الراعي يحث اللبنانيين على الاقتراع بكثافة
أعرب البطريرك الماروني بشارة الراعي، عن أمله في أن يقترع اللبنانيون بكثافة في الانتخابات النيابية دون تدخل أو ترهيب أو ترغيب مالي.
وقال البطريرك الماروني "مهما كانت نتيجة الانتخابات، يظل اعتماد نظام الحياد الناشط، الحل المحوري الذي يضمن وجود لبنان ويحفظ استقلاله واستقراره ووحدته التاريخية والوطنية".
ويقترع اللبنانيون في الانتخابات البرلمانية الشاملة يوم غد الأحد لانتخاب 128 نائبا على أمل إحداث اختراق في المشهد السياسي يسمح بتجاوز أزمة اقتصادية عميقة تمر بها البلاد.
وقال الراعي في نداء ليلة الانتخابات النيابية المقررة الأحد "يطل على لبنان أمل جديد بعد الانتخابات النيابية التي ستجرى غدا، فيشعر المواطنون والمواطنات أن ما بعد 15 مايو/أيار مختلف عما قبله".
وتابع "لكن هذا التمني يبقى رهن كثافة الاقتراع وحسن الاختيار واحترام الديمقراطية والدستور بعد الانتخابات، وتأليف حكومة جديدة سريعا لئلا تطول فترة تصريف الأعمال وتنعكس سلبا على الاستحقاقات اللاحقة".
ومضى قائلا "حري بالشعب أن يتوجه غدا إلى الانتخابات عفويا ووطنيا من دون تدخلات ومن دون ترغيب مالي وترهيب أمني. فالكرامة هي صنو السيادة، واستقلالية القرار تنبع من الحس بالمسؤولية الوطنية لا من مسايرة هذا أو ذاك، وهذه الدولة أو تلك".
وتوجه إلى اللبنانيين بالقول "أيها الشعب اللبناني، انفض عنك غبار التبعية واستعد عنفوانك وحرر قرارك وأعد بناء دولتك على أساس القيم التي تأسست عليها، وسار على هديها الآباء والأجداد".
وتابع "في سياق الانتخابات، نطالب المؤسسات الرقابية اللبنانية والمراقبين العرب والأوروبيين والأمميين، بمتابعة العملية الانتخابية بكل تفاصيلها والجهر الفوري والمباشر بالأخطاء والتجاوزات والثغرات والتدخلات في حال حصولها، فلا تمييع وتضييع في التقارير البيروقراطية".
واستطرد قائلا "نعرف صعوبة الوضع وتعقيداته، ونعرف أن التغيير لا يتم بعصا سحرية. لذلك فلتكن هذه الانتخابات بداية الطريق المستقيم الذي يخرج لبنان من اللجة التي أوقعه فيها المسؤولون والسياسيون ولا يزالون حتى هذه الساعة".
وانتقد الراعي إجراءات وقرارات الحكومة، قائلا "الغريب أنه كلما فكرت الحكومة بمشروع إصلاحات، تصوب على الشعب وتحاول تحميله تبعات إجراءاتها وتدابيرها من دون اعتبار الأوضاع الصعبة للناس".
والانتخابات النيابية هي الأولى منذ الانهيار الاقتصادي للبنان وبعد الانتفاضة الشعبية عام 2019. ويتنافس فيها أحزاب السلطة كل حسب توجهاته السياسية، بين تلك المصنفة على أنها حليفة لمليشيات حزب الله وتلك المعارضة له، إضافة إلى مجموعات المعارضة والمجتمع المدني التي تطمح لاختراق لوائح السلطة وإحداث تغيير في البرلمان.
ولا تخلو الحملات الانتخابية من الترهيب والترغيب الذي تحدث عنه الراعي، حيث تسجل البلاد انتشار ظاهرة الرشاوى الانتخابية في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها اللبنانيون. كما الترهيب الذي يقوم به حزب الله ضد معارضيه في المناطق الخاضعة لسيطرته، ومنها اعتداءات على مرشحين وضغوط على آخرين أدت إلى انسحاب عدد منهم.