إطلاق نار في محيط سرايا طرابلس.. والأمن اللبناني يطلب تعزيزات
لليوم الثالث على التوالي، تشهد مدينة طرابلس شمالي لبنان، احتجاجات على الأوضاع المعيشية الصعبة وصلت حد المصادمات مع قوات الأمن.
وقالت وسائل إعلام لبنانية، إنه سمع دوي إطلاق نار في محيط سرايا طرابلس الحكومي، وأن قوات الأمن اللبناني ططلبت تعزيزات للسيطرة على الاحتجاجات.
وأعلن المحتجون في حراكهم، رفض قرار الإغلاق التام للحد من انتشار وباء كورونا المستجد (كوفيد - 19).
وتطورت المواجهات بين المحتجين والجيش اللبناني إلى سقوط جرحى، حيث أعلن الصليب الأحمر اللبناني أن 6 فرق تابعة له تعمل على نقل الجرحى وإسعاف المصابين.
وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام"، أن الاحتجاجات تتركز في ساحة النور وأمام مدخل سرايا المدينة، حيث يقوم عدد كبير من الشباب بإلقاء الحجارة وقنابل المولوتوف على باحة السرايا.
وردت عناصر مكافحة الشغب اللبناني باستخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع، لإبعاد المحتجين ومنعهم من الدخول إلى باحة السرايا، وسط انتشار كثيف لوحدات الجيش في الشوارع المحيطة بمبنى السرايا وساحة النور.
وفي الوقت نفسه، ينفذ عدد آخر من المحتجين اعتصاما سلميا في ساحة النور، وسط مكبرات الصوت المنقولة على الشاحنات، والتي تبث أناشيد وطنية.
وتزامنا مع الاعتصامات والاحتجاجات، تجوب مسيرة راجلة وعلى الدراجات النارية شوارع المدينة، يشارك فيها عدد كبير من الحراك الشعبي، ويطلق المشاركون هتافات تطالب بـ"محاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة".
ومساء أمس الثلاثاء، اشتدت المواجهات بين المحتجين والجيش اللبناني، وأعلن "الصليب الأحمر"، عن إصابة 45 شخصاً بجروح، تطلبت 9 حالات منهم النقل إلى المستشفيات للعلاج، بينما جرى إسعاف البقية ميدانياً.
من جهته، أصدر الجيش اللبناني بيانا كشف خلاله عن إصابة 31 عسكرياً وتوقيف 5 أشخاص في مدينة طرابلس، مساء أمس الثلاثاء.
واليوم الأربعاء، خرجت تحركات سلمية في بعض المناطق تضامنا مع طرابلس ورافعة الشعارات المطلبية نفسها.
ونفذ محتجون عند مدخل مدينة صور (في الجنوب) وقفة احتجاجية، تضامنا ورفضا "لسياسة الدولة اللبنانية التجويعية وإفقار المواطنين"، وسط مواكبة أمنية للجيش والقوى الأمنية اللبنانية، التي ضربت طوقا في محيط الساحة تحسبا لأي أعمال شغب.
ورفع المشاركون شعارات مطلبية ومعيشية دعت الى "تأمين الحاجات الأساسية للمواطن في ظل الحجر المنزلي"، ولافتات نددت "بسياسة الدولة اللبنانية التي أدت الى إفقار الناس".
وتشهد مناطق لبنانية عدة احتجاجات في الأيام الأخيرة وبشكل أساسي طرابلس، التي تعتبر من أكثر المناطق فقرا في البلاد، فإضافة إلى الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها اللبنانيون، يترك الإغلاق العام في لبنان آثارا اقتصادية متردية على مختلف الصعد.
وكانت الحكومة اللبنانية قد اتخذت قرارا بالإغلاق التام ومنع التجول لمدة أسبوعين، انتهت في 25 يناير/كانون الثاني الحالي، قبل أن تعود وتمدده 15 يوما إضافيا حتى 8 فبراير/شباط المقبل، وذلك بعد استمرار تسجيل ارتفاع كبير في عدد إصابات كورونا، وعدم قدرة المستشفيات على استقبال المزيد من المرضى.