات الترهيب التي شنها مناصروه طوال أمس.
وتستمر عمليات فرز الأصوات وجمع النتائج بشكل طبيعي، فيما أبدى "ميقاتي" ارتياحه لمسار اليوم الانتخابي الطويل.. وقال: "لقد نجحت الحكومة في إنجاز هذا الاستحقاق بجدارة رغم حدة الانقسام السياسي والتشنج الذي كان سائدا".
وبحسب النتائج الأولية فإن حزب القوات اللبنانية من المحتمل أن يرفع تمثيله إلى 20 مقعدا بعد أن كان لديه 15 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته.
وقالت أنطوانيت جعجع، رئيس المكتب الصحفي لحزب القوات اللبنانية، في ساعة مبكرة من صباح الإثنين، إن الحزب حصل على ما لا يقل عن 20 مقعدا في الانتخابات البرلمانية اللبنانية فيما يعد فوزا مهما للفصيل المسيحي الذي يعارض بشدة حزب الله الشيعي.
وقالت إن هذا العدد يمكن أن يرتفع أكثر وإنه مع وجود حلفاء من الطوائف والأحزاب الدينية الأخرى يمكن للجبهة اللبنانية أن تشكل "أكبر كتلة برلمانية" في المجلس المؤلف من 128 مقعدا.
وتأسس حزب القوات اللبنانية في عام 1976 خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما، ودعا مرارا حزب الله المدعوم من إيران إلى التخلي عن ترسانته من الأسلحة.
وفي المقابل، قال رئيس الجهاز الانتخابي لحزب التيار الوطني الحر إن الحزب المسيحي المتحالف مع حزب الله حصل على ما يصل إلى 16 مقعدا في الانتخابات البرلمانية يوم الأحد ليخسر بذلك عدة مقاعد عن الانتخابات السابقة.
وقال سيد يونس إن الحزب حصل على 18 مقعدا خلال انتخابات 2018 وسيسعى لتشكيل كتلة من نحو 20 نائبا مع حلفائه بمجرد الانتهاء من نتائج الانتخابات.
وشكل التيار الوطني الحر، الذي أسسه الرئيس ميشال عون، ويرأسه حاليا صهره جبران باسيل، أكبر كتلة منفردة بعد انتخابات 2018 ولكن كان من المتوقع على نطاق واسع أن يخسر مقاعد بعد تعرضه لانتقادات شديدة عقب الانهيار المالي للبلاد في 2019.
الوافدون الجدد
وكشفت مصادر لبنانية أن النائب طلال أرسلان المدعوم من حزب الله منذ فترة طويلة خسر مقعده البرلماني أمام وافد جديد.
وخسر السياسي الدرزي (65 عاما) مقعدا يشغله منذ 30 عاما (1992) أمام مرشح معارض في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الأحد، حسبما قال مسؤول في حزب الله ومدير حملة المرشح الفائز.
وخسر أرسلان مقعده للوافد الجديد مارك ضو، وهو صاحب شركة إعلانات وأستاذ للدراسات الإعلامية.
وأشارت النتائج الأولية أيضًا إلى فوز ما لا يقل عن خمسة مستقلين آخرين ممن خاضوا حملاتهم على أساس برنامج الإصلاح ومحاسبة السياسيين المتهمين بتوجيه لبنان إلى أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و 1990.
وأغلقت صناديق الاقتراع عند السابعة مساء، باستثناء عدد من المراكز التي بقيت مفتوحة إلى حين إدلاء كل الناخبين الموجودين داخلها بأصواتهم.
وبلغت نسبة الاقتراع 41 في المئة، وفق نتيجة أولية صادرة عن وزارة الداخلية، وهي نسبة متدنية بعدما وصلت عام 2018 إلى أكثر من 49 بالمئة.
وتشكل الانتخابات الحالية أول اختبار حقيقي لمجموعات معارضة ووجوه شابة أفرزتها احتجاجات شعبية غير مسبوقة في أكتوبر/تشرين الأول 2019 طالبت برحيل الطبقة السياسية.
ويرى محللون في الانتخابات فرصة للطبقة السياسية لإعادة إنتاج ذاتها، بسبب تجذّر السلطة والنظام السياسي القائم على المحاصصة وتحكّم النخب الطائفية بمقدرات البلاد وحالة الإحباط العام في البلاد.
ويضمّ البرلمان 128 نائباً، والغالبية في المجلس المنتهية ولايته هي لحزب الله وحلفائه وأبرزهم التيار الوطني الحر الذي يتزعمه رئيس الجمهورية ميشال عون وحركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري الذي يشغل منصبه منذ 1992.
وجرت الانتخابات في غياب أبرز مكون سياسي سني بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي أعلن مقاطعة الاستحقاق، بعدما احتل الواجهة السياسية سنوات طويلة إثر مقتل والده رفيق الحريري في 2005.
ومع بداية الأجواء الانتخابية، اتهم حزب "القوات اللبنانية"، في شكوى رسمية، حزب الله بأنه أشاع جوا من "الشحن النفسي والطائفي والتجييش العدائي والتخويني سمّم جوّ الممارسة الديمقراطية"، وأطلق عبر أفراده وقياداته "حملات إعلامية وخطابية، تهدف إلى إحداث الفِتنة بين عناصر الأُمة، وزرع الإرهاب والخوف في نفوس المواطنين".
وشهدت الفترة الماضية، سلسلة تعديات تعرض لها مرشحو القوائم المنافسة للمليشيات في المناطق التي تسيطر عليها؛ كدائرة الجنوب الثالثة، وإطلاق النار على مرشحي دائرة الجنوب الثانية ومنعهم تنظيم الفعاليات الانتخابية.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xMzIg جزيرة ام اند امز