الانتخابات البلدية في لبنان 2025.. إقبال على اقتراع يختبر موازين القوى

في استحقاق وصف بأنه بمثابة اختبار لموازين القوى في لبنان بعد الحرب مع إسرائيل، شهدت الانتخابات البلدية في لبنان 2025، تزايدًا في أعداد المقترعين، الذين بدأوا يتوافدون بكثافة على اللجان للإدلاء بأصواتهم.
فبحسب وزارة الداخلية اللبنانية، فإن نسب الاقتراع في المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية 2025، بمحافظتي الشمال وعكار، شكلت زيادة نسبية بعد الظهر، لتأتي كالآتي:
نسب التصويت في الانتخابات البلدية في لبنان 2025:
- 33.71% عكار
- 16.24% طرابلس
- 30.21% زغرتا
- 26.42% بشري
- 35.32% المنية الضنية
- 29.76% الكورة
- 38.77% البترون.
وكان وزير الداخلية والبلديات اللبناني، قال إن العملية الانتخابية انطلقت بسلاسة وهدوء، موجهًا نداء إلى اللبنانيين والمعنيين بعدم مخالفة القوانين وعدم التهاون في أي مخالفة.
كما دعا الجميع إلى «الإقبال على الاقتراع لممارسة هذا الحق الديمقراطي بعد تسع سنوات من الانتظار»، مؤكدًا أن «لا وجود لأحداث أمنية حتى الآن، وأتمنى أن يكون هذا اليوم هادئًا».
أربع مراحل للانتخابات البلدية في لبنان 2025
وتمتد الانتخابات البلدية على أربع مراحل، إذ بدأت من محافظة جبل لبنان، وانطلقت اليوم في محافظتي الشمال وعكار، وسط تحديات أمنية وسياسية واقتصادية.
ذلك الاستحقاق الدستوري الذي يُجرى بعد غياب 9 سنوات، توافق خبراء ونواب وقيادات حزبية لبنانية في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، على "أهميته البالغة"، كونه "الاستحقاق الديمقراطي الأول" في عهد الرئيس جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، فضلا عن الغياب الجزئي لحزب الله.
وذهب الخبراء، إلى أن الانتخابات البلدية ليست مجرد "استحقاق عادي"، بل اختبار فعلي شامل للطبيعة السياسية والاجتماعية للبنان بعد الحرب، وحجم توازنات القوى في البلاد، خاصة في البلدات الكبرى.
وأشاروا إلى أن الاستحقاق الانتخابي سيكشف التأثير الفعلي لحزب الله على الأرض، بعد الضربات العسكرية التي تلقاها من إسرائيل، وسيختبر مدى قدرة الحزب على تعبئة ناخبيه في ظل الظروف الراهنة.
وتجرى الانتخابات البلدية في لبنان بشكل دوري كل 6 سنوات، ويبلغ عدد البلديات في البلاد 1039 بلدية موزعة على 8 محافظات.
وجرت آخر انتخابات بلدية في عام 2016، وكان موعد استحقاقها الدستوري في 2022، لكن تم تأجيلها عاما بعد آخر، حتى إعلان إجرائها اليوم.
وجرى التأجيل في الأعوام الماضية لأسباب مالية وأمنية وسياسية وتشريعية ولوجستية، أو بسبب الظروف الاستثنائية الناتجة عن الحرب بين لبنان وإسرائيل.
تأثير البلديات
وأكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية، شارل جبور، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن الانتخابات البلدية لها دور أساسي على المستوى الإنمائي، باعتبارها أول ركن في التركيبة البنيوية السياسية، وتتمتع بدور فعال في تقديم الخدمات ومتابعة قضايا الناس والقرى والبلدات.
وأشار جبور إلى أهمية الانتخابات المقبلة في فرز كوادر وقيادات محلية جديدة، وهو أمر مطلوب سواء في الانتخابات البلدية، أو النيابية، مما يساعد على تغيير المشهد السياسي لكن على مراحل وليس تغييرا جذريا.
وأكد أن الانتخابات تتداخل فيها عوامل تمثيلية مع أخرى عائلية عشائرية خاصة في البلدات ذات الحيز الأصغر، أما التمثيل الفعلي لكل فريق سياسي، والمؤشر السياسي فيتمثل في البلدات الكبرى، حيث إن الأخيرة تؤشر إلى مزاج الرأي العام بشكل عام، وتحمل شعارات وعناوين وأهدافا سياسية.
حجم التوازنات
ووصف الباحث والمحلل السياسي اللبناني طارق أبوزينب، انتخابات البلديات بـ"الحدث بالغ الأهمية"، خاصة في هذه المرحلة الحساسة عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
ويرى أبوزينب، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "هذه الانتخابات ليست مجرد استحقاق إداري محلي، بل اختبار شامل للطبيعة السياسية والاجتماعية للبنان بعد الحرب".
وأوضح أن "الانتخابات ستشكل اختبارًا فعليًا لطبيعة التوازنات في لبنان بعد الحرب، حيث تسعى القوى السياسية إلى استغلالها لقياس شعبيتها، وتأكيد حضورها على الساحة، في ظل تغيرات طرأت نتيجة الحرب وتبعاتها".
كما يُنظر إلى الانتخابات، على أنها فرصة لإعادة ترتيب التحالفات بين القوى المختلفة، سواء تلك التي تنتمي إلى محور إيران، أو التي تنتمي إلى المحور السيادي اللبناني، في ظل وجود رئاسة جديدة وحكومة حديثة التشكيل، بحسب أبوزينب.
غياب سوري إيراني
وفي ملمح يرتبط بالواقع السياسي الجديد، يقول الدكتور خالد العزي، المحلل السياسي اللبناني، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن انتخابات البلديات تأتي في ظل واقع جديد، يتمثل في غياب التأثير السوري والإيراني، في مقابل بسط شرعية ونفوذ الدولة على الأرض.
وأكد العزي أن طهران كانت تحاول في كل انتخابات محلية سابقة وصول شخصيات موالية لها، من أجل وضع يدها على محليات بعينها لتأييد مشروعها في البلاد.