الفراغ الحكومي والحدود.. وزير خارجية لبنان يفتح مع "العين الإخبارية" الملفات الشائكة
وسط أزمة اقتصادية كبيرة تضرب لبنان، تعيش البلاد حالة من الفراغ الرئاسي والحكومي في ظل عجز القوى السياسية عن التوافق حول مرشح يقود البلاد، اعتبرها وزير الخارجية اللبناني "مسائل معقدة" بسبب الاختلاف والتباين.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية" يكشف عبدالله بوحبيب كثيرا من النقاط الهامة في المشهد السياسي، خاصة في المرحلة الانتقالية الجديدة لهذا البلد الغارق في أتون الأزمات السياسية والاقتصادية، مؤكدا أنه رغم "المشاكل الكبيرة إلا أن حلها لن يأتي إلا من الداخل".
وعن المشاورات التي أجراها على هامش القمة العربية، قال الوزير اللبناني إن كافة من اجتمع معهم خلال مشاركته في قمة الجزائر من المسؤولين يدعمون بلاده، إلا أنه اعتبر أن العرب شغلتهم العديد من القضايا والأزمات الأخرى على رأسها فلسطين وليبيا واليمن وكذلك الأمن الغذائي.
واعتبر أن أزمة الأمن الغذائي احتلت صدارة المباحثات كونها تشغل الدول العربية الفقيرة مثل لبنان والسودان واليمن والصومال، جراء غلاء القمح، داعيا الدول ذات الموارد إلى مساعدة أشقائها في ظل تداعيات حرب أوكرانيا خاصة بأزمتي الطاقة والغذاء.
وحول شغور منصب رئيس لبنان بعد انتهاء مدة الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعرب بوحبيب عن أمله أن ينتخب مجلس النواب رئيسا في أقرب وقت ممكن لكنه اعتبر أن "اليد قصيرة" من هذه الناحية بسبب الاختلاف، مؤكدا أنه لا توجد مؤشرات حتى الآن لبدء آلية لانتخاب الرئيس.
وأضاف: "مجلس النواب ينتخب الرئيس في اقتراع سري من قبل النواب في البرلمان المؤلف من 128 عضوا، حيث يتم تقسيم المقاعد بالتساوي بين الطوائف، لكن الحد اللازم لتأمين النصاب القانوني والفوز يعني أنه لا يوجد فصيل أو تحالف لديه بمفرده مقاعد كافية لفرض خياره، مما يؤدي إلى مقايضة الأصوات بمزايا سياسية أخرى".
وأوضح أنه رغم أزمة شغور منصب رئيس الجمهورية هناك حكومة تصريف الأعمال محدودة السلطات بقيادة نجيب ميقاتي وسوف تستمر حتى تشكيل حكومة جديدة، الذي اعتبر أن تشكيلها أيضا "مُعقد بنفس قدر انتخاب الرئيس".
وعن اتفاق ترسيم الحدود البحرية، أكد أنه "كان يشكل ضرورة إلى لبنان للاستفادة من ثرواتها في البحر والتنقيب على البترول والغاز في مياها الإقليمية"، واصفا إياه بـ"التاريخي من أجل مستقبل البلاد".
ولفت إلى أن بلاده كانت "لن تستطيع فعل ذلك بدون اتفاق وكذلك إسرائيل ليس في استطاعتها استخراج نقطة بترول في منطقتها بدون اتفاق أيضا"، موضحا أنه "إذا تم منعنا من التنقيب عن الغاز، لدينا القدرة عبر الاتفاق ذاته لمنع إسرائيل التنقيب عن الغاز أيضا".
وأشار إلى أنّ "مفاوضات ترسيم الحدود غير المباشرة بدأت مع إسرائيل منذ عام 2007، والبلدان كانا بحاجة للاتفاق لاستخراج ثروات النفط والغاز من البحر"، موجها الشكر لكل من الإدارة الأمريكية برئاسة جو بادين والتي استطاعت تسهيل ذلك، متابعا: "سنبدأ في التنقيب عن النفط والغاز في مناطقنا الاقتصادية الخالصة".
وزير الخارجية اللبناني كشف أيضا عن تحرك بلاده خلال الفترة المقبلة لإنهاء اتفاق ترسيم الحدود مع قبرص عبر المضي قدما والبناء على اجتماعات تمت بالفترة السابقة ثم سوريا، موضحاً أنه بالفعل يوجد ترسيم سابق مع قبرص ولكن لبنان بحاجة إلى تعديلات.
وأكد عبدالله بوحبيب عن سهولة الاتفاق مع كل من قبرص وسوريا حول ترسيم الحدود البحرية، نظرا لما يعود على بلاده من مكاسب في استخراج تلك الثروات الموجودة في البحر.
وعن لقاءاته بالجزائر خلال جولته الأخيرة ومشاركة في القمة، أكد أن العلاقات الجزائرية اللبنانية قوية وأنه تم عقد لقاءات على مستوى وزراء الخارجية ورئاسة الوزراء.
ولفت إلى أن الجزائر وعدت بإعادة التجاوب في قضية تقديم الدعم النفطي اللازم لتشغيل الكهرباء ببيروت "وهذا شيء عظيم للبنانيين لن ينسوا فضل بلد المليون شهيد إذا تم هذا الاتفاق وتحققت تلك الوعود".
وكان وزير الطاقة اللبناني وليد فياض صرح في حوار سابق مع "العين الإخبارية" عن اتفاق مرتقب مع دولة الجزائر لإعادة تصدير النفط إلى بلاده من شركة سوناطراك، عبر تسهيلات في الدفع لدعم بلاده في أزمتها الحالية.