دياب يهدد بـ"الامتناع" عن تأدية مهامه بحكومة لبنان: بلغنا حافة الانفجار
هدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب بالامتناع عن تسيير عمل حكومته، مؤكدا أن البلاد بلغت حافة الانفجار.
وقال دياب في كلمة توجه بها إلى الشعب اللبناني "بلغ لبنان حافة الانفجار، والشعب يعاني أزمة اجتماعية خطيرة، وهي مرشحة للتفاقم إذا لم تتشكل حكومة جديدة مدعومة سياسيا".
وشدد على أن "الظروف الاجتماعية تتفاقم، والظروف السياسية تزداد تعقيدا، ولا يمكن لحكومة عادية مواجهتها من دون توافق سياسي".
وأوضح دياب "نحن لم نتقاعس بدورنا في تصريف الأعمال وفق ما يسمح به الدستور، واليوم يجب العمل لتشكيل حكومة جديدة لاستكمال الإصلاحات التي بدأت به حكومتنا، واستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي".
وقال إن "تشكيل الحكومة يدور في حلقة مفرغة، وبالتالي تتعمق معاناة اللبنانيين، ولا مفاوضات مع صندوق النقد دون إصلاحات، ولا إصلاحات دون حكومة جديدة، وأي نقاش آخر هو عبث سياسي، وهذا ما يفتح أمامي خيار الامتناع عن تأدية مهامه، إذا كان يساعد على تشكيل الحكومة الجديدة".
وكان دياب قدم استقالته إثر وقوع انفجار بيروت في أغسطس 2020 على وقع الاحتجاجات الشعبية، حيث باتت مسؤولية حكومته تقتصر، وفق الدستور، على القيام فقط بكل ما هو ضروري لتسيير المرفق العام بالحد الأدنى بعيدا عن أي مشاريع جديدة أو قرارات تترتب على الدولة مسؤوليات مالية أو سياسية جديدة، كما أنه لا تجتمع الحكومة إلا في الحالات الطارئة.
وجاءت مواقف دياب، في وقت تتفاقم فيه الأزمات اللبنانية على اختلاف أنواعها وارتفاع غير مسبوق لسعر صرف الدولار، الذي انعكس زيادة في أسعار السلع، وعودة اللبنانيين إلى الشارع احتجاجا منذ يوم الثلاثاء الماضي.
واليوم أيضا لا تزال الاحتجاجات مستمرة، حيث تم رصد إقفال العديد من الطرقات في مختلف المناطق، بعدما وصل سعر صرف الدولار إلى حوالي 10500 ليرة.
في المقابل، تراوح المشاورات السياسية بشأن الحكومة مكانها مع تمسك كل طرق بشروطه، ففيما يصر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على تشكيل حكومة من 18 وزيرا اختصاصيا من غير الحزبيين، يشترط رئيس الجمهورية وصهره النائب جبران باسيل الحصول على الثلث المعطل (7 وزراء) من أصل 18 وزيرا ووزارات أساسية، وذلك بدعم من حزب الله، وهو ما لا يقبل به الحريري.
ومنذ رأس السنة لم يسجل أي لقاء بين عون والحريري الذي كان قد قدم لائحة بأسماء وزراء مرشحين إلى عون.
وأكد أن هدفه تشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسيين، لكن عون أبدى ملاحظات عليها، معتبرا أنها تفتقد إلى وحدة المعايير.
في المقابل، يؤكد الحريري أن الفريق الآخر المتمثل بعون وباسيل يريدان الحصول على الثلث المعطل في الحكومة، إضافة إلى وزارات أساسية كالدفاع والداخلية والعدل وهو ما يرفضه.
ولم تنجح أيضا كل المبادرات التي ظهرت على هذا الخط، وكان آخرها تلك التي قام بها البطريرك الماروني بشارة الراعي، داعيا إلى لقاء مصالحة بين عون والحريري، كما رفض حصول أي طرف على الثلث المعطل.